ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


رغم انك مقولتليش تعالى ولا عبرتيني بكرت دعوة
هتف بها يوسف مستهجنا جلافة الاخر ليضيف عليه عارف والذي تدخل في الحديث معهم
جلة زوج يا عم يوسف وعدم تجدير اذا كنت انا واد عمه وهاين عليه يطردني من ساعة ما وصلت من السفر وجطعت شهر عسلي عشان خاطره باينه شايف نفسه علينا اكمنه عريس 
همس بالاخيرة غامزا ليرد على قوله غازي

بغيظ
اهو انا مش غايظني من الصبح غير نبرك ما تهمد ياد انت كمان وخلي الليلة تعدي على خير 
قالها وانطلقت ضحكات الاثنان ليعلق يوسف بمرح 
دا باينه متوتر بجد والله مش تخمين زي ما انا شكيت ايه يا كبير هي دي اول جوازة ليك ولا ايه يا عم 
انت بتجول فيها انا عن نفسي بعتبرها اول جوازة ليه والله 
قالها عارف ليزيد من تأفف الاخر ليدفعهم بخشونة من أمامهم
شكلكم جاين بغرض تحفلوا عليا مش تباركوا امشي ياد انت وهو انجروا جدامي 
تلقا الاثنان الدفعة لينصاعا للأمر معبرين بالتفكه عن استسلامهم لينساقا امامه بخنوع
يا ساتر يارب شكلنا زعلاناه 
ما انت برضوا يا عم عارف كان لازم تقدر برضوا ان ابن عمك فعلا متوتر بس يا ترى متوتر ليه اااه
تأوه بالاخيرة تأثرا بقبضة قوية حطت على كتفه ذراعه من الخلف ليفمغم على اثرها ساخطا وهو يدلك عليها
ايه يا عم انا جاي ابارك مش جاي اڼضرب والله
تابع غازي يزجره بابتسامة مستترة
بارك الله لكما وجمع بينكم في خير 
ختم بها رجل الدين لتصدح اصوات الزغاريد من شقيقاته وبناتهن لتعج بالمكان وتملأه بالمرح والابتهاج ترافقها المباركات والتهنئة للعريس من الحاضرين القلائل من وجهاء العائلة وابناء عمومته والشباب الأصدقاء
والذي كان يتلاقاها بابتسامات يجاهد الا تفضحها اللهفة في التطلع نحو قمره الذي توسط الجلسة بالقرب منه في الناحية الأخرى بين النساء من أقاربها وسليمة المرأة القوية التي تزيده يوميا اعجابا بها يقسم ان يرد اليها أفضالها يوما ما وقد اتخذ هذا الأمر عهد عليه 
عانقه يوسف ليهمس بجوار اذنه بمشاكسة
الف مبروك لحبيبي اللي وشه نور بعد ما كتب الكتاب يارب يكون التوتر خف
قالها وتلقي بقبضة قوية على خصره يناظره غازي بخطړ
بطل جلة الحيا واتعدل بدل ما اعدلك 
خلاص يا عم انت محدش يهزر معاك ابدا 
قالها متوجعا يخفي تأوها لينزاح من أمامه باستسلام مغمغما
ربنا ع المفتري 
ضحك عارف المتابع لهما قبل ان يأخذ دوره في معانقة صديق طفولته بفرحة تنبع من قلب ذاق لوعة العشق ويعلم بحجم ما يكتنفه الاخر في هذه اللحظة
حبيبي يا صاحبي الف مليون مبروك ان جلبك خلاص ارتاح 
لا والله يا عارف لسة ادعيلي انا يدوب في بداية
الطريج حتى حطة جدمي مش على أرض ثابتة 
قالها بصدق شعر به الأخر فرد على قوله مطنئما
بكرة تثبت وتوصل انا واثق منها دي 
يا سيدي ربنا يطمن جلبك 
غمغم بها بتمني من القلب قبل ان يندمج في المباركات والتهنئة من الباقين
والى جمع النساء الاتي الټفت حولها ليباركن ويهنئنها واولهم كانت روح التي تعلقت بضمتها لها يغمر قلبها شعور تعدى الفرح تعدى الابتهاج تعدى كل المفاهيم التي قد توصف حتى حالتها الان
اقسم بالله ما جادرة اعبر ع اللي حاسة بيه دلوك جلبي بيرفرف جوا صدري وحاسة نفسي عايزة اتنطنط كيف العيل الصغير حبيبة جلبي اتجوزت اعز حاجة ليا في دنيتي اخويا وابويا وسندي اخيرا سره هيرتاح مع اللي اختراها جلبه
لم تفهم على مغزى عبارتها الأخيرة لتفسرها في الأخير ان التعبير المجازي من فرط فرحها بزواج شقيقها فخرج الرد منها بدبلوماسية 
الله يبارك فيكي يا روح دا بس من جلبك الأببض ونفسك الصافية انتي ربك خصك بالجمال من جوا ومن برا
وانت خصك بكل حاجة حلوة 
او تدي فرصة لغيرك انا بجالي ساعة كمان عايز ابارك لعروسة اخويا العسل
تمتمت بها نادرة الشقيقة الوسطى أثارت بها الضحكات من البقية لتعقب فاطمة الجدة الكبرى تدلي بدلوها هي الأخرى
وهي برطمان عسل عايزين تلحسوه ما تسيبوا العسل لصاحبه خبر ايه
قالتها بإشارة واضحة من كفها نحو المقصود لتعلوا اصوات الصخب من الجميع وتتكفل وجدان بالرد هامسة بتحذير امام العروس التي كتمت بكفها على فمها وقد اكتسحها خجل شديد وسط الغمزات واللمزات الضاحكة من النساء وحياء الفتبات الصغيرات
ما تهدي شوية يا فاطنة كسفتي العروسة والبنتة يا مرة دا انا مردتيش اجيب ام ايمن مخصوص عشان متفضحناش تجومي انتي تاخدي دورها النهاردة 
اعترضت فاطمة بسجيتها 
وه وانا جولت ايه يا به مش هو دا اللي هيحصل و لا هما هيخشوا و 
بووو 
تمتمت نادرة تقاطعها مقهقهة كي لا تستفيض بعفويتها
فحسمت وجدان بندائها
طب احنا نفضها احسن بجى وننده على صاحب الشأن تعالي يا عريسنا تعالي لعروستك لبسها شبكتها يا كبير ناسك
تقدمت بخطوات مترددة نحو الجلسة التي تجمع زوجها مع الضيف الغريب الهام تحمل عدد من اصناف الحلوى على صنية فضية باهظة الثمن اخرجتها من نيشها الغالي من أجل عيون زوجها العزيز كي تشرفه امام ضيفه العزيز والذي بدا لها من الوهلة الاولى صدق الوصف وذلك من ملابسه الغالية كزوجها وحذائه الامع بشدة كفيه الناعم بشدة لرجل لم يعرف معنى الشقاء في حياته رغم تباسطه في الحديث مع زوجها والذي انتبه لها الان ليقف يستقبلها بابتسامة ادهشتها
تعالي يا
هدير
تقدم نحوها يتلقف الصنية منها ليضعها على الطاولة الزجاجية الصغيرةقبل ان يسحبها من كفها برقة يقدمها للأخر
تعالي يا حبيبتي اتعرفي على صاحب الغربة العزيز على جلبي دي زوجتي العزيزة يا عم صلاح 
نهض المذكور ليصافحها بدماثة وأدب جم
يا اهلا يا اهلا يا مدام اتشرفت بيكي 
اهلا اهلا متشكرة حضرتك 
تمتمت بها بتوتر لتتبادل معه ومع زوجها بعض الكلمات المقتضبة على عجالة قبل ان تنصرف سريعا من امامهم بعد ان انتهت اخيرا من المهمة الثقيلة على قلبها
تترك زوجها يغمره شعور الزهو بعد ان نفذت تعليماته بدقة وبدت بالشكل اللذي يليق به حتى علق الاخر بما ضاعف من شعوره 
برافو عليك يا عمر عرفت تنقي بصحيح انا كنت فاكرك اتخميت لما فاجأتني ان فضلتها عن اللي كانت شاغلة بالك 
حمد لله ربنا بيعوضني بعد الشجا 
اضاف صلاح على اثناءه ولكن بمغزى غامزا بطرف عينه
لا وعيلة صغيرة كمان تربيها على كيفك وتعوضك بقى عن 
صلاح 
قاطعه بحزم متابعا بتحذيره
انا جولت ان دا موضوع وانتهى فترة واتمحت خلاص من حياتي
اومأ على الفور الأخير بابتسامة ماكرة
خلاص يا عم متزعلش اوي كدة انا بس كنت بناغشك 
الكلام ده مفيهوش مناغشة جولت خلصت يبجى حتى السيرة ماتتجابش 
نهى بها بحزم اخرص الاخر ولجمه عن المواصلة فى مشاكسته
رفعت جليلة الصغير لتأخذه منها بعد ان غفى بين يديها لتنهرها ببعض اللطف والحزم
كفاية بجى يا نادية سيبني امشي 
استني ياما 
اعترضت تتشبث بها ولكن جليلة حزمت بصرامة هذه المرة لتتناوله منها وتنهض به
الواد نام وشبع نوم عايزاه في ايه تاني تكونيش عايزة تبيتيه معاكي ع السرير كمان
تهكمت جليلة بالاخيرة ولكن ابنتها التقطتها حجة لتردف
طب وايه يعني مش هو بيحب معتز ولا من أولها هيكشر فيه كمان
تبسمت جليلة وقد وصلها ما يكتنف ابنتها في هذا الوقت لترد على قولها بسخرية 
من اول يوم عايزاه ينام ما بينكم يا بت اتعدلي وبطلي شغل العيال الصغيرة 
فالتها وتحركت للذهاب مغادرة الغرفة على الفور تاركة ابنتها تفور من الغيظ لفعلها
لتغمغم متطلعة في الفراغ الذي تركته بتصميم
ماشي ياما هو فعلا شغل عيال صغيرة وانا بجى مش هخليه يجربلي الليلة دي خالص لازم اصر عليه يسيبني براحتي ان شالله حتى اطلع من هنا على اؤضة ولدي انام فيها مش عاملي فيها حنين وراجل زين يوريني بجى زينته دي
كانت غارقة في افكارها والوعود التي تأخذها على نفسها حتي انتبهت على صوت حمحمة خشنة تعلم مصدرها جيدا
فالټفت نحوه فور ان شعرت به يدفع باب الغرفة ويدلف اليها يتقدم بخطواته الرتيبة البطيئة نحوها 
قلبها يضرب بسرعة چنونية وبذهنها تعيد في ترديد الكلمات التي تحفظها منذ الامس بضرورة تركه لها الليلة ومزيد من الليالي القادمة حتى تعتاد عليه وعلى الوضع الجديد قي كونها زوجة له
انتظرت حتى اقترب ليجلس بجوارها على طرف التخت وما همت ان تبادره بطلبها حتى سبقها هو
بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن فيما خلق 
اخجلها بغزله المباغت لها يرافق كلماته التطلع لها بهيام أذهلها فقد كان كالتائه ما بين بحر ريمها الاسود وبين الملامح الصافية بجمال يأسر قلب عاشق يتلوى بأنين عشق يكويه 
كيف يصفها لا يجد في قاموسه اللغوي الضعيف من الأساس ما يليق بوصفها كيف يعبر عما يحدث بداخله الان لقد وصل لمرحلة يرثى لها ان يزيد الخفقان الۏحشي بصدره حتى يخدر اطرافه فيتمكن من رفع يده بصعوبة لېلمس على الشلال الحريري الاسود يسترسل في شرح حالته الصعبة
تعرفي حلمنا واحنا عيال صغيرين يا نادية لما كنا نرفع راسنا للسما وكل واحد فينا يبص للنجوم يفتكرهم جريبين فيجدر يجمعهم أو يمسكهم بالوهم ما بين أطراف صوابعه
قطبت تطالعه بعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحها ف استطرد موضحا
وانا مش هلومك انك مخدتيهاش زيي ولا اتعذبتي في الشوج اللي هرس جلبي في الدوير والبحث ع البت الحلوة اللي شوفتها مرة واحدة وخدت جلبي معاها كنت ھموت عشان اعرف مكانك وانتي جاري ومن بنات عمي كمان 
انا دلوك بس حاسس اني عايش 
بس انا عايزة اجولك 
اشش 
حن عليكي ما تجولي اي حاجة تاني بلاش تفوجيني من الحلم وحياة اغلى ما عندك يا نادية 
حتى وان كان الطريق الي قلبها طويلا فهو لن يمل كي يصل إليه ولن ييأس حتى تصير زوجته بقلبها قولا وفعلا 
يتبع 
كدة انتهاء الجزء الاول هنا واللي هنواصل بيه ان شاء الله هو الجزء التاني من الرواية باسم نسائم الروح ودا بداية لمرحلة جديدة في حياة الابطال 
تابعوا يا قمرات 

الفصل الأول ج٢
دلف عائدا للمنزل بوقت متأخر بعد قضاءه السهرة مع يوسف صديق غازي وبعض الشباب من العائلة بصفته ضيف عزيز لابد من الترحيب به بينهم جالت عينيه في الانحاء حتى وجدها جالسة في انتظاره تحمل بيدها إحدى كتب الرويات التي كانت تتصفحها حتى أتى لتستقبله بتهكمها
يا اهلا بالباشا راجعلي في نص الليل يا عارف ما كنت بيت برا احسن
تبسم بخفة كرد لها وداخله سعادة لا توصف انه وجدها مستقيظة وقد غلبه الظن بنومها بعدما تأخر لهذا الوقت فاقترب حتى جلس بجوارها قبل ان يشاكسها بقوله
ما انا كنت هعملها فعلا ابات مع يوسف في المندرة واونسه لكن في الاخر افتكرت اني ورايا ست مستكينة في البيت أكيد پتخاف من الجعدة ما تيجي على نفسك انا بت الدهشان تربية الجبل يعني تعالب الليل والديابة هي اللي تخاف منينا مش احنا 
لكن انتي كديها الزغدة دي
انتابها الزعر لتردف على الفور بتراجع
لا والله ما كديها سيب صباعي يا عارف انا مكنتش جاصدة اصلا 
رفض بعند يستنفر طاقتها
لا مش هسيبه يا روح وريني بجى شراسة بت الجبل اللي بېخاف منها تعالب الليل والديابة 
لا دا انت جاي مصهلل وليك غاية للرزالة بعد يا عارف انا عايزة انام 
قالتها وهي تهم للنهوض من جواره ولكنه شدد بالضغط على اصبعها الصغير يمنعها حتى قالت باستسلام
في ايه يا عارف سيبني انا عايزة انام الوجت اتأخر 
مش جبل ما تعترفي انك خۏفتي صح 
وان معترفتش 
هتفت بها بوجهه باعتراض قابله بابتسامة متسلية قائلا
إنتي حرة وانا بجى هفضل حابسك كدة وصباعك في ايدي لحد بكرة حتى 
تذمرت بغيظ تخفي ابتسامتها امام جديه واهية منه لتردف ببعض الدلال والمهادنة وقد علمت بغرضه الان من خلف مناكفته
طب حتى لو جولتلك اني حايشالك طبق مهلبية بالمكسرات والحبشتكنات يستاهل حنكك دي تحلي بيه دلوك بعد الشاي ما نشف حلقك من الشرب فيه مع الرجالة 
وه 
تمتم يبتلع ريقه بالفعل وقد سال لعابه شاعرا بالجوع بالفعل ليقر بانتصارها
عرفتي تغلبيني صح فيها يا ست روح انا هسيبك بس اعملي حسابك لو الطبج مجاش بكل اللي ذكرتيه دلوك هخترعلك احكام من الهوا بعد ما جريتي ريجي وجوعتيني 
اومأت رأسها بتخوف لتنهض على حذر من جواره قدميها تتخذ طريقها نحو المطبخ لتدلف نحو البراد على الفور تخرج الطبق الكبير حتى تخرج له ما يسكت عقل رجل اصبح كالطفل بالنسبة لها والذي لا يستكفي من الالعاب من أجل ترضيته
ولكنها وقبل ان تستدير عائدة اجفلها صوت مواء قطة من خلفها لتخرج صړختها وتهتز بوقفتها حتى كادت ان تقع هي ويسقط طبق الحلوى منها قبل ان يتلقفها بين ذراعيه وينقذها وينقذها الطبق معها يردد لها بسخرية ضاحكا
ايه يا بت الجبل يا مخوفة الديابة والتعالب
عن احتجاجها
والمصحف ما مسمحاك يا عارف والمصحف ما مسمحاك وجعت جلبي وشعر راسي وجف من الخضة 
وكان رده الضحك المتواصل والتشديد بضمھ لها 
انتفض عن نومه فجأة معتدلا بجذعه فور ان شعر ببرودة الفراش بخلوه منها بعدما استغلت غفوته لتستل نفسها من جواره وقد ارتخت ذراعيه التي كانت تكبلها بضمھا له لينهض عن التخت بجذعه المكشوف وبنطاله البيتي يبحث عنها هم ان يخرج من الغرفة ولكن قدميه قادته إلى المرحاض ليبدأ به وكان الاختيار الأمثل وقد تأكد من وجودها داخله بمجرد ان حطت يده على قبضة الباب ليتوقف على صوت بكاء مكتوم ونهنة ضعيفة شقت قلبه شطرين بل ذبحته علم ما بها وما يدور برأسها 
انها نادمة على استسلامها له نادمة ان ارتخت حصونها مع من هو حلالها زوجها متناسية انه هو الأحق عمن لم يعد له وجود انها حقه هو الان بل هي حقه الضائع منذ الثانية عشر من عمرها 
على خاطره الأخير دفع بالباب يجفلها باقتحامه وقد كانت واقفة بجوار حوض الغسيل ترطب من الماء على بشرتها لتغسل اثر الدموع طالعته في البداية بإجفال تحول بعد ذلك پغضب معقدة حاحبيها بتجهم قابله بتحدي قائلا
ايه انا داخل على مرتي يعني مش حد غريب ولا انتي نسيتي انك مرتي
ازداد عبوس وجهها ترفض حجته
وافرض يعني برضوا كان لازم تخبط فيه حاجة اسمها خصوصية برضوا ولا دي متعرفهاش
لا يا نادية معرفهاش 
قالها بتحدي ليدلف غير ابها حتى توقف اسفل صنبور مياه الاستحمام وقد ضغط يفتحه لتتساقط المياه فوق رأسه ټغرق وجهه وجسده بالتبعية دون أن يتحرك أو يحيد بأبصاره عنها حتى تحركت هي بتأفف تنتوي الخروج لتستجيب بذرف الدموع التي كانت ټحرق بشرته وكأنها وجدت المأوى لتفرغ ما في قلبها دون مراعاة لشعور هذا المأوى ومع ذلك كان مرحبا سوف يتحمل رغم احتراق روحه من الداخل سوف يصبر حتى يصل معها لبر يجمعهما سويا دون معوقات سوف ينتظر حتى يتلقى منها نسائم العشق التي تريح قلبه الممزق بجفائها
وفي مكان آخر  
عاد من سفرته القصيرة والفجر على وشك البزوغ ليدلف داخل المنزل بعد ان فتح الباب الحديدي وقد كان على وشك الدخول لغرفته قبل ان يفاجئه الصوت الانثوي القوي
راجع ليه في نص الليل ما كنت بيت مع جدتك احسن والصباح رباح 
التف اليها بأعين ضيقة يطالعها لبعض الوقت وهي جالسة بجوار النافذة التي كانت مفتوحة على مصراعيها تطل منها الحديقة الداخلية بمنزلهم ليعلم من تحفزها انها كانت في انتظاره 
زفر بخشونة قبل أن يكلف نفسه بعناء الرد عليها 
كان من الأحسن اني مبيتش لأني لو عملتها ما مكنتش هستريح غير وانا مخلص على مرة ولدها ومرتكب چريمة واخدة بالك
عاد يشدد على كلماته
انا جيت وانا على أخري يا ام سند زي ما انا واجف جدامك دلوك وبرضوا وانا على أخري وماسك نفسي بالعافية اني منفجرش فيكي 
رددت خلفه مستنكرة
وټنفجر فيا ليه كنت انا روحت جوزت البت ولا انا اللي روحت مۏت حجازي ووجفت المراكب اللي كانت سايرة 
انتي اللي بعدتيني 
صاح بها مقاطعا لها ليستطرد بغضبه واقدامه اقتربت حتى جلس امامها 
بعدتينا في وجت مكنش ينفع فيه بعاد كان لازم نفضل كابسين على نفسهم ومنسبش البيت كان لازم نفضل جاعدين البت دي وولدها مكنش لازم ابدا يسيبوا البيت
عشان متروحش من يدك وتتجوزها برضك 
اضافت بها على قوله
بسخرية قبل ان تتابع بجديتها المعروفة
كلام جديم يا سند وانت عارف زين ان مكانش في يدنا حاجة احنا كان لازم نبعد ونسيب الحړب ما بين المحروسة وضرتها دا اللي انا احنا كنا عاوزينه كنا عايزينهم يخلصوا عليها برأسها الناشقة اللي عاملة زي حجر الصوان دي وواجفة في وشنا تسد عنينا اي خير لكن الحظ الزفت عاندنا للمرة الألف وخالك بوز الاخص فاجئنا بأفعاله اللي طول عمره ما بيطجش البص في وشها دلوك بيتمسكن ويتمسح فيها زي البسة مستنيها ترضى عنيه دي حد كان يتوقعها يا ناس
ضړب بقبضته ببطن كفه الأخرى يردد بغيظ يفتك به
طب وبعدين انا الڼار بتاكل فيا وكل لا انا بجيت طايل سما ولا طايل أرض بعد ما كنت خلاص همسك الخير بيدي كل راح واتسرسب كأنه هوا اعمل ايه دليني هنفضل ع الحال ده لحد امتى
ليكون فاكراني هجعد كدة مستني كتير يا ام سند انا مش هستريح غير لما ارسالي على حل وبكرة تجولي سند جال 
نهض عن مقعده يضيف بانفعاله
البيت هحط يدي عليه والخير اللي دفعنا فيه التمن غالي عشان نبعدو وش الفقر عنه برضوا هيطلع سامعاني يا ام سند لازم هطلعه سوا بمساعدة عيسى ولا من غيره دا كمان 
بصق كلماته وغادر متوجها لغرفته وخلفه ظلت هويدا تطالع اثره بحيرة تفتك بها وتفكير مستمر لهذه المعضلة التي وجدت نفسها بها بعد تخطيط دام لأشهر وحين أتى وقت الحصاد ذهب كل شيء ادراج الرياح بتدبير قدري لم تحسب حسابه على الإطلاق
في اليوم التالي
واصوات ضحك مكتوم مع همسات بالكاد تصل اليها لتفتح اجفانها فتقابلها أعين صغيرها والذي اڼفجر بالضحك مهللا وخلقه الصوت الخشن يردد بمرح 
اهي صحيت اهي اخيرا يا معتز باشا صحيت 
مامااا
مش كنت صبرت شوية على ما اغير جايب الواد يصحيني وانا ما لبستش حاجة عدلة 
طب وفيها ايه
قالها بعدم اكتراث ليعتدل بجلسته ويعدل وضع معتز بحجره مرددا ببساطة
ما الواد لازم يتعود عشان يعرف ان دا مكانك ولا انتي شايفاه اهبل ومش هيفهم 
تطلعت له بعبوس غاضب وهو يلقن صغيرها
من هنا ورايح هتجولي ايه
بابا
قالها معتز على الفور قبل ان يتجه لوالدته مخاطبها لها بحروفه المنقوصة 
ما تيلا يا ماما عايزين نفطل  
سمعت منه لتصاب بارتباك جعلها تلتف نحو الاخر بنظرة راجية جعلته يقهقه قبل ان ينهض تاركا لها التخت يرد على الطفل
مش احنا صحيناها يا عم معتز تعالى بجى نلعب شوية في اللعب الجديدة لحد ما تجوم تغير خلجانها 
توقف يجفلها بنظرة عابثة متابعا
وبرضك نصبر شوية يمكن تتسبح ولا حاجة  
بهت وجهها لتلميحه المبطن تبادله بنظرة شرسة زادت من ابتهاجه قبل ان يسير ذاهبا من أمامها يردد مع صغيرها
ياللا بينا يا حبيبي نسيبها عشان متعوجش اكتر من كدة علينا 
توقف قبل ان يفتح باب الغرفة يرميها بآخر كلماته 
وحياة غلاوة معتز ما تعوجي علينا احسن الواحد جايم مفرهد من الجوع بايت من غير عشا بجى ما انت عارفة
ختم بغمزة ترافق تذكيره لها بما حدث بالأمس لتغمغم بالكلمات الحانقة من خلفه
ماشي يا غازي ان شوفتها الليلة دي تاني بس 
صباح الخير يا بسيوني  
سمع الاخير بالتحية اثناء انشغاله بسقي أحواض الخضرة امام محيط منزله الهاديء بخرطوم المياه الذي كان ممسكا به حين التف برأسه نحو صاحب الصوت ليجيبه باندهاش بدا في نبرته
صباح الفل يا يوسف بيه
منور
رد يوسف بفصاحته ومزاحه كالعادة
دا نورك يا حبيبي انا لقيتك اتأخرت عني قولت اجي اشوفك بنفسي عامل ايه بقى يا وحش
قال الأخيرة يجلس اسفل عرش الكرم على المقعد الوحيد به وكأنه يملك المكان حتى تبسم له بمودة قائلا
انا زين والحمد لله يا باشا بس انت كنت عايزني في ايه عشان تاجي على ملا وشك عشان تستعجلني رغم اني انا متأخرتش اصلا على ميعاد شغلي
لا يا سيدي انا مش تبع شغل غازي انا عايزك في حاجة تانية تخصني انا عايزك توصلني لمشوار جنينية الفاكهة اللي روحتها المرة اللي فاتت معاك عندي حاجات عايزة اضيفها واطمن على وجودها في الثمار عشان تنفع وتليق للصادرات ما انت عارف 
ايوة يا بيه عارف 
تمتم بها بسيوني يجاريه رغم استغرابه قبل ان يتحرك ليغلق صنبور المياه ثم نفض كفيه وعدل من هندام ملابسه ليردف
 

تم نسخ الرابط