ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


بمغزى
يا ختي ولا تتعصبي ولا تتنرفزي اسرحي ولا تختفي من الوجود كله حتى ربنا يعينك على نفسك وۏجع قلبك صحيح يا ولاد الحب پهدلة 
ختمت بضحكة أثارت استفزازها لترمقها بغيظ وهي تغادر بخطوات منتشية بالمرح لتغمغم في اثرها بضجر
فرحانة فيا ياما ماشي ربنا يسامحك 
في المنزل الكبير وبعد انتهاء تناولهم لوجبة الغداء كانت الجلسة مع الجدة والمناكفات والمشاكشات لها وهي كالعادة لا تتأخر عن الرد

جولي يا فاطنة واعترفي الدهشان الكبير مكانش بيتحرك ولا يخطي خطوة واحدة من غيرك انا كذا مرة اسمع ابويا بيقول كدة 
ابوك برضوا يا ملعۏن يامن مأدب ما يجولش كدة يا جليل الرباية لم الواد ده عني يا غازي ولا اجولك احبسه في الزريبة احسن مع البهايم خليه يتربى
قهقه عارف بصوت الجهوري ليرد غازي من بين ضحكاته هو الاخر
فات الأوان يا جدة دا كان عايز جرص من وهو عيل صغير دلوك شحط كبير وحظنا وجعنا معاه واتجوز بتنا بجى زي الأتب اللي لازق في الضهر مش لاجيله حل يا جدة 
اهو جالك يا فاطنة حتى الكبير غلب فيا فات اوان التربية انا دلوك راجل مسؤول في بنك محترم بكرة اولادي اطلعهم زيي 
جلالاة رباية 
قالتها فاطمة لتصدر الضحكات العالية مرة أخرى واصوات المرح والمزاح تصل لخارج المنزل بين الرجال والجدة والاطفال ايضا اما عن النساء فقد نهضت نادية من جوارهم بعد اختفاء صديقتها لتبحث عنها فقد اشتاقت للجلسة معها 
حاولت بقدر الامكان الا يبدوا عليها شيء مثلما فعلت الايام السابقة تتمنى ان تنهي ما بدأته على نفس الوتيرة لقد سارت ف طريق خطتها وها هي الان قاربت على الوصول حتى تنهي هذا الأمر ونهائيا هي ليست ضعيفة حتى تترك احد ما يمسك عليها ذلة لشيء لم تخطئ فيه من بدأ الغدر لا يشتكي من نتائج أفعاله 
روح انتي بتعملي ايه
جاءها السؤال المفاجئ لترفع رأسها عن الهاتف وتنتبه الى زوجة اخيها التي اقټحمت عليها الغرفة التي اختلت بها عن الجميع لتباشر ما تفعله
نعم يا نادية انتي عايزاني في حاجة
عايزاكي في حاجة!
رددت خلفها باستغراب قبل ان تقترب وتتخذ جلستها بجوراها على طرف التخت وما
همت ان تسألها حتى وجدتها تخفي عنها الهاتف للناحية الأخرى لتزيد عليها من توجس
روح انا ليه حساكي متغيرة!
متغيرة كيف يعني
شاردة ومش بعادتك حتى وانتي بتهزري وتضحكي حاسة دماغك مش معانا 
ابتعلت ريقها الذي جف بتوتر وقد اربكتها بملاحظاتها الدقيقة لها في هذا الوقت القصير من جلوسها معها فخرج ردها في تبرير
يا نادية انا مخي مشتت اليومين دول في المشروع ما انتي عارفة احنا خلاص جربنا نفتتحه اا انا بحاول بقدر الامكان انه يطلع بالمستوى اللي بتمناه ادعيلي بس ربنا يوفقنا 
حركت رأسها بعدم اقتناع تردد
يا ستي ربنا يوفقك بس متزعليش مني في التدخل 
صمتت برهة ثم باشرت في استفسارها
انتي خبيتي عني التليفون بمجرد ما جعدت جمبك ودي اول مرة تعمليها خصوصا وانتي عارفة اني مش فضوليه للدرجة التطفل على البص في تليفونك بس معنى انك شيلتيه فجأة يبجى كان في حاجة وانتي خاېفة اني المحها 
حينما تجمدت امامها بصورة اظهرت صدق ظنها سارعت على الفور ان تلطف
انا اسفة يا روح بس انتي اختي 
مش هو يا نادية والله  
قاطعت بها توضح
او ممكن يكون الأمر يخصه بس انا بعمل كدة عشان عايزة اخلص من خلجته ويبطل يطاردني نهائي بعد كدة 
يطاردك
ايوة بيطاردني  
طب ومبلغتيش اخوكي ولا جوزك ليه
عشان يوجع فيها جتيل ولا العيلتين يدخلوا ف دوامة الطار بسبب واحد زي ده جوزي غيور وجوزك متهور 
كانت اجابتها منطقية الى حد ما لكنها لم تمنع من قلق عبرت عنه نادية
طب يعني انتي كدة هتتصرفي ازاي انا كدة خۏفت اكتر 
تبسمت بثقة تجيبها
انا دلوك هعمل يا نادية بجالي أيام وليالي ببحث وادور لحد ما عرفت كل حاجة والنهارده هخلص 
يا مري تخلصي ايه فهميني زين الله يرضى عنك 
هفهمك بس ثواني ابعت رسالة مهمة وجبل كل شيء اوعديني ان الكلام ده ميطلعش لمخلوج 
ابتعلت نادية بتوجس وزعر يكتنفها من شيء لا تعلمه 
لتجسر نفسها قاطعة الوعد لها
اوعدك 
في غرفتها القديمة والتي اشتاقت لها بعد غياب طال هذه المرة نتيجة لتجبره ومنعها عن زيارة والديها بقصد ولأوهام اختلقها في عقله المړيض كما اصبحت تصنفه هذه الأيام نتيجة طبيعية لما وصلت اليه معه
على فراشها وبجوار اشقائها كانت تشاهد المسلسل المفضل على الشاشة الصغيرة التي يملكونها وكأنها تسترجع ايامها السعيدة حينما كانت لا تحمل هما ولا تعرف معنى للحياة سوى بمجموعة احلام وردية وأدها الواقع الذي أصبحت تعيشه الان امرأة متزوجة محملة بمسؤوليات لابد من الوفاء بها ومطالبة بأشياء ان لم تفعلها تنقص منها كأنثى 
ياللا يا بنات روحوا شوفوا ابوكم جه من المحافظة وجاب معاه الفاكهة 
هتفت بها والدتها نحو الصغيرات لينهضن سريعا في استجابة فورية لما تفوهت به وتنجح خطتها هي في صرفهم ثم تجلس قبالها متمتمة بمرح
كل مرة كدة ولا اكنهم بيدجوها 
عقبت من خلفها بابتسامة هادئة
سيبوهم ياما يفرحوا ربنا ما يحرمهم من داخلة ابوي عليهم ولا بمجايبه ليهم دي احلى ايامهم 
وه اللي يسمعك ولا يشوفك ما يجولش انك كنتي بتعملي نفس حركاتهم دي من كام شهر كبرتي وعجلتي يا هدير 
تفوهت والدتها بالكلمات بنبرة تملؤها الدهشة لتضغط بدون وعي منها على چرح اصبح يتوسع مع الايام لدى ابنتها التي خبئت ابتسامتها وتغضنت ملامحها بحزن شعرت به المرأة لتسترسل سائلة
هو الواد دا لسة معكنن عليكي مهديش على حيله ولا كن عشان يعجل ويحمد ربنا انا مش عارفة
دا كمان شايف نفسه على ايه
على ماله ياما 
تفوهت
بها سريعا لتتابع بغصة توقفت بحلقها
شايفني جليلة عليه من كله هو متعلم ولف الدنيا ومعاه فلوس يشتري مية غيري وانا واحدة دبلوم وابوها عامل في مصنع يعني ابوس يدي وش وضهر انه جبل بيا وبجاحة وجلة ادي مني اني جاعدة لحد دلوك من غير ما اجيبله الخلفة اللي عايزها 
زمت إجلال فمها بحنق متعاظم تشيح بوجهها عن ابنتها لتغمغم بكلمات ساخطة كانت تصل للأخرى
نسي نفسه دا كمان واد الأجري على أساس انه اتولد ولد بهوات ولا من ملاك الأراضي انا مش عارفة دا بيتعنطز على ايه 
عادت اليها تشدد بجدية
انا لازم اكلم اخته مرة تانية خليها تشوف صرفة معاه يمكن تلمه ولا تعجله انتي بت ناس مش شاريكي من السوج 
لم تعلق على قول والدتها فهي تعلم تمام العلم انه لا فائدة من الجدال مع رجل مثله لتتجاهل وتلتف نحو ما تعرضه الشاشة قبل ان تنتبه للسؤال
بت يا هدير هو انتي لساكي مداومة ع العلاج ولا نغير الدكتورة لا تكون مش عارفة دي كمان 
ردت بعند مقصود
لا ياما مبطلة ومش من النهاردة لا دا من فترة طويلة
نفسي اتسدت ومبجتش فارجة يجعدني على زمته ولا يطلج حتى معدتش فارجة 
تفي من خشمك يا مضړوبة الډم بلاش منه الفال الفجر ده ولا تكوني اتعديتي من جنان جوزك 
اه ياما اتعديت وياريت تجفلي على سيرته من الاساس ان ما صدجت جيت عندكم النهاردة عايزة اريح واشم نفسي تعبت من الخنجة
سلامتك يا بتي من الخنجة انا جايمة خالص من جنبك 
قالتها المرأة ونهضت متابعة
خلصي المسلسل وتعالي عشان تتغدى معانا خالتك يمكن تاجي بعد شوية هي كمان تسلم عليكي اصلها اتصلت بيا من شوية ولما عرفت انك موجودة النهاردة عندنا فرحت وجالت يمكن تيجي تشوفك هي كمان 
وفي جهة أخرى 
بداخل مزرعة الدواجن التي كان يباشر العمل بها توقف يراقب هذه الملعۏنة التي اخذت الثقة وكأنها ملكت المكان توزع التعليمات على الفتيات العاملات وتتمايع دون خجل او حياء امام الرجال من العمال او الزبائن مستغلة تغاضي رئيس العمال عن محاسبتها بعدما فاض به من الشكوى اليه وهو لم يردعها في مرة او اتخذ نحوها اي اجراء حازم 
كان يؤجلها لغرض ما ولكن الان لم يعد بها فائدة إذن 
فليستريح من قرفها وينظف المزرعة منها 
نفيسة  
الټفت منتبهة اليه على الفور وقد لفت نظر الجميع نحوه ليأمرها
تعالي ورايا ع المكتب عايزك
على الفور تحركت تهرول اليه لتدلف الى داخل غرفة المكتب بلهفة
تأمر بإيه يا عمر بيه عايزني في حاجة
طالع وقفتها المائلة وهذه النعومة المقصودة في التحدث اليه بتقزز ليلقي اليها فوق سطح المكتب مجموعة من الأوراق المالية قائلا
خدي الفلوس دي وغوري ارجعي لوظيفتك الاساسية ولا شوفيلك شغلة تانية من النهاردة ملكيش عيش عندي
شهقت ضاربة بكف يدها على صدرها بجزع
يا مري ليه يا بيه حد اشتكالك مني ولا انا عملت حاجة زعلتك سامحني يا عمر بيه لو حصل دا انا خدامتك وتحت امرك 
تجهم پغضب ينهرها
لا خدامتي ولا تحت امري خدي الفلوس دي بكرامتك وانجلبي من وشي يا نفيسة يا ابعت العمال يرموكي في الشارع شړ طردة انا لا طايجك ولا طايج خدمتك 
حاولت مرة اخري استعطافه بالبكاء والنواح
بس يا بيه 
اخلصي  
هدر بها لاطما بكفه سطح المكتب بقوة انتفضت منها لتدنو على الفور تتناول النقود خوفا من
هيئته التي توحشت فجأة امامها ثم تركض على الفور مغادرة الغرفة والمزرعة بأكملها ليعود جالسا بزفرة ارتياح وقد تخلص اخيرا من امرأة تمثل صنفا من النساء يمقته بشدة 
وما أوشك ان يلتقط أنفاسه قليلا حتى تفاجأ بالرسالة التي ظهر اشعارها بالهاتف ليفتح ويراها على الفور متمتما بذهول
وه مجابلة مرة واحدة  
تردد لحظات مستغربا سر التغير المفاجئ ولكن في النهاية غلبه الشوق لينهض ذاهبا وبدون تفكير نحو العنوان المقصود!
عودة الى القاهرة 
بداخل شقة غازي الدهشان حيث الهاتف الذي لم يتوقف عن الدوي حتى ازعج بسيوني بداخل غرفته حتى خرج اليها ليستكشف الأمر بنفسها 
خبر ايه يا خيتي يا تردي يا تجفلي المدعوج دا خالص  
هتف بالكلمات يتناوله من فوق الاريكة الملقى عليها بإهمال مما اضطرها لتترك المطبخ وتذهب اليه
ااا ما انا كنت بغسل المواعين مخدتش بالي منه
نظر نحو الشاشة يطالع الرقم الذي أصبح لا يطيقه ليعلق بامتعاض
هو صاحبنا دا مش وراه شغل ولا مصالح كل شوية رن وحكاوي 
اطرقت بخجل دون ان تجيبه ليقترب منها ويعطيه لها معلقا
نبهي عليه يخف شوية اخوكي تعبان ومش متحمل زن 
اومأت برأسها دون ان ترفع عينيها اليه ليرق قلبه ويقبلها على وجنتها قبل ان يذهب عائدا لغرفته فتحركت مبتعدة نحو الشرفة لتفتح وترد بغيظ
نعم يا يوسف عايز ايه 
نعم الله عليكي يا روح
 

تم نسخ الرابط