ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


يوسف 
وصله زفرتها ليضيف ويشاكسها
لسة القمر برضوا زعلان مني 
ودت ان تصرخ به ولكن الخۏف من شقيقها جعلها تتماسك لترد كازة على اسنانها بصوت خفيض
بلاش تفكرني انا دمي بيغلي من ساعتها ومكنتش ناوية ارد عليك اصلا لولا اخويا مسك التليفون دلوك وهو اللي جالي انبه عليك تخف شوية عشان تعبان 
كمااان يعني حتى دي عايزين تمنعوها عني اه يانا يا غلبك يا يوسف كان مستخبيلك فين بس الظلم ده 

تفوه بها بطريقة فكهاية اجبرتها على الابتسام لكن سرعان ما استعادت بأسها
انا وراي مواعين روح شوف نفسك وراك ايه
خلاص هتصل بيكي بعد شوية تكوني خلصتي 
برضوا لا ورايا مذاكرة
طب اتصل بيكي ع الساعة سبعة اكون خلصت شغل وانتي فضيتي 
برضوا لا هأكل اخويا وانام بدري يا يوسف 
صړخ بها وقد فاض به
وانا هعملكم ڤضيحة لو مردتيش هاجي ساعتها بالعربية واصړخ تحت البيت واقول عايز مراتي عشان الم الشارع كله عليكم ايه رأيك بقى
أغلقت الهاتف ولم تقوى على كبت ضحكاتها لتغمغم بمرح
يا مراري دا مچنون صح 
أغلقت مصحفها بعدما انهت قراءة الايات الكريمة على روح المرحوم الذي تزوره كالعادة كل اسبوع في هذا اليوم وتوزع على روحه ما تصنعه بيداها من كحك وقرص لملمت اشياءها لتنهض في طريقها للمغادرة ولكنها انتبهت عليه صاحب الجسد الذي هزل وانحنى ظهره كنتيجة طبيعية لكل ما مر به جالسا بجوار قبر ابنه الثاني
ساقتها قدميها لتتأخذ طريقه اليه لتتفقده وفور ان اقتربت منه القت بتحيتها
عامل ايه يا فايز
وكأنه كان يعلم بوجودها رد دون ان يرفع رأسه اليها
زين يا بت عمي عايش والحمدلله
صمت فترة حتى ظنته لن يرد حتى همت ان تغادر بعد قراءة الفاتحة على روح الفقيد ولكنه تابع على نفس الوضع 
انا كل يوم بسأل واطمن عليكي من امي وهي بتجولي انك جوية كيف الجبل ومفيش حاجة تهزك 
استوعبت كلماته لتعقب
دا اللي هي شايفاه راسمالي صورة في عجلها لكن في الاول والاخر انا بشړ بتهز وبجع كمان بس المهم اني
اجوم من تاني 
فهم على مقصدها ليرفع رأسه اليها هذه المرة قائلا
طب واللي مش جادر يا سليمة اللي ذنوبه تجلت بحجم الكون وخرب على نفسه وكان بلاء ونكبة على كل اللي بيحبهم دا يعملها ازاي دا انا حاطط عيني في عينك بالعافية 
بثبات ليس بغريب عنها ردت
باب التوبة مفتوح دايما عند ربنا اما عنا البشر فالأيام كفيلة تهدي موعدكش بالنسيان بس ع الاجل فينا نسامح اصحى لنفسك ولبناتك دلوك دول الزرعة اللي فاضلالك راعيهم عشان تلاجي الطرح الزين فيهم 
صمتت برهة ثم استرسلت بشجاعة تحسد عليها
حتى مرتك كمان تجدر تحتويها وتشوف الزين منها فقدان الضنا بيكسر مهما كان العضم جوي وشديد وهي أكيد في احتياج ليك 
بغصة تشكلت بحلقه خرج صوته بنبرة يملؤها الندم
ما انتي كمان مرتي ولا معدتيش تحسبيها من الأساس يا سليمة
تجمدت لحظة بوجه مغلف خالي من أي تعبير لتبزغ ابتسامة ضعيفة منها تخفي بداخلها سنوات من الۏجع والقهر ثم تجيبه
خليك في اللي في يدك دلوك وسيبك من النبش في چروح مفتوحة لسة ومفتكرش ابدا ان الزمن جادر يشفيها 
خرجت تنهيدة من عمق تحمله بداخلها لتكمل وراسها تشير للخلف نحو قبر ابنها
انا مزجيتش الصبارة النهاردة عشان عرفت انك كل يوم بتيجي تزجيهم بنفسك وتوزع جعدتك ما بين الاتنين ربنا يصبر جلبك عليهم 
قالتها وغادرت تتركه في همومه بداخله نبتت هناك لمحة من امل لكنه لا يعرف الطريق يبدأ من اين
دلف غازي الى غرفة الاطفال بعد بحثه عنها في جميع المنزل حتى وجدها هنا ليفاجأ بها تشب بأقدامها لتضع احدي المفارش الثقيلة فوق خزانة الملابس الصغيرة بصورة أثارت الړعب بقلبه ليهتف بهلع نحوها
خلي عنك ياست ايه اللي بتعمليه ده بس 
تركته يرفعه عنها ويضعه بمنتهى البساطة وكأنها لا تزن شيء لتعلق هي بمرح
يا سلام ع الطول لما ينفع صاحبه يا ولاد 
زم فمه بغيظ يخاطبها
دي عمايل تعمليها يا بت الناس مش عارفة ان الرفعة دي غلط عليكي وع العيال خلي بالك من نفسك الله يرضى عنك 
تبسمت لتضمه من ذراعه تشاكسه بدلال 
وانت خۏفت عليا ولا العيال
شوف المرة 
تمتم بها ليرد بحنق
مفيش فايدة فيكم يا حريم الراجل يبجى جايد صوابعه العشرة شمع وبرضك يجوا يسألوه عتبحني ولا لاه خۏفت عليا ولا العيال 
ضحكت بشقاوة تدغدغ مشاعره مستمتعة بغضبه منها لتزيد عليه
طب وفيها ايه لما اسأل ما انا كمان شايفة انها حاجة بسيطة ومش مستاهلة العصبية دي دا حتة مفرش اطفال يعني خفيف ومش تجيل 
خفيف ومش تجيل! عليا النعمة انتي 
قطع رافعا قبضته في الهواء يلوح بها امامها ضاغطا بأسنانه على شفته السفلى يدعي الټهديد لها لتواصل بضحكاتها وتزيد من بهجته حتى سألها بتذكر
هي روح راحت فين صح انا مش شايفها يعني 
توقفت تعتدل بوقفتها وابتعلت تجيبه بتوتر
اا هي جالت انها هتزور واحدة صاحبتها عيانة وهتيجي على هنا تكمل اليوم معانا زي ما اتفقت مع عارف هو لسة برضوا بيغلس على جدتي فاطنة
اختارت ان تقابله في منطقة محايدة بعيدا عن منزلها ومنزله فلا يصلح لها ان تقابله في المدينة ايضا ولن تقبل لذلك لم تجد افضل من هنا داخل الساحة الكبيرة لعمل الخير بمدافن القرية 
دلف من الباب الخارجي ليجدها أمامه او بالأصح في انتظاره تبسم بملئ فمه 
مكنتش مصدج الرسالة وافتكرتها مجلب في البداية لما معبرتيش ولا صورة من اللي بعتهم 
مطت ثغرها بابتسامة ساخرة پغضب ترد
لا ما انا مش جيالك عشانها دي اصل عارفة ومتأكدة انك بعد ما تسمع اللي جاية عشانه هتلم نفسك وتمسحها انت من عندك 
سألها باستفسار
كلام ايه
هجول متستعجلش بس لازم يبجى حد حاضر معانا 
قالتها ثم اشارت بذقنها نحو الجهة الأخرى لينتبه بقدوم شقيقته والتي ما ان اقتربت منهم توجه اليها سائلا
وايه لزوم جميلة معانا ايه الحكاية انتي جيبانا ليه من الأساس
وزعت ابصارها ما بين الأثنان لتقول 
يتبع
الفصل الثالث والعشرون
ج٢
جميلة ضلع اساسي في الموضوع عشان كانت شاهدة على كل شيء معايا طول الفترة اللي سافرتها وانا منتظرة بالسنين رجوعك وبواجه لوحدي اللوم والضغط من كل جانب من عيلتي ومن اخويا اللي كان جلبه موجوع عليا ومحتار في أمري ومن الناس اللي بتسألني كل يوم عن السبب في جعادي من غير جواز 
كانت تتحدث بعصبية تواجه الاثنان بتحدي ادهشه واثار الريبة بقلب صديقتها لتسألها
ما الكلام ده احنا عارفينه يا روح وكان عندنا امل تكمل على خير لكن بجى الأمر بإيد ربنا راح اللي راح وكل واحد خد نصيبه وصحبيتنا انا وانتي هي اللي كانت الضحېة 
قالت الأخيرة بتأثر جعل الأخرى يرق قلبها للأيام الخوالي والصحبة الجميلة معها قبل ان يفيقها هو بعنترية وغباء بقصد توجيه اللوم لها
بلاش تفكريها يا جميلة الصحبية والكلام الفارغ ده مالهمش معنى مع اللي يبيع حب العمر وعذاب الانتظار في لحظة ضعف لحظة ضعف تضيع جبالها عمر بحاله 
الټفت بكامل انتباهها اليه لتعطيه ردها بابتسامة ساخرة لم يفهمها لتزيده حيرة بقولها
كلامك زين جوي يا عمر مترتب كدة واللي يسمعه يصدق صح انك واحد موجوع 
تجصدي ايه
سألها بتوجس ليخرج ردها على الفور
جصدي اني حافظت ع العهد وفضلت عليه سنين لحد ما جات لحظة الضعف اللي انت جولت عليها دي ومجدرتش بس ع الأجل حاولت لكن انت بجى جدرت تحافظ عليه!
قالتها بقوة اجفلته ليرف جفناه فجأة ثم تنقبض عضلات وجهه بارتباك جاهد ان يخفيه امام سؤالها المباغت ليطالعها باستفهام اجابت عنه على الفور وهي ترفع هاتفها امامه وامام شقيقته لتصبح الشاشة مقابلة لهم قائلة
تعرف دي يا عمر 
على غير ارادته ارتدت اقدامه للخلف كرد فعلي اولي مصعوقا برؤية اخر ما كان يتوقعه وهذه المرأة التي يعلمها جيدا جالسة امامه في بث مباشر تناظره بقوة وكأنها حاضرة الحديث من أوله 
كيفك يا عمر
هذا ما تفوهت به المرأة تبادره الترحيب بملامح جامدة وڠضب مستتر حتى جعلت شقيقته تتسائل هي الأخرى
مين دي يا عمر
تحركت تفاحة ادم في حلقه يبتلع ريقه الذي جف حتى اسبل اهدابه عن مواجهة المرأة ذات النظرة الحادة نحوه فجاء الرد من غيرها
دي مدام عنود صاحبة الشغل اللي كان ماسكه اخوكي 
الست دي تبجى مراته او طليجته هو اللي يعرفها دي اكتر مني دلوك اخوكي اتجوز المدام ف البلد اللي كان بيشتغل فيها وفي السر عشان الست كانت عندها مشاكل مع ناس جوزها وتخاف تعلن الخبر جدامهم المهم انه كان ماسكلها كل شغلها في النهار المساعد واللي واخد توكيل لإدارة كل اعمالها وف الليل جوز الست 
ارتفعت ابصاره نحوها بنظرة مشټعلة تلقفتها بعدم اكتراث تتابع بانفعال
اربع سنين متجوز المدام يحوش في الفلوس وينيمني انا برسايل العشج واني مفيش في الجلب غيري وهانت يا روح وانا زي الهبلة اصدج وانتظر في السنين لحد الباشا ما يستكفي ويجي يحن عليا بعد ما ېغدر بالست ويسيبلها البلد من غير ما يبلغها حتى بسفره ما هي كانت ھتموت وتنزل معاه القاهرة تعرف البلد وتتعرف على ناسه ودا السبب اللي كان مانعه ما ينزل ولو حتى اجازة ايه رأيك يا عمر تجدر تكدب السيدة عنود!
تدخلت المرأة الأربعينية تساندها
ياريت يقلي وش صفتي عنده وإذا كنت كذابة خليه يحط عيني في عينه في الشاشة وأنا أطلع القسيمة وكل الاوراق الي تثبت
ضغط على نواجزه بملامح أظلمت پغضب شديد
ينقل بعيناه من الشاشة والى من تمسك الهاتف ليهدر بها
شاطرة وبحثتي لحد ما وصلتي لكن بجى اللي عايز اعرفه انا دلوك يا ترى اللي وصلك بالمدام خبرك كمان بالظروف اللي اتسببت في جوازي منها مش هجولك عن الفلوس لأن دي حاجة منكرهاش انا خدت واستكفيت بس بالحلال منها كله كان برضاها 
توقف برهة ليسترسل بصوت ارتفع بهياج
عشان اجمع اللي يوجفني على حيلي جدام اهلك اواجهم بجلب مليان وانا مكافئ ليهم كله كان عشانك سفر ومرمطة وسجن وجواز من واحدة اكبر من بخمس اتشار سنة برضوا عشانك عشان اوصلك انتي السبب في كل التغير اللي حصلي كان لازم تواجهي وتتحملي عشاني عشان ترجعيني لعمر بتاع الزمان انتي الوحيده اللي كنتي هتريحي جلبي من وجعه وتمسحي من عمري سنين الشجا والمرمطة انتي الوحيدة 
هنا لم تقوى على كبت انفعالها به
انا مين ما تفوج لنفسك جاي وطالب مني ارجعك انسان وانت كنت متجوز في الغربة وعايش حياتك ايه الأنانية اللي انت عايش فيها دي 
وايه تاني كمان!
صدر الصوت
 

تم نسخ الرابط