ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


هي ايضا بالمغادرة لتنسحب من امامه وقد استطاع بالفعل اثارة التوتر بها مع ضعف الفهم عند الأخرى لتغمغم داخلها بكل الشتائم والسباب لهذا الوضع الغير مفهوم وكانت المفاجأة حينما صدح هاتفها برسالة مفاجئة قبل ان تدلف للمصعد فتحت لتفاجأ بكلمة مقتضبة منه ولكنها كانت كفيلة بقلب كيانها رأسا على عقب
وحشتيني 

عودة للقاهرة 
وبداخل شقة يوسف والذي كان يحلق ذقنه امام المراة في المرحاض حينما تفاجأ بدفع الباب فجأة وظهورها امامه حيث بدا انها كانت على وشك الدخول حينما اصطدمت عيناها به لتشهق بجزع ثم ترتد مسرعة مما جعله يخرج خلفها 
بتجري ليه يا ورد انا خارج اصلا ورد 
توقفت على ندائه دون ان تلتف اليه فتابع سائلا بعدم فهم
مالك وقفتي ليه ما انا بقولك ارجعي تعالي ادخلي الحمام انا داخل اغير وخارج أساسا
ظلت على وضعها معطيه ظهرها ليتابع بعفويته
ورد هو انتي اتسمرتي مكانك زي التمثال ما تبصي عليا تكلميني عايزة اعرف منك الاوراق المطلوبة لنقلك 
الى هنا ولم تعد قادرة على الصمت لتهدر به متزمرة
ابصلك ازاي ولا اروح فين من اصله مش تستر نفسك الاول جبل ما تكلمني اوووف 
قالتها ثم تابعت طريقها بسرعة لتغلق عليها باب غرفتها لينتبه هو اخيرا لهيئته حيث كان مرتديا بنطال قطني مريح بوضع اعتاد عليه داخل منزله حتى غفل عن وضعها معه
رد فعلها اثار بداخله التسلية حتى لاحت ابتسامة مشاغبة على فمه وابصاره ارتكزت على باب غرفتها المغلق ليعلق بمرح
يا دي الكسوف يا ترى خدت بالها منها ولا محتاجة اعادة مشهد
يتبع
الفصل الثاني عشر ج٢
بداخل غرفتها وهي تتجهز للمغادرة والذهاب معه في ميعادها اليومي كي يصحبها الى شقيقها ثم يتركها في المشفى ولا يأتي سوى بعد ان ينهي عمله ويعود بها اللى المنزل وفي اثناء ذلك لا يكف عن الإتصال والاطمئنان عليها ومتابعة اخر الاخبار عن صحة المذكور وما يستجد بحالته
امام المراة كانت تحاول ضبط حجابها جيدا بعدما هندمت ثيابها بعض الشيء حتى لا تبدوا في حالتها المزرية السابقة وتضيف اليه مزيدا من الحرج بعد ان كلف نفسه واعلن امام العالم بزواجه بها اللعڼة ليته ذكر اي صفة أخرى ولا ان ترى نظرات الاستهجان الموجهه اليه من السكان والمارة بغرابة ان يرتبط بواحدة مثلها ظنها حارس البناية خادمة!
ورد
هتف مناديا وقبل ان تجيبه بالدخول وجدته يدفع الباب فجأة ويطل بكليته امامها ليلقي التحية ببساطة اذهلتها
صباح الفل 
تمتمت تجيبه بملامح ارتسم عليها الإجفال بوضوح حتى غفلت عن الحجاب الذي أنزلق للخلف دون ارداتها 
صباح الخير في
حاجة
حاجة ايه بس
ردد بها من خلفها وابتسامة مشاغبة توسعت بفمه يخفي ارتباكه وانبهاره لرؤية شعر رأسها ولأول مرة من وقت ما عرفها
ليردف بمشاكسة دون ان تخطو قدميه للداخل
مفيش داعي للخضة دي يا ورد اللي واقف قدامك مش حد غريب انا راجع تاني اهو على ما تفتكري صفتي ايه عندك بس ياريت متتأخريش بقى عشان عايزك لحاجة ضروري ماشي يا قمر
قالها والتف ذاهبا لتغمغم من خلفه بغيظ
وانا نسيت يعني من اساسه جوزي ع الورق ايه جيمتها يعني عشان تخش كدة من غير استئذان شكلك مش معدل يا يوسف 
ختمت بها تعود لمراتها ثم ما لبثت ان تشهق بأعين توسعت بزعر بعد انتباهها لهيئتها
يا مري دا شاف شعري 
بعد قليل خرجت اليه وقد احكمت الحجاب عليها جيدا بصورة أثارت الحنق بداخلها ولكنه كالعادة تمكن من إخفاءه لهذا الشعور ليهتف مرحبا بخروجها اليه اخيرا بجلسته في وسط الصاله بعد مدة من انتظاره لها
يا أهلا بالقمر كل ده بتظبطي حجابك يا ورد هو انتي خارجة لمقابلة عمل دا انت خارجة لجوزك يا حبيبتي مش حد غريب يعني
جوزك وحبيبتي 
غمغمت داخلها بالكلمات الغريبة على اسماعها لتقطب امامه باندهاش ثم تتمكن سريعا من خمد استغرابها كي ترد بلهجة طبيعية 
ما انا بجهز نفسي بالمرة مش دا ميعاد المستشفى برضوا
اه يا ستي ميعاد المستشفى بس انا بقى عايزك تتفرجي ع الحاجة اللي جيبتها الاول قبل ما تختاري منها اللي هتخرجي بيها
قال الأخيرة ليلفت انتباهها نحو مجموعة من الأكياس كانت جواره على الاريكة الأخرى تناولهم مرة واحدة ليضعهم على الطاولة الصغيرة امامه يردف
عايزك بقى تقيسي وتنقي براحتك اللي يعجبك انا اختارهم اون لاين ووصلوا حالا عن طريق الشحن 
تابع يخرج لها القطع وقد تسمرت محلها بدهشة غلفت ملامحها بعد ان فاجئها بسرعة التنفيذ في ما وعد به الأمس
شوفي يا ستي انا حاولت بقدر الإمكان اجيبهم حسب الاستايل اللي انتي بتلبسيه وانتي رايحة جامعتك يارب اكون اتوفقت تعالي شوفي واقفة مكانك ليه
ابتعلت بحرج لتقترب منه قائلة
دول شكلهم كلفوك شيء وشويات انا شايفة انك ترجعهم احسن عشان انا مش هجدر 
ورد
قاطع استرسالها ليحسم بقوله
انا قولت مفيش نقاش اتفضلي خديهم من غير رغي 
همت تجادل ليعود اليها حازما
اخلصي يا بنتي عشان تلحقي تلبسي منهم ونحصل مشوار المستشفى ياللا بقى انا
ورايا شغل متعطل 
اضطرت بصيحته الاخيرة لتذعن وتتناولهم منه على مضض حتى سارت تحملهم پعنف وملامح عابسة ثم ما لبثت ان تلتف عنه حتى اوقفها
ورد تعالي خدي الكيس الاخير ده
التقطته منه سريعا دون ان تنظر لمحتواه فلم تنتبه سوى في وسط الطريق وقبل ان تصل للغرفة لتشهق ملتفة برأسها له بأعين متوسعة حينما بصرت القطع الداخلية
تطالعه بحدة قابلها هو ببساطة قائلا
الحاجات دي بقى جيبتها ع الوايم كدة يارب تطلع مقاسك  
حينما ظلت على زهولها تابع بهتافه
انتي لسة هتندهشي يا ورد عايزين نلحق مشوار المستشفى ياللا بقى
بخطوات متسارعة يرافقها القلق خرجت من باب المنزل الداخلي تبحث بعينيها عنه علها تجده بالحديقة ولكنها لم تجد سوى جدتها فاطمة جالسة في مكانها المعتاد مع الأطفال حولها اسفل المظلة وصلت لتلقي التحية على عجالة قبل ان تسألها وعينيها مازالت تجوب في الأنحاء
صباح الخير يا جدة ما شوفتيش غازي
تبسمت المرأة بخبث تجيبها
صباح الفل يا عين ستك طب ادي الصباح حجه وبعدها اسألي ع اللي انتي عايزاه ولا هو الشوق غالبك جوي كدة 
وه
خرجت منها بخجل شديد لتصعد السخونة وجنتيها على الفور متمتمة في ردها بتلجلج
ايه اللي بتجوليه ده بس يا جدة انا بسأل عشان ما شايفوهوش من الصبح ودي مش بعادته يعني يصحي جبلي ويطلع كمان من غير ما احس بيه ليكون حد طلبه في موضوع مهم يخص البلد ولا العيلة
لا يا ختي محدش طالبه ف موضوع مهم ولا دياولوا هو اصلا مباتش في البيت اساسا يا خم النوم 
قالتها فاطمة بمزيد من التسلية تراقب رد فعل الأخرى والتي توسعت عينيها باستدراك تتذكر برودة الفراش حينما استبقظت وفتحت اجفانها للنور وهي التي ظنت بعد سهرها لمدة طويلة بالأمس في انتظاره انه ربما يكون قد أتى في وقت متأخر من الليل وخرج صباحا قبلها ايضا 
امتقعت ملامحها بحرج
متزايد شاعرة بخزي امام المراة التي اشفقت عليها لتلطف بابتسامة حانية تجيبها
يا خايبة انا بنكشك بس عشان اغلس عليكي واضحك معاكي غازي دي مش اول مرة يعملها هو كدة معود لما يكون مضايق ولا شايل الهم او عايز يختلي بنفسه تلاجيه يسهر في الحوش الوراني تحت عرش العنب يبص ع الخيل وياما غلبه النوم ع الكنبة هناك روحي شوفيه يمكن صحي ولا تلاجيه لساتوا نايم 
اومأت لها بابتسامة متوترة حتى كادت ان تتحرك ولكنها تذكرت لتسالها
طب وانتي عرفتي ازاي انه نايم هناك شوفتيه يا جدة
لا ما شوفتوش بس عرفت لوحدي من شكل وشك انتي دلوك وشكله هو امبارح
اهتزت رأسها لها تدعي التفهم لتبرق عينيها فجأة مع انتباهها للكلمات
جصدك ايه بشكله وشكلي انتي فهمتي ايه بالظبط يا جدة
اطلقت فاطمة ضحكة رنانة تتميز بها رغم تقدمها في العمر لتردف بمشاكسة
يا بت وانتي مالك باللي فهمته عاد مش تروحي تشوفي جوزك الاول وتصالحيه ولا هتستني لما يمشي يشوف مصالحه ويروح عليكي اليوم يا خايبة خلصي يا بت اتحركي
اضطرت نادية لتزعن ذاهبة من امام المرأة المحنكة بكشفها وكشف ما تمر به مع زوجها هذا عيب السكن مع نساء كبيرات في العمر وخبيتثات في الفكر
غازي انت بيت هنا صح وسيبتني ليلة امبارح
بادرته بالسؤال فور ان وقعت عينيها عليه وقد كان واقفا بجوار حصانه يربت عليه ويطعمه بقطع السكر من كفه الكببرة حتى اجفلته بصوتها ليلتف اليه نصف التفافة برأسه ثم يجيبها بنبرة فاترة
غلبني النوم بعد ما سهرت هنا يا نادية عادي يعني 
اقتربت بتحفزها تردد باستهجان
هو ايه اللي عادي يا غازي ما تجول انك زعلان ولا مش طايج تنام ع الفرشة جمبي احسن 
لا حول ولا قوه إلا بالله يارب 
تمتم بها مبتأسا ليترك ما بيده ويقابلها في الوقفة مردفا
وايه اللي هيخليني مش طايقك يعني شوفتيني واخد جمب منك مثلا ما انا جدامك اها وبتكلم معاكي ولا هنعمل زي العيال الصغيرين ونتنفخ ونزعل من بعض على اي حاجة تافهه 
بجرأة ادهشته وجدها تقرب نفسها منه تواجهه بشجاعة وانفعال
لا هي مش حاجة تافهه يا غازي بدليل ان نفسك مجبلتهاش ولا اتخطتها بس انا والله ما كنت اجصد كنت سرحانة ساعتها وغلفت انك 
سرحانة في ايه
قاطعها بسؤاله بحدة انتبهت لها وقد اشتدت ملامحه واشتعلت عينيه بنيران استعرت من داخله بفراسة انبأتها لما توصل اليه بذكائه الحاد 
ابتلعت تحاول التصليح من خطأها
يا غازي انا جاية عشان نتفاهم مش نوسعها مع بعض  
ظل صامتا عاقد ما بين حاجبيه ولكنها لم تستسلم لتزيد من قربها واضعه عينيها ڼصب عينيه
غازي انا مش عايزة ألامور تتعجد ما بينا انت حاولت كثير معايا وانا مش جبلة عشان محسش لكنك كمان عارف من الاول ان الطريق ما بينا مش سهل يعني مش في يوم وليلة هتخطى اللي فات غازي انتي فاهمني 
خرجت كلماتها الأخيرة بهمس اطفئ بعضا من وهيج النيران بداخله لا ينكر انه سعيد بما يلمسه من تقدم منها ولكن قلبه المكتوي بعشقها لا يتحمل حتى التخيل انها تفكر في غيره في أشد أوقاتهم حميمية حتى وهو يعلم ان الأمر ليس هينا عليها ايضا 
سألته برقة ونعومة تستجدي رضاءه
هتفضل ساكت كدة كتير مش ناوي ترد عليا يا غازي
زفر يطرد دفعة كبيرة من الهواء المشحون بصدره وما هم ان يجيبها حتى اوقفه الصوت الصغير
هتلكبني الحصان يا عم خازي
ارتبكت تبتعد عنه سريعا لتلتف نحو صغيرها الذي هرول فور ان اشار اليه الاخر ليقترب وقد تمالك زمام امره سريعا ليتلقفه بين ذراعيه طابعا على خده عدة قبلات بحنو قبل ان يضعه فوق الحصان لينتبه
 

تم نسخ الرابط