ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


حبال الهوى اللي اتلفت على رقبتي في الاخر تخنجني بعد ما خلاص لجيت نفسي وعرفت انا عايز إيه 
من يراه في لحظة الڠضب وهو يقسم بأغلظ الإيمان على هذا الرجل المتسبب في كل ما يحدث الان لا يصدق انه هو نفسه من يضم شقيقته ويهدهدها بحنو رغم غضبه من فعلتها 
هذا ما كان يدور برأسها الان وهي تراقبهم من وقفتها قبل ان تجلس وتتخذ مقعدها مقابلهم وتلتقي سوداوتيها بثقابتيه فيحدجها بنظرة مرعبة لا تخلو من اللوم 

بتلوم علي انا يا غازي طب وانا إيه ذنبي
تمتمت بها بعدم تصديق ردا عليه بعدما فاجأها بصحة ظنها ليؤكد لها بتصميم
ايوة يا نادية عشان كان لازم تجوليلي اول ما عرفتي بأمر المچنونة دي مش تخبي لحد ما تطربح فوج راس الكل 
قالت بأسف ونبرة مهتزة
طب وانا كنت هعرف منين ان كل دا هيحصل دا غير اني معرفتش منها غير على اخر لحظة يعني حتى ما ملحجتش افكر 
ظل على وضعه يستمع الى مبررها دون رد ليشيح بوجهه عنها في الاخير برسالة واضحة لعدم اقتناعه وټنفجر هي في البكاء 
يعني في الاخر الموضوع كله اترد عليا 
ضړب كفيه ببعضها يتمتم الاستغفار بعدم احتمال لإمور النساء في هذا الوقت ليزفر طاردا من صدره دفعة كثيفة من الهواء ممسكا بأطراف اصابعه اعلى أنفه يغمض عينيه سريعا بتعب قبل ان يعود إليها ملطفا
يا بت الناس انا مش عايز احملك ولا اجيب اللوم عليكي انا كنت عايزك بس تكوني حكيمة وتعرفي التصرف الصح في موقف زي ده اختي رغم انها اكبر منك لكنها طايشة ومتمردة عكسك انتي 
عكسي انا ازاي يعني
قطبت تساله وقد استرعى انتباهها بقوله ليجيبها موضحا بتعب
انتي عاجلة يا نادية عاجلة زيادة عن اللزوم مش محتاجة دي تفسير ولا تحليل 
لماذا تشعر وكأن العبارة بها شيء لا يعجبها وكأنه يقصد بها شيء آخر 
ظلت على نظرتها الساهمة نحوه والشرود بالمقصود من خلف كلماته حتى اجبرته لسؤالها
انتي سرحانة في ايه
استدركت تعود من شرودها لتنكمش ملامحها بتذكر وتعاتبه
حتى لو كنت عاجلة زي ما جولت برضك متجيش عليا يا غازي انا كمان زعلانة زيك واكتر يعني هي تطبطب عليها وانا تكشر في وشي 
قالت الأخيرة بنبرة باكية أثارت داخله ابتسامة ليضمها بحنو يراضيها
انتي ليكي غازي كله مش بس الحضن يا بت هريدي 
ليشدد بذراعيه عليها حتى تستكين مستمعة باحتوائه لها رغم كل ما يحمله من عتاب نحوها به بعض الحق وهذا لا يمنع من الراحة التي اصبحت تتخلل روحه حينما يلامس منها هذه الافعال التي تصرفه لبعض الوقت عما يحدث حتى اذا عاد لواقعه غمغم بضجر
والزفت ده اللي جافل تلفونه عني ماشي يا عارف حسابك عليا
في المشفى التخصصي
وبداخل الڠرقة التي استقرت بها بعد الخروج من غرفة العمليات وتسوية الأمر بمعرفة الأطباء مع سحب كمية من الډماء منه هو لإنقاذها
وقف امامها يطالع وجهها الذي اصفر بشدة وقد كانت في هذا الوقت غافية من اثر التخدير ليأخذ وقته في تأملها لقد كبرت البنت لسنوات تزيد عن عمرها الحقيقي بفضله ذهبت عنها خفة الطفولة التي كان يبغضها بها قبل الزواج ثم تطويعها على يديه بعد
ذلك كم هو اناني وغبي ليقطف زهرة جميلة ثم يدفنها في غابة ظنونه وانانيته المفرطة طالبا منها ان تزهرها بالبراعم الصغيرة كي تخضر ويمتد اثره وهو في الأصل لم يحاوطها بالرعاية او الاهتمام الذي تستحقه 
سالت منه دمعة نادرة مع تذكره بما خسره اليوم
ليسقط فوق الفراش الطبي وينضم بجوارها يقبل رأسها بندم مغمغما
سامحيني يا هدير انا جلبي كان معمي والحجد هو اللي سايجني عايز انتجم لسنين عمري اللي راحت مني في غربة مكنتش جدها غربة سرجت عمر الحجيجي وحطت بدالها مسخ 
توقف يلتقط أنفاسه ليواصل الحديث معها وهي غير واعية لشيء وكأنه يقص على نفسه ما لم يجرؤ على البوح به امام احد
كانت حلم عمري وكنت عايزاها بكل جوارحي بس في نفس الوجت مكنتش راضي عن حالي عشان اتجدملها رافض مبدأ ان ابجى اجل منها سافرت مخصوص لغرض اني اللم المال اللي يجوي عضمي جدام ناسها كنت بعمل اي شيء عشان اجمع واحوش اتعب وانجص من لجمتي وعلى جلبي زي العسل لحد ما جابلت الصحبة اياها جماعة كانوا بيخنصروا من بضاعة الشغل بلطافة ويبيعوا ويجسموا على بعض لما كشفتهم عرضوا عليا ابجى شريكهم كنت عايز ارفض لكن الفلوس شجعتني مرة ورا التانية لحد ما الموضوع انكشف وساعتها لجيتهم بيشهدوا عليا ويشيلوني الشيلة لوحدي اتكلمت وشكيت عليهم لكن للأسف كلها كانت بتكوم اعترافات عليا بضعف حجتي جصادهم ودخلت السچن 
خرجت منه تنهيدة مثقلة بالۏجع تطوف بعقله الذكريات السوداء التي مر بها
مرارة الايام في سجن غريب في بلد غريبة زي العلجم في الحلج اهانة واهدار كرامة وجلة جيمة كنت هعفن محپوس بالسنين هناك لولا هو ظهر لي من تحت الأرض كيف التعبان لف عليا يقنعني بجوازي من صاحبة الشغل اتاريها كانت حاطة عينها علي والله اعلم اللي تم معايا دا كان لعبة منهم ولا هو غباء مني المهم اني وافجت وخسړت نفسي بيعتها للي اشترتني بفلوسها وضاعت مني روحي  
ظل على وضعه حتى غلبه النوم ليثقل جسده وتهدأ انفاسه فتفتح هي عيناها اخيرا بعد فترة طويلة من ادعاء النوم تطالعه بنظرة جديدة بعيدا عن تلك الحالمية التي كانت تسبح بها سابقا يبدو أنها كبرت بالفعل لتفهمه وتعرف السبب وراء عنفه معها 
حينما اشرق الصباح انتفض الاثنان يستقيظان من نومهما على دفعة غاشمة لباب الغرفة وصيحة قوية من والدتها
عملت في بتي ايه يا عمر عشان تجري بيها ع المستشفيات في عز الليل من غير ما تبلغنا 
عمل فيكي ايه يا بتي
تمتمت بها وهي تدنو منها لتتفحصها بتمعن وانفاث لاهثة فنهض هو يرفع نفسه عن التخت بوجه متجهم دون أن يجيبها ثم يستقبل بعيناه دلوف والدها وشقيقته جميلة التي ما أن رأته حتى تسائلت بقلق
ايه اللي حصل يا واد ابوي جلوبنا اتخلعت من مكانها مش كنت تطمنا ع البت بدل ما نسمع من الغريب والناس اللي بتهول 
عقبت إجلال على قولها
تهويل ايه يا حبيبتي ما هي باينة زي عين الشمس اكيد هو اللي ضربها وسجطها بتي ماشية من عندي زي الفل 
رمقها بتعجرف غير متقبلا للهجتها في الاتهام المباشر حتى وان كان بالفعل مدان ولكن وقبل ان ينبت فمه بالانكار تفاجأ بردها
عمر معملش حاجة ياما انا اللي
اتكعبلت ودوخت ومحسيتش بنفسي اما عمر فهو اللي نجدني 
توجهت في الأخيرة نحوه ليتلقى ردها كصڤعة مدوية على وجنته تفيقه من غروره وخسته 
على مائدة الطعام التي كان يتناول عليها وجبة الافطار صباحا مع
شقيقته غير منتبها بحديثها ولا بأي شيء فقد كان عقله شاردا بها تلك التي زارها بالامس في منزل عائلتها ليتلقى منهم ترحيب بحفاوة غير عادية وكأنهم على علاقة به منذ نشأته 
اما هي فقد كانت كلماتها كنسمات الربيع تلطف على القلب لا يمل منها ولا يشبع حتى حينما عرضت عليه ليتشارك معها الطعام وهم ان يرفض غلبته بردها
وحياة اغلى حاجة عندك ما تكسفني انا نفسي يبقى في ما بينا عيش وملح  
ارتبك بحيرة ما بين الرفض كعادته مع اي دعوة يتقاها من أشخاص اغراب وما بين ارضاءها والموافقة لتضيف والدتها بمكر
ليكون لسة مستغربنا يا مشمش ولا مبيحبش اكلنا حكم دي نفوس يا بنتي 
على الفور كان رد للمرأة مصححا
لا يا خالة ازاي بس طب وربنا حاسس بألفة ما بينكم د وكأني اعرفكم بجالي سنين مش اول مرة ادخله فيها 
تبسمت مشيرة بابتهاج لقوله
خلاص يبقى معندكش حجة بقى ولا ناوي ترفض
بالطبع بعد كلماتها لم يقوى على الرفض ليتقبل ويشاركهم الطعام المتواضع بشهية وكأنه هو الاخر استطعمه قبل ذلك غريب امر هذه العائلة وامر هذه الفتاة التي شغلت قلبه وعقله بالتفكير بها 
الجرس بيرن يوسف وصل  
هتفت بها شقيقته تجفله من شروده قبل ان تنتفض من محلها وتسرع لتفتح باب الشقة لهذا السمج ليدلف على الفور مرددا
صباح الورد ع الورد جهزتي الفطار ولا لسة
جاهز تعالي كل على ما انا جهزت نفسي
تمتمت بها كرد له لتسبقه مهرولة نحو غرفتها وتقدم هو نحو المائدة يسحب الكرسي ليجلس مقابله يضع في فمه الطعام قبل ان يلقي نحوه التحية دون اهتمام
صباحك فل يا بوس عامل ايه النهاردة بقى
تجمد بسيوني يطالعه بغيظ شديد وهو يتعامل معه بتباسط وعدم تكلف وكأنه من اهل المنزل هذا الشاب ينوي ان يجلطه بأفعاله 
ساكت ليه يا قلبي ما ترد 
زفر بسيوني يطرق بكف يده ليجيبه بنزق
وانت مالك بالكلام يا يوسف خليك في الأكل مش انت برضو جاي على لحم بطنك وملجيتش وجت تشوج فيه ريجك زي كل يوم ثم تعالي هنا انا مش كذا مرة انبه عليك بلاها من اسم الجلع الماسخ ده 
قابل يوسف حنقه ببساطة قائلا
يا باشا ما انا كل مرة بحاول اخد بالي بس برجع تاني اندهك بيه من غير ما احس ما هو دا من معزتي ليك برضو كمان لو معايا مراتي مش هتلاقيني بزعجك كل يوم ما هو الطبيعي يعني هصحى من نومي الاقيها حضرتلي الاكل والحمام ههحتاج لإيه تاني بقى
سمع منه ليقلب عينيه بسأم وضجر متجنبا الرد عليه حتى لا يزيد عليه بجداله اما يوسف والذي كان ياكل بنهم وشهية غير ابها بشيء فلم يتوقف سوى بعد ان خرجت إليه بلهفتها تخبره
انا خلصت خلاص وجاهزة عشان امشي معاك ع الكلية 
تمتم لها بانبهار وعينيه تطوف على ما ترتديه من طقم خروج جديد
حلوو اوي يا ورد يجنن كان قلبي حاسس انه هيليق عليكي وكأنه متفصل عشانك مخصوص 
ردت بابتسامة فرحة بالجديد
هو فعلا جميل انا كمان اتفاجأت بيه لما لبسته مظبوط وتمام التمام 
عشان تعرفي اني مغلطش ابدا في مقاسك  
قالها بمكر اخجلها لتطرق رأسها بحياء عنه فجاء الرد من شقيقها
المتفاجئ
هو انتوا بتتكلموا عن ايه بالظبط لهو الطجم دا جديد يا بت امتى جابه
خبئت ابتسامتها تجيبه بحرج 
جابهولي امبارح 
هم ان يصب غضبه به ولكن الاخر لم يعطيه الفرصة حينما نهض بغتة من جوراه ليخاطبه بحزم لا يخلوا من لطف يؤكد له بتملك
هي دي حاجة عيب يا ابو نسب ولا انت ناسي انها مراتي حتى لو ع الورق فهي ملزمة مني في اي حاجة تخضها 
پغضب شديد صار يحدجه بسهام مشټعلة يقابلها هو
 

تم نسخ الرابط