ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


مش مظبوط 
سارع على الفور يبرر بدفاعية
يا عمي احنا معملناش حاجة غلط فتنة كنت بقابلها في محلات عامة بكل ادب واحترام وحتى لما جاتني المكتب كانت جاية تباركلي دي انسانة واعية وناضجة وانا راجل محترم مش عيل صغير تافه 
اممممم
زمجر بها ناجي بغل يأمره
اتكلم عن نفسك ومتجيش سيرتها خالص بلاش تفكرني يدي لساها سخنة ع الضړب من امبارح 

سأله بتوجس
ضړب مين هو انت ضړبت فتنة
اااه شالله يدك تتكسر ولا تنشل يا ناجي ويجيبلي حقي منك 
هتفت بالكلمات امام المراة تتوجع من الألم وهي تتطلع الى اثار اللطمات على وجهها وتتحسس البقع الملونة على بشرتها نتيجة الضړب المپرح منذ الأمس 
عقبت رئيسة پغضب منها
بلاها من الدعا واحمدي ربنا انه مخلصش عليكي كنت عايزاه ياخدك بالحضن ولا يطبطب عليكي بعد عملتك السودا
الټفت اليها صاړخة بهياج
تاني بتدافعي عنه ومش متحملة كلمة كمان طب اهو الراجل داخل البيت من
بابه عشان تعرفوا اني عمري ما غلطت بكرة اهج معاه واغور من وشكم وعيشتكم الزفت 
في داهية شالله ما ترجعي خالص حتى 
تمتمت بها رئيسة ببغض لتشيح بوجهها عنها بعدم تحمل وقد تخطت بأفعالها كل الخطوط الحمراء والفضل يرجع طبعا لزوجها ذاك الذي يصيح قهرا وڠضبا منها الان هو السبب الرئيسي بفضل دلاله المفرط لها وتفرقته في المعاملة لها عن باقي ابناءه وكأنها الاميرة بينهم لينمى بداخلها الغرور والنعجهية حتى على زوجها السابق ابن عمها وكبير العائلة وكانت النتيجة خسارته لتأتي اليهم الان برجل غريب الله الأعلم بصفته ان كان ابن حلال او غير ذلك 
رفعت رئيسة رأسها على هتاف زوجة ابنها الأجنبية صوفيا والتي دلفت فجأة اليهم داخل الغرفة
فوتنة يا فوتنة عاملة ايه يا هبيبتي
كزت اسنانها پغضب شديد ودت لو تفتك بها
وانتي مالك بتسألي ليه يا وش الفقر يا بووومة 
شهقت صوفيا بإجفال لترتد بجسدها للخلف امام زهول رئيسة ليتلقفها ناجي من ظهرها ويربت عليه بحنو قبل ان يلتف نحو شقيقته يزجرها
بتزعجي فيها ليه اتنجنتتي ولا علجة امبارح مأثرتش فيكي
انتفضت صاړخة بها
طب اعملها تاني يا ناجي عشان اصړخ والم عليكم البلد 
تعمليها ما انتي فاجر 
صدرت الكلمات من مدخل الغرفة حيث والدها الذي وقف يحدجها بنظرة اخرستها ليهدر بوعيد
اسمعي يا بت مرة اخوكي خط احمر زيها زي جوزها جملي نفسك معانا اليومين دول واجعدي مأدبة كلها كام يوم على ما ياجي الخميس ينكتب كتابك ع الزفت اللي متجدملك وبعدها تغوري معاه ان شالله تهجي ولا تهاجري حتى فاهمة
انتفضت بصيجته الأخيرة لتومئ بطاعة
فاهمة يا بوي فاهمة  
سمع منها ثم خرج يتبعه ناجي ثم زوجته التي رمقتها ببرائة قبل ان تغادر لتغمغم من خلفها
داهية تاخدكم انتي والدلدول جوزك  
الټفت نحو والدتها لتجدها تفور غيظا منها تجاهلت بعدم اكتراث لتسألها بفضول
هو صلاح مشي من غير ما اشوفه طب اتفجتوا معاه على ايه 
زامت رئيسة تزفر بحنق لتنهض وتغادر لها الغرفة مغمغمة
مفيش فايدة ولا عمر هتيجي الفايدة منك يا بتي 
وبداخل السيارة التي كان يغادر بها بمزاج رائق يدندن اثناء القيادة ليتلقى الإتصال الذي كان ينتظره 
حبيبي اقسم بالله كنت منتظرك لا طبعا يا عم مقدرش اجيلك انا دلوقتي بقى وضعي حساس ايوة يا حساس امال ايه انا راجل بجهز لجوازي كلها كام يوم واكتب كتابي على عروستي وننطلق ع القاهرة نقضي شهر العسل هناك 
اطلق ضحكة مدوية ليتابع بزهو ردا على استفسار الاخر 
وليه بتقولها باستغراب كدة هو انت تايه عن مواهب صاحبك لا يا حبيبي انا فاكر كويس اوي انت ادتني المعلومات وقولت لك حرية التصرف وانا يا باشا مقصرتش اينعم كنت مخطط بشكل مختلف بس ربك بقى حب يسهلها عليا وحطها في ايدي زي البيضة المقشرة الحظ والنصيب بقى يا سيدي 
ختم ليقهقه بمرح لا يصدق نفسه وكأنه فاز بجائزة اليانصيب ليردد بصوت عالي
والله وهترجع لايام العز من تاني يا ابو صلح 
وفي الناحية الأخرى 
وبعد ان انهى المكالمة معه غمغم بعدم تصديق
يا بن ال دايما كدة تفلت بحظك ندل وجبان وفيك كل العبر ومع ذلك دايما تمشي معاك حلاوة 
تبسم ضاحكا ليتابع حديث نفسه
ولا الأكيد هو حظها هي بت حلال وتستاهلك
توقف ليطلع على الهاتف متذكرا تجاهل الاخرى ليعقب
ولا التانية اللي عاملة فيها من بنها ماشي يا ست روح اما اشوف اخرك ايه
بحزن تجاهد لإخفاءه دلفت خلف شقيقها
داخل الشقة التي ظلت فيها بما يقارب الشهر مع رجل غريب عنها وجدته في يوم وليلة اصبح زوجها وهذه هي مملكتها
حتى ولو تم ذلك على الورق فقط ولكنها لا تنكر نبل اخلاقه معها وشقاوته التي كانت ټلمسها منه اوقات كثيرة رغم تحجيم نفسه عنها حتى لا يثير زعرها منه
انتبهت من شروده
كنتي وحشاني اوي واخوكي عمايله تطفش بلد بس انا مقدرتش على بعدك يا وردتي  
ابتعلت ريقها بتوجس وهذا القرب منه يزيدها ارتباكا لتهمس اليه بتحذير
اخويا لو حس بيك دلوك هيجلب الدنيا فوج راسك انت بتعمل كدة ليه يا يوسف مش جادر تصبر
تمتم ردا لها
عشان مچنون بيكي يا وردتي 
زاد من قربه لها
ولو ع الصبر انا فعلا مش قادر اصبر اكتر من كدة شهر بحاله كنتي قاعدة فيه بيتي وتحت عيني وانا بتكوي پالنار على امل قربك دلوقتي بقى يجي هو وبدل ما يرحمني يزود عليا 
تعاطفت معه ولكن الخۏف من اقتراب شقيقها جعلها تتجمد عن الرد استجابة له او التصدي لتظل صامتة تطالعه بعيناها فقط وبهذا القرب تزيد من لوعة المحب فقد كانت
شهية بشكل موجع جميلة وصغيرة وبريئة لتضعف من مقاومته فواصل بضغطه
طب بذمتك هو يحوشك عني ليه ها انا عمري حتى طالبتك بحق من حقوقي او حتى تصبيرة
تصبيرة ايه
قالتها بعدم فهم ليستغل موضحا بالفعل
زي دي!
شهقة مجفلة صدرت منها كادت ان تفضحه قبل ان يكتمها بخبرته 
يتبع
الفصل الثاني والعشرون ج٢
لم يخطط ولم يضع في باله ابدا ان يفعل ما تمناه وارق مضجعه أيام ولا ليالي لا حصر لها لقد غلبه شوقه وضعف دون ارداته امام سحر برائتها ليباغتها 
غافلها واستغل خۏفها من ڠضب شقيقها اذا اكتشف الأمر ليظهر على حقيقته قليل الحياء والأدب 
هذا ما طرأ في عقلها في هذا الوقت بعدما اجفلها بهجومه باغتها بعاطفته شيء لم تعرفه قبل ذلك تختبره لأول مرة ولم تتوقعه في هذه اللحظة ابدا نسبة لتاريخه القصير معها لقد كانت في بيته تنام بغرفة مجاورة لغرفته ابدا لم يحدث ان اقترب منها بهذه الصورة ابدا لم تبا 
كادت ان تنسى شقيقها في الخارج
لتقابل عينيه بشراسة ذكرته بالوجه الثاني لها الوجه الذي اوقعه اسير عشقها حينما رأها لاول مرة في البلدة التي عشقها من أجلها ومغامراته معها ومع زينهم 
تبسم يلتقط أنفاسه ليهدئ من ضجيج قلبه الذي يخفق بضراوة في هذا الوقت لقد طار وحلق في سماء السعادة بقبلته الاولى معها التي لم يكن يتخيل ولو في أقصى أحلامه أن تكون بهذه الروعة بهذا الكمال ثم يرى تأثيرها الان على بشرتها التي امتقعت بخليط من ڠضب وخجل تحاول ان تخفيه خلف ستار شراستها
اقسم بالله ما هنسهالك دي يا يوسف 
هدرت بها هامسة بتوعد تلوح بسبابتها في وجهه بتحذير تقبله بسعة صدر ممتنا لرجاحة عقلها بأن لم تصرخ او ترفع صوتها لتلفت انتباه الۏحش المنتظر في الخارج الا وهو شقيقها 
اومأ يرفع كفيه امامها علامة استسلام بغرض تهدئتها لكن وما ان هم بالتقدم خطوة حتى زمجرت بهياج توقفه ارتد على الفور وابتسامة مشاكسة لاحت على محياه رغم حرصه الا يزيد عليها
اهدي اهدي مش هقرب تاني خلاص انا أصلا مكنتش قاصد وهي جات كدة معايا 
انت جليل أدب 
هتفت بها مقاطعة له بجدية أجفلته في البداية ليتجمد بأعين توسعت بذهول ثم وبصعوبة بالغة جاهد ان يكبت ضحكة كادت تفلت منه وتفضحه ليشير بسبابته نحو صدره ويردد ببرائة
انا برضوا قليل ادب يا ورد انا جوزك يا بنتي 
برقت عينيها پغضب متعاظم حتى يصمت ويكف عن عبثه ثم الټفت بحركة كشفت عن نيتها في المغادرة لينتفض باستدراك ويذكرها
استني هنا هتمشي فين وانتي مخدتيش حاجتك
انتي عايزة اخوكي ياخد باله 
افتر فاهاها برفض قائلة
لاه مش عايزة وماشية وسيبهالك يا يوسف عشان مجعدتش معاك في مكان واحد 
حتى وانا لامهم كلهم وعامل حسابي 
قالها يومئ برأسه نحو التخت لتنتبه على الحقيبة الكبيرة فوق الفراش وقد خلت الغرفة تقريبا من ملابس واحذية وتلك الأشياء التي تخصها 
رمقته بنظرة حانقة ثم اقتربت تجرها لتخرج من أمامه دون اي كلمة فيظل هو على وضعه حتى صفقت باب الغرفة تغلقها عليه ليسند بظهره عليه من الداخل وشعور جامح يدفعه ليخرج اليها ضاربا بالخرص من ڠضب شقيقها عرض الحائط ليضع كفه على صدره مغمغما
اه يا انا يا قلبي ياما هو اللي حصل دا كان بجد 
الله يهديك يا بسيوني ويحنن قلبك عليا انا كدة مينفعش انتظر نهائي 
وعلى ذكر الاخير فقد كان في هذا الوقت شاردا في عالم آخر لا يعلم له اسم عالم قصير وجميل لم يراه اليوم اثناء زيارة المشفى ليشعر وكأن شيئا ما ينقصه
انا خلصت يا خوي 
قالتها تلفت انتباهه ليرفع رأسه نحوها بتعجب يسألها
انتي لحجتي تلمي كل
حاجتك 
سألها باستفسار جعلها تستدرك لقصر الوقت في خروجها إليه بصورة تحث على ان تثير بداخله الشكوك 
تمالكت لتجد تبريرا سريعا
لااا مما انا مجهزة شنطتي من ساعة انت ما فوجت كنت عارفة ان هروح معاك في المكان اللي تسكن فيه اول ما تطلع من المستشفى 
كاد أن يبتسم فرحا لثقته بصغيرته ولكن
امال حاسك متغيرة ليه 
نفت بهز رأسها بتوتر كشفها
لااا مفيش يا واد ابوي ياللا خلينا نمشي بجى  
قالتها وتحركت تسبقه نحو الخارج مما اضطره ان يتبعها ليغادر الشقة هو الأخر 
سرحانة في ايه يا مشمش 
جاءها السؤال من والدتها لتخرجها من شرود لازمها منذ عودتها الى المنزل مغادرة المشفى بتصريح من الأطباء كم ودت ان تظل بها لتشبع عينيها برؤيته والحديث الممتع معه لقد اشتاقت وبشدة لسماع النبرة المميزة منه خوفه عليها ومرعاته لرضاءها ترى هل تذكرها اليوم ام انها لم تأتي على باله من الأساس
ينيلك يا بت هو انا اسألك من هنا وانتي ترجعي لسرحانك من تاني ايه اللي واخد عقلك
زمت شفتيها بضيق لترفع رأسها بسأم ترد
عايزة ايه ياما ما تسبيني في حالي انا واحدة تعبانة اصلا يعني اسرح ولا انام على سريري براحتي 
تبسمت المرأة بمكر تلقي الكلمات نحوها
 

تم نسخ الرابط