ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


عم بسيوني زيك زيهم 
بس انا مليش دعوة بحد انا عايز اروح بلدي انا مش من هنا اساسا يا ناس
هتف يها الشيخ المزعوم ليعلق صدقي بنفاذ صبر
يا بسيوني بعد عن طريجنا بلاش تجيب لنفسك اذية انت في غنا عنيها 
استشاط الاخير ڠضبا من هذا الرجل الذي يفعل الچرائم دون حسيب او رقيب والان يهدده صريحا كي يتركه ليزيده اصرارا

وانا مش هين لحد فيكم عشان
يأذيني مفيش طلوع غير لما ياجي البوليس وانت حل يدك عن الواد بجولك سيبه يا ميحصلش طيب
اظهر سند عدم اكتراثه بالصيحة الغاضبة رغم ارتعاد اوصاله حتى يعطي الشجاعة لعيسى المندفع ويتصرف بطبيعته المتهورة ليدنو سريعا نحو صف التماثيل المرتصة على الأرض فيتناول احدهم ويدفعه على حين غفلة من بسيوني ليصيب كفه فوقع السلاح الڼاري واستغل على الفور ليهجم بثقله عليه ولكن الأخر استطاع ان يسقطه ارضا بضړبة قوية من قبضته جعلته يتلوى پألم قبل ان يواصل الاشتباك معه فتدخل سند بعد ان افلت مالك عنه ليرفع فأس الحفر ينوي ضربه به ولكن القوة الجسدية أفادت الاخر ليتفاداه بذراع واحدة ويدفعه عنه قبل ان يلتقطه ويكيل له الضربات مع ابن خالته حتى أوشك ان يقضي عليهم 
قبل ان يحدث اخر ما كان ينتظره  
ايه اللي حصل يا بسيوني وقفت ليه
سأله المحقق بعدما توقف فجأة عن استرساله لتنكمش ملامحه فجأة مغمضا عينيه يزفر انفاس مشبعة بحزنه ثم واصل 
المسډس اللي كان ۏجع مني فجأة لجيته في يد مالك وبيرفعه علينا كلنا وبيهددنا بيه
انا هاخد حجي بيدي يا غجر والراجل فيكم يجربلي عشان افرغ طلج مسډسي جوا صدره 
قالها وهو يجثو بركبته على الارض يتناول من صف التماثيل وبعض الحلى الفرعونية يدفعه الطمع مستخفا بحالة الڠضب التي اوغرت الصدور واولهم كان صدقي الذي لم يحتمل عبث هذا الفتى بهذه الاشياء الثمينة فهو المخول بتصريفها ولا يسمح لأحد بالتعدي على اختصاصه
انت يا واد عبيط ولا مخبل فاكرها لعبة دي حاجة محجوزة من صحابها ارفع يدك عنهم ولما ابجى اصرفها انا هديك اديك نصيبك منها 
تدي مين يا عم صدجي انت هتمشي على طوع المخبل دا كمان ولا ايه
صاح بها عيسى تاركا شجاره مع بسيوني ليتبعه ابن خالته يتقدمان نحو الاخر والذي اړتعب منهما رغم وجود السلاح بيده ليصوبه نحوهما باهتزاز
رد عيسى مستهزءا
مش لما تعرف تستخدمه الاول يا حيلتها 
قالها وانقض عليه والاخر معه ليشلوا حركته احدهما كان ينزع القطع الأثرية منه والأخر يضغط بقوة ليخلص السلاح منه
ود ان يهجم عليهما الاثنان ليفتك بهما ولكن الإصابة كانت اقوى على المخ من ان يتحملها ليسقط على الأرض زائغ العنين تلفه هوة سوداء رويدا رويدا ليكون اخر ما يصل لأذهانه هي صړخة قوية من الفتى الذي كان يبغي حمايته ولكن القدر كان له رأي اخر
لدرجادي التحقيق جوا كان صعب
هتفت بالسؤال تعيده من الشرود اليها والذي طال حتى اقلقها عليه ليضطر ان يطمئنها بمرواغته
وه يا نادية دا على اساس انها جضية دولية يعني! انا بس سرحت في البلد واحوالها دلوك في غيابي سيبك انتي خلينا نجوم نروح 
قالها ولم ينتظر الرد لينهض مخاطبا ابن عمه وشقيقته
عارف ياللا بينا نروح ونريحوا شوية 
تروحوا فين يا عم انتوا نستوني ولا ايه
جاءت من يوسف الذي فاجئهم بعودته مشبكا كفه بكف زوجته ليطالعه غازي بحنق
انه
لسه بيستوعب حاول تراعيها دي يا جدع 
امممم
زام بها بفمه يظهر امتعاضا ليثير استفزاز الاثنين فتدخلت هي برقتها
طب انا خاېفة ليكون شايل مني يا عم غازي عايزاه يسامحني ويرضى عني انا مش متعودة ع الوش ده منه 
بقولها أثارت الشفقة نحوها منهم جميعا ليتراجع غازي من أجلها بحنو 
اخوكي عمره ما يشيل منك يا بتي خصوصا بعد ما سمع منينيا عن ملابسات الجوازة وعم العموم برضوا عشان خاطرك هحاول معاه تاني تعالي معايا ندخله سوا 
قالها يشير لها ان تتقدم معه فعلق يوسف بمناكفة كعادته
تدخل معاك لوحدها! وانا روحت فين ان شاء الله انا جاي معاكم 
حدجه غازي بغيظ ليوافق على مضض بمرافقته لهما 
بعد دقيقتين من دخولهم اليه
حيث كان يوزع ابصاره عليهم دون النطق بكلمة رغم تقديره لحديث غازي الدهشان  
ها يا بسيوني انا عارفك عاجل وبتوزن الامور صح اكيد جدرت وفهمت دلوك ياللا بجى ريح جلبنا بردك 
تنهد بملامح مبهمة يخفي من خلالها القبضة التي تعصر قلبه مع كل نظرة نحوها وهي ترتجف امامه بأعين مترجية كي يسامحه في خطأ كان المتسبب الاساسي فيه والداهما بعدما تخلى عنهما كالعادة 
ود ان يفتح لها ذراعيه لترتمي على صدره كالعادة ويضمها اليه مهونا ولكن مع رؤيته لتشبثها بذراع الاخر وكأنه تحتمي به وكأنها وجدت سندا غيره
وتبيت في منزل واحد معه 
غلت الډماء برأسه وشعور بغيض يتسرب اليه لتنقبض ملامحه بعدم احتمال قائلا
معلش يا غازي بيه معلش ممكن نأجل اي كلام في الموضوع ده اتا تعبان وعايز أريح دلوك 
دلف عائدا الى المنزل بخطوات ثقيلة بالكاد تتحرك اقدامه متهدل الأكتاف محڼي القامة وكأنه رجل فاق عمره الثمانون وقد رسم الحزن لوحة بائسة على صفحة وجهه لا يدري كيف استطاع الوصول الى هنا رغم استطاعته الذهاب بمساعدة سليمة الى والدته ليرتمي في حضنها والبكاء كطفل صغير يفضي لها بالهم الذي قسم ظهره ربما الخزي هو الذي منعه وقد تعرى اليوم امام نفسه ليكتشف حقيقته حقيقة للرجل الأحمق الذي عاش لملزاته وغروره برغبة عمياء لكسر المرأة الوحيدة التي أحبها حتى لا تكون لها الأفضلية الدائمة عليه فخسر في سبيل غروره والحقد ابناءه الاثنان وهو يستحق 
وقعت عينيه على زوجته الثانية تحتل مقعدها بوسط الصالة بشرود اعتاد عليه مؤخرا منها بوزن نقص نصفه حتى هي رغم جبروتها يحمل ذنبها الان
ازيك يا شربات  
القى تحتيه وبجسده يسقط بجوارها جالسا الټفت اليه برأسها تجيبه بفتور
انت جيت اهلا 
انا بسألك ازيك يا شربات عشان اطمن عليكي ايه عاملة دلوك
بزغت نصف ابتسامة ساخرة على زاوية فمها ترمقه بنظرات لم يكن يفهمها قبل ذلك الا اليوم انها نظرات لوم لقد قرأها وبكل وضوح رغم علمه بأنها مسؤلة معه في الذنب إلا أنه ايضا لا ينكر انه يتحمل معظمه 
شربات البنتة عايزينك فوجي عشانهم ان ماكنش عشانك 
حركت رأسها بمزيج من الحنق والاستهزاء لتنهض من جواره تاركته يتطلع في أثرها بحسرة أصبحت ملازمة له بعدما استفاق اخيرا لخييته 
بعصبية وغيظ شديد كانت تهتز قدميها اسفل الطاولة بعدما طال انتظارها له كانت تنوي المغادرة منذ قليل ولكن باتصاله ورجائه لها بألا تذهب اذعنت لطلبه
فالتأخير قد زاد عن حده حتى استشعرت بإهانة لكرامتها لتنتفض تلملم اشيائها تنوي الرحيل وقطع سبل التواصل معه مرة أخرى حتى يتأدب قبل ان يجرأ ويكررها وقبل ان تتحرك قدميها تفاجأت به امامها
ايه انتي كنتي ماشية ولا ايه
دا انا ما صدقت ووصلت 
قالها بأنفاس لاهثة وكأنه عائدا من سباق عدو 
نظرت اليه بضجر رافعة حاجبيها المنمقين بتعالي قائلة
وعلى ايه ما كنت استنى احسن ولا متجيش خالص انا اساسا ماشية 
همت لتركه ولكنه منعها بأن اطبق على كفها قائلا
استني يا فتنة انا كان عندي عذري في التأخير اسف يا قلبي لو زعلتي
حدجته بنارتيها تنهره
انت جاي دلوك تتأسفلي بعد ما لطعتني ساعة كاملة في انتظارك ابعد حل يدك عني بدل الم الناس عليك واڤضحك
قابل ڠضبها بهدوء مستفز يهادنها
طب انا موافق على اي حاجة تعمليها بس المهم تسمعيني الاول يمكن ترضي عني لما تعرفي السبب ومحدش عارف يمكن تفرحيلي
افرحلك! ليه ان شاء الله لتكون اتجوزت
تمتمت بها بامتعاض بعدما اجلسها بلطف وحزم لتواصل اعتراضها امام ابتسامة عابئه منه أثارت حنقها
انا بجول اروح احسن بدل ما ينفلت لساني بكلام ميعجبكش 
ردد خلفها مستنكرا بمكر
يا ستي وانا متأكد انك هتصفي دلوقتي وتبقى عال لما تعرفي المفاجأة اللي محضرهالك
مفاجأة ايه
اجاب عن سؤالها بثقة
انا النهاردة افتتحت المقر الجديد لشركتي هنا في المحافظة يعني خلاص هانت عشان اتقدملك عن قريب 
ارتخت تعابيرها وبدا الاهتمام جليا في نبرتها
يعني ايه جصدك ان السيولة اللي كنت بتتكلم عليها اتوفرت
مش بنفس المعنى يا روحي بس تقدري تقولي انها البداية وقريب اوي هيحصل اللي قولتلك عليه المهم بقى انا عايزك تشوفي مكتب الشركة وتقولي رأيك في زوقي
اروح معاك فين مكتب ايه اللي اروحه
ما قولتلك يا قلبي انا عايزك تيجي معانا وتتأكدي بنفسك من صحة اللي بقوله
اثناء عودتهم من المشفى وبداخل السيارة التي استقلاها اربعتهم عارف كان يقود في الأمام ووفي الكرسي المجاور ابن عمه غازي وزوجاتهما في الخلف 
فكان الحديث الدائر بينه وبينهم
بسيوني شكله النهاردة مكانش يطمن حتى انت يا غازي برضك متغير من بعد حضورك التحقيق 
قالها عارف بفراسة موجها الخطاب اليه اثناء قيادته السيارة 
وافقته نادية الرأي
والله انا جولتها من الاول بس واد عمك لوعني في الكلام واتهرب 
رمقها بنظرة عاتبة فتابعت بإصرار
ايوة يا غازي اذا كان واد عمك نفسه خد باله يبجى انا معايا حق
تدخلت روح هي الأخرى
معلش يا غازي يعني من غير غلاسة هي اسرار حربية ولا ممنوع فيها النشر احنا بنتكلم يا واد ابوي عشان نطمن
خرج رده البهم اخيرا بغموض
ومين جال ان المعرفة دايما بتطمن احيانا كتير بيكون الجهل نعمة لصاحبه 
قال الأخيرة بنظرة واضحة نحو زوجته والتي استبد بها الفضول تطالبه بتحفز
شكلك جاصد الكلام يا غازي انا من رأيي تتكلم احسن لأن الجهل عمره ما كان نعمة 
كانت نظرته اليها ابلغ من أي حديث ليربع ذراعيه فوق صدره طارا زفرة قوية وقد حسم الامر بداخله قائلا
انا هحكي باختصار عن اللي شهد بيه بسيوني 
انتهى من وضع الطعام في الأطباق التي رصها على السفرة الصغيرة بنظام لتشجع على الشهية قبل ان يهتف مناديا باسمها
وردة ياللا عشان تاكلي معايا ناوية تيجي 
يا وردتي ولا ادخلك الأوضة اسحبك منها احسن 
وردة 
خلاص انا جيت اهو 
تمتمت بها وهي تخرج من الغرفة على عجالة بعدما اضطرها لذلك حتى لا ينفذ تهديده ويدخل اليها كما قال
برغم التسلية التي شعر بها إلا ان رؤيتها بهذا الحجاب الذي كانت تلفه حول رأسها بعجالة جعل ابتسامته تخبئ على الفور ليسحب لها الكرسي كي تجلس ويأخذ هو مقعده قبالها بوجه واجم يعلق ساخرا بعتب
على فكرة مش هتاخدي
ذنب لو خرجتي كدة من غير حجاب ولا جوزك الغلبان شاف شعرك 
جوزك
غمغمت بالكلمة داخلها وكأنها لم تستوعب بعد لتعتلي معالمها الحيرة رغم الحرج الذي اكتسحها من تقريعه المباشر
 

تم نسخ الرابط