ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


انفاس محپوسة بصدرها قبل ان تجيبه
انا هحكيلك دلوك واجولك وانت اكيد من المواصفات جادر تعرف مين هو الشخص اللي انا بدور عليه
سألها بتجهم وعينيه تطالع الرقم الذي امامه في الشاشة 
انتي متأكدة انه هو دا الرقم يا بت ولا دي لعبة منك هقطع رجبتك لو طلع مش هو
سارعت نفيسة بالتبرير على الفور
وربنا هو اللي بعتته فتنة اعمل ايه تاني يا بيه

حدجها بوعيد رافعا حاجبيه بشړ معقبا
ماشي يا نفيسة وانا مش هكدبك دلوك وعشان تعرفي مكافأة الشاطر عندي
قطع ليخرج من جيب سترته مجموعة من الأوراق المالية يلقيهم نحوها على سطح المكتب تلقفتهم سريعا تضعهم في جب عبائتها في الأعلى بطريقة سافرة أثارت اشمئزازه ليكمل بتحذير
انتي دلوك خدتي مكافأة الشاطر لسة مجربتيش جزاة الخاېن ولا الكداب عندي 
ابتعلت ريقها بهلع من هيئتها ليردف امرا
ياللا بجى جومي وريني عرض اكتافك جومي 
بصحته الأخيرة انتفضت تركض من امامه مغادرة على الفور ليعود هو الى الشاشة المدون بها الرقم الجديد يضغط الأتصال انتظر قليلا حتى وصله صوتها
الووو مين معايا 
ظل صامتا وقلبه يضخ النبضات بتسارع حتى انفاسه 
أصبح لها صوت
مين معايا بجول 
هتفت بالاخيرة ثم اغلقت بوجهه فتبسم هو باتساع مغمغما
ومالوا لسا الأيام ما بينا!
وفي الجهة الأخرى
لا تدري ما الذي أصابها عقب اغلاقها المكالمة الغريبة شعور داخلها غير مريح وصوت الأنفاس التي وصلت اليها عبر الهاتف تبدوا وكأنها لشخص تعرفه شخص 
دا مين اللي كان بيتصل
هتف بها عارف يسألها وهو يجفف على شعر رأسه بالمنشفة عقب خروجه من المرحاض
حينما لم تجب رفع رأسه اليها يعيد سؤاله
روح انا بكلمك روحتي فين هو انتي سرحانة
انتبهت اليه لتنفي باضطراب
لا لا هو انت مسافر
انزوى ما بين حاجبيه مستغربا تغيرها لدفة الحديث ثم تحرك نحو المراة ليجيبها وهو يمشط على شعر رأسه
ما انا جولتلك من ساعة ما رجعت من شغلي لازم اروح اطمن ع الراجل مع عيال عمك بعد اخوكي ما سبجنا ليه 
ما هو كان لازم يسبجكم مكنش هيجدر يستنى اصلا بعد ما عرف بفوجته ربنا يتم شفاه على خير 
امين 
ردد بها من خلفها وعينيه لا تحيد عن مراقبة انعكاس وجهها في المراة امامه ليعود بنفس السؤال الاول
لكنك مجاوبتيش مين اللي كان بيتصل بيكي من شوية
تطلعت لظهره المقابل لها بابتسامة متلاعبة تشاكسه
تاني بتعيد وعايز تعرف بكلم مين لتكون بتغير عليا يا عارف 
القى الفرشاة من يده ليلتف بكليته امامها مضيقا عينيه سائل
وه وه
تمتم بها وارتفعت كفه على خدها بخفة
شوفتي نفسك واتشجلبتي جوي من ساعة ما بجيتي سيدة مجتمع بخدودك دي طلعت من الحمل 
ضحكت بصوت رقيع جعله يضغط على شفته بضحكة مستترة أشرقت بوجهه وهو يدفعها عنه بخفه بعدما ارتخت يداه عنها وتأثرت كل خلية لميوعتها الجديدة عليه 
انا كدة مش هعرف اسافر بعدي عني يا بت بعدي 
وكان ردها الضحك بصوت اعلى ليزمجر بغيظ
لمي نفسك يا روح انا على أخري
عودة الى القاهرة 
والى تلك الحزينة التي كانت بحال يرثى لها ظهرها ملتصق بحائط غرفته تقضم اظافرها بأسنانها وعينيها لا تفارق الباب تغمغم
بأسى ېقتلها
معرفنيش كل الحكاوي اللي حكتيهاله ولا الوقت اللي قضيته معاه نسيه الخاېن قال وانا اللي قلبي كان بيرقص من الفرحة لفوقته وقولت خلاص يا بت يا مشمش الدنيا هتضحكلك الله يسامحك يا بسيوني خاېفة ادعي عليك وبعدها تبقى من نصيبي والبس انا اااه يا ميلة بختك يا مشمش مطلعش رومانسي زي اللي شوفتيه في الفيلم 
انتي بتكلمي نفسك يا مشمش ربنا يشفيكي  
علقت بها احدى زميلاتها وهي تمر امامها لتتمتم هي ردا لها
وانتي يشفي الكلاب ويضرك يا بعيدة ايه هو ده هو انا هلاقيها منك ولا منه دا كمان 
عادت تقضم اضافرها وغيظ يفتك بها
ماشي يا بسيوني يعني انت عرفتهم كلهم حتى قريبك اللي جاي من الصعيد وانا الغلبانة المرزوعة تحت رجلك وحكيالك كل اسراري لا تمام اوي وديني ما هفوتهالك دي 
وفي الداخل 
كان اللقاء بين غازي الذي اتي على وجه السرعة ليطمئن بنفسه عليه ويتأكد من صدق رواية استفاقة بسيوني الذي كان يطالعه بامتنان في هذا الوقت
انا بلغني من ورد كل اللي عملته عشاني ربنا يبارك فيك ويجازيك كل خير 
بس يا واد متجولش كدة 
هتف بها غازي مقاطعا له ليردف بحمية ليست غريبة عنه
الكلام ده ينجال للغريب مش ليا انت من اهلي حتى لو مكانش پالدم انتي مش اي حد عندي يا بسيوني 
لم يخفي الاخير فرحته بهذه المعزة التي يكنها رئيسه الغالي له حتى عبر بفخر له
وانا ليا الشرف يا غازي بيه اني انول الصفة دي عندك روحي فداك 
عقب غازي
سلامة روحك يا حبيبي من كل شړ انت جوم على حيلك بس الاول وبعدها افدي على كيفك 
قال الأخيرة بطرافة اضحكت الاخر قبل يجفله بقوله
الله صحيح البت ورد بتبات فين اكيد انت دبرتها هي دي كمان بس يا ترى جعدتها عند مين من جرايبك
تجمد غازي وانسحبت الډماء من وجهه بحرج ېخنقه بعدما شدد عليه صديقه الغبي بعدم اخباره بالحقيقة الان حتى يخبره هو بنفسه
انت شاغل نفسك ليه دلوك بيبات البت ولا جعادها جمك خليك في صحتك وشد حيلك عايزينك تجوم وتهد الدنيا ع اللي عملها فيك ورقدك كدة 
سمع منه واشتدت ملامحه ليردف بعزم
اكيد طبعا انا لا يمكن اسبب ججي من ولاد ال 
خلاص يا بسيوني متتعبش نفسك في التفكير شيل اي حاجة ممكن تتعبك الدكتور منبه جوي على راحتك والحكومة عشان كدة مأجلة التحجيج معاك
قالها غازي ف محاولة لإلهائه عما انتوى ولكن الاخر فاجئه
تمام انا مش هعصر في مخي واحاول افتكر احداث لأني فعلا بتعب خصوصا الصورة الأخيرة اللي وجعت عيني عليها جبل ما اغمضها واروح في غيبوبة لكنها خلتني اعرف مين هو السبب الاساسي في كل اللي حاصل 
تحفز غازي ليقترب سائلا له بلهفة انسته تعليمات الطبيب
هو انت
شوفت اللي حاول يجتلك جولي هو مين خليني اعرف حالا 
يتبع
الفصل الخامس عشر ج٢
توقف السيارة السوداء في الشارع المظلم على مقربة من المشفي الخاص ليترجل صاحبها بوزنه الثقيل قبل ان يرفع الهاتف الى اذنه متابعا اتصالاته المستمره وقد اتخذ موقعا لا بأس به كي يتسنى له المراقبة ومعرفة كل جديد اولا بأول
ايوة يا واد ايه الاخبار
وصله الصوت من الجانب الاخر
ايوة يا كبيرنا انا دلوك مستني الفرصة غازي الدهشان ساب المستشفى والراجلين اللي حاططهم حراسة لساتهم صاحين ومفنجلين عينيهم جدام الباب 
عقب يأمره بحزم
مفنجلين ولا حتى حاطين كشافات الليلة المهمة دي تخلص انا مش ماشي من هنا غير وانا واخد منك الخبر الأكيد فاهم ولا لاه
فاهم يا بوي والله فاهم بس المسألة كدة معجربة جوي وانا عايز بس فرصة فرصة ادخل فيها الأوضة وساعتها هخلص هوا 
اممم
زام الاول بتفكير متعمق ثم سرعان ما لاحت بعقله الفكرة الشيطانية 
انا وجدتها يا واد هتاخد الفرصة اللي بتجول عليها بس اديني دجايج بس وانا انسق مع اللي هيسهلك الليلة يا جاتل يا مجتول 
طرق على باب غرفتها بعدما يأس من خروجها إليه منذ عودتها معه من زيارة شقيقها وقد تبدل مزاجها من الفرح الشديد الى حزن وشرود يعلم السبب الرئيسي لهذا التغير وهو خشيتها من رد فعل شقيقها ان علم بخبر زواجه منه
ايوة يا يوسف عايزة ايه 
كان
هذا الرد الذي وصله منها بنبرة باكية تؤكد من صحة ظنونه ليدفع الباب دون انتظار ويلج اليها داخل الغرفة مندفعا بقلقه عليها قبل ان يقطع ويتجمد محله لما وقعت عليه عينيه
عايز اشوفك واطمن عليكي و 
شهقت هاتفه بها بإجفال اصابها لتنهض عن طرف تختها وتسحب اول شيء وجدته بالقرب منها طرحة الراس التي خلعتها منذ مجيئها لتغطي ذراعيها من توب الطقم الخارجي الملتصق بجسدها وقماشه الخفيف بعدما خففت بخلع السترة العلوية منه فصاحت به غاضبة
مش تستسني لما اذنلك بالدخول 
تسمر امامها للحظات هربت منه الكلمات يبتلع ريقه بصعوبة قبل ان يتمالك اخيرا امام حنقها وتوترها وشعرها الذي تشعثت خصلاته حول وجهها بصورة زادت من فتنتها فرد بصوت لا يشعر به
ما انا كنت اجي اطمن عليكي  
مسبلة اهدابها عنه بحياء ېقتلها هتفت تنهره بكلمات غير مترابطة
برضوا كان لازم تستنى انا كنت براحتي زي ما شوفت مينفعش كدة انا ليه خصوصية 
إلا هنا وانفرط العقد وذهبت السكرة لتأتي الصحوة ويزفر مخاطبا لها بتجهم
بس انا مش حد غريب يا ورد انا جوزك على فكرة يعني من حقي ادخل من غير استئذان وانتي لو قاعدة بشعرك ولا بحاجة خفيفة مينفعش تجري وتستخبي كدة بل بالعكس 
قال الأخيرة بانفعال جعلها تطالعه مبهوته بعدم استعياب وكأنها لا تعي ليعود زافرا مرة أخرى ثم اقترب بخطواته حتى وقف قبالها قائلا بنبرة يتخللها الحزم ممتزجا بحنوه
لما تبقي حابسة نفسك عني من ساعة ما رجعنا من مشوار المستشفى وانا عارف ومتأكد باللي قالبك يبقى انا يحقلي اكسر الباب عليكي عشان اطمن مش بس ادخل
رفع كفه يزيح بعض الشعيرات الملتصقة بوجهها ثم نزل بها ېلمس نعومة الوجنتين ليتابع غير عابئا بصډمتها وجحوظ عينيها التي على وشك ان تخرج من محجريها حتى امسك بذقنها يرفع وجهها إليه
عارف ان الكلام دلوقتي اكبر من ان برائتك تستوعبه بس احنا خلاص على وشك وهندخل في الجد قريب بعد اللي انتي خاېفة منه ما يحصل 
اومأ برأسه يؤكد لها
بصوت كالهمس
ايوة يا ورد بعد اخوكي ما يعرف مش هيبقى في حجة عشان تباتي في اوضة غير اوضتي لأن اللي ما بينا جواز رسمي يا روح قلبي مش عقد إيجار سكن لاتنين اغراب فاهماني
الصبر طيب يا وردتي وانا مستعد امشي معاكي من اول أ ب تعليم 
دلف لداخل المنزل بخطوات حائرة عينيه تجول في الأنحاء بشرود يكتنفه عقله متحفز للبحث والتفكير واشياء أخرى تجعل الډماء تضخ بعقله كسريان الوقود قبل الإڼفجار ولكن ينقصه الوسيلة للمعرفة بعد علمه بهذه الاخبار الجديدة من زوجته وابنة عمه حب عمره الأوحد سليمة  
كيف يعرف واين يجد الدليل وهو في الأصل لم يهتم برفقة الراحل ولا يعرف من اصداقاءه سوى المعروفين من الأقارب او الجيران 
توقف فجأة عن تساؤلاته وقد وقعت عينيه على صغيرته رغد اصغر ابناءه تلعب وتتحدث مع دميتها القماشية داخل الغرفة التي تتشاركها مع شقيقتها الكبرى 
دلف اليها يلقي التحية قبل ان يجلس جوارها ع الأرض 
عاملة ايه يا ست رغودة 
طالعته الطفلة بابتسامة عذبة
حلوة يا بابا ودودو حلوة كمان خد سلم عليها 
قالت الأخيرة بالاشارة
 

تم نسخ الرابط