ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


ومين عارف يمكن تبجى منينا
حاولت كبح ابتسامتها وقد فهمت المغزى من خلف كلماتها لتقول بتضرع 
ربنا يسمع منك يارب فعلا مفيش حاجة بعيد عن ربنا 
وفي الخارج كان الحديث متواصلا بين الاثنان
شوف يا عمنا بقى انا مش هقدر اصبر اكتر من كدة ياريت تتصرفوا وتلاقولي حل ابن عمك حاطط ايده في المية الباردة وانا قلبي مولع ڼار 

لا إله إلا الله 
تمتم بها عارف ليستأنف بحنق
انت مچنون يا يوسف عايز نضغط على بسيوني والراجل لسة مستوعبش اساسا جوازك من اخته 
أكمل متشدقا يخرج مكنون ما يجيش بصدره
ما هي دي بقى اللي مخلياني مصر على رأيي قلبته عليا ساعة ما شرحتله الوضع عملالي قلق انا خاېف ليحجزها عني ولا يرفض جوازي منها اقسم بالله ما هقدر انا بيتي مكنتش بډخله غير ع النوم او الأكل دلوقتي ما بصدق اخلص شغل عشان اجري عليه عشان ابقى قربها حتى وهي بتقفل عليها الباب جوا اوضتها وتنشغل عني بمذاكرتها بتحايل انا بأي حاجة عشان ادخل واطل عليها طعم الاكل لما تشاركني فيه بينزل معدتي اطعم من الشهد طلت الصبح لوشها بتخليني ابدأ اليوم بقلب منشرح للحياة نفسها في البيت بس معايا اجمل من أي شيء في الدنيا 
تبسم عارف ليعقب بمشاكسة رغم تأثره
دا انت طلعت واجع فيها يا جزين بجى كل ده تعمله فيك اخت بسيوني طب دي تاجي ايه في اللي تعرفهم
رد بجرأة يزيد من اندهاش الاخر
دي أجمل من كل اللي اعرفهم وتقدر تقولها بكل تأكيد انا فعلا واقع فيها 
توقف برهة ثم ما لبث ان يعود لجنونه
يبقى تلموني بقى وتخلصوا موضوع جوازي منها يا اعملكم مصېبة انا على اخري 
اڼفجر عارف ضاحكا ليضرب كفا بالآخر مرددا بياس
مفيش فايدة فيك يا يوسف
كان على وشك ان يرد عليه حتى انتبه لعودتهن انتفض على الفور ليتحرك من جواره مستئذنا
عن اذنك هروح اشوف عملوا ايه
قالها وذهب سريعا ليتلقفها ممسكا بيدها ويسحبها ليبتعد بها عنهما امام دهشة الاثنتان وذهول عارف الذي غمغم ضاحكا وهو يتحرك ذاهبا اليهما
الله ېخرب عجلك يا
يوسف دي كانها البت لحست عجلك صح 
تسائلت زوجته فور ان اقترب منهما
هو سحبها يروح بيها على فين
رد وهو يتناول كفها ليجلسها
يا ستي احنا مالنا مش مرته يمكن لما يتمشى بيها تفك شوية 
بعدما اتخذت نادية مقعدها بجوار زوجته سالته بلهفة
غازي فين لسة مجاش برضوا
لا غازي لساتوا جوا في الأوضة مع بسيوني بيحضر التحقيق ما انت عارفة كل حاجة كانت على يده
عارفة طبعا ربنا يجيب العواقب سليمة  
رددت بها وشيء ما يقبض على صدرها بقلق
ساحبني ورايح بيا على فين يا يوسف مينفعش كدة
تمتمت بحنق وهي تجده يدخل بها مرحاض السيدات رغم تحذيرها له ليواصل غير مكترثا
محدش له دعوة انا داخل مع مراتي 
وقبل ان تواصل اعتراضها تفاجأت به يقربها من المغسلة ليفتح الصنبور ملتقطا حفنة صغير من المياه نفضها سريعا قبل ان تحط كفه المبللة على بشړة وجهها معلقا امام دهشتها
انا قولت اغسلك وشك لعله تبطلي عياط وترحميني
ظلت على ازبهلالها مستسلمة حتى تناول مجموعة من المحارم الورقية يجفف البلل بخفة ثم توقف يتمعن النظر بها قائلا
عيونك دبلت يا حبيبتي حرام عليكي 
اربكها شتتها بعثرها تبا انها لا تجد وصفا لما تشعر به الان معه كيف له ان يخرجها من حالة الحزن الشديد الى امر اخر لا تعلم مسما له تحمحمت باستدراك لتسبل اهدابها عنه باضطراب قائلة بتهرب من هذا الشيء الذي يعصف بكيانها
ممماشي ع العموم انا بطلت بكا اصلا ياللا بجى خلينا نطلع  
همت أن تتحرك ولكنه اوقفها ممسكا مرفقها مخاطبا لها 
ورد انا مش عايزك تخافي ولا تقلقي انا جنبك ولا يمكن هتخلى عنك حتى لو اخوكي زود في عناده ومتقبلش فكرة جوازنا من اصله 
لامست الصدق جليا في نبرته حتى خرج ردها دون تفكير او حساب
افهم من كدة انك ناوي تكمل جوزانا صح زي ما جولت هو انت ناوي على كدة فعلا 
انتصب في وقفته يأسر انتباهها الكامل له
وتفتكري لما قولتهالك كنت بهزر لا يا ورد انا جوازي منك ملهوش اي دعوة بأي ظرف دا جواز على سنة الله ورسوله وبكرة اتمم كل حاجة واديكي حقك من شبكة تليق بيكي وفرح يسمع في الدنيا كلها انا صابر ومستني عليكي لحد ما تاخدي فرحتك كاملة كعروس 
تجمدت تنظر اليه صامتة وقد داعب بكلماته خيالها البريء يذكرها بفرح لطالما تمنته وتخلت عن الحلم به من وقت غيبوبة شقيقها اما الان وقد استفاق هل يا ترى سيتحقق هذا الحلم ام سيؤد في مهده
ساكتة ليه
يا ورد شكلك كدة سرحتي مني  
كان يتحدث بصوت متحشرج لفرط ما يشعر به يلامس بأصابعه على بشرتها بحنو جعلها ترخي دفاعتها غير قادرة على صده 
جوازي منك حاجة كبيرة اوي عندي يا ورد يمكن انتي تكوني شايفاه عمل انساني عشان القدر رتبها كدة لكن انا بقى كنت ناوي على كدة من البداية فاهماني يا ورد 
يريد إجابة واضحة منها وكيف تفعل وقربه الشديد منها يزيدها اضطربا وتوتر
ايه بيحصل هنا
شهقت تستفيق من حالتها لتلتف نحو المرأة الغريبة التي كانت واقفة تطالعهم بنظرات يملأها الشك وقبل ان تنبت شفاهاها بتبرير مقنع فجأها كالعادة بأن ضمھ اليه من كتفيها يرد بعدم اكتراث
يعني انت شايفانا بنعمل ايه مراتي وكنت بغسل لها وشها فيها حاجة دي
ولا ايه يا قلبي
خرج اليهم اخيرا برفقة رجل التحقيق الذي انهى معاه الحديث مغادرا ليعود هو اليهما فكانت هي
اول من نهض اليه يتلقفه
اخيرا خلصتوا يا غازي تلت ساعات في التحقيق مع الراجل دا زمانه فرهد معاكم  
ضمھا اليه بلطف قبل ان ينضم في جلسته معهم قائلا
دلوك يرتاح على كيفه مدام خلصت مهمته اخيرا 
كان يتحدث بإرهاق شديد يتخلل نبرته ليعلق عارف بفراسة
واضح ان انت كمان تعبان وعايز ترتاح هو لدرجادي التحقيق كان صعب
اوما بجفنيه يزفر دفعة كثيفة من الهواء المحبوس في صدره قائلا بثقل الكلمات على لسانه
صعب ولا تجيل حمد لله انه في الاخر خلصنا عشان اللي غلط ياخد حسابه واللي فارق ربما يتولاه برحمته 
جصدك مين باللي ربنا يتولاه
سألته بتوجس شعر به ليطالعها صامتا لبعض الوقت ثم ما لبث ان يرد بشرود
الواد معتز مجاش معانا ليه صح
جاءه الرد من شقيقته
اسم الله يا خوي انت ناسي ان عزب رفض انه ياجي معانا المستشفى وفضل انه يروح يزور بيه الجماعة جرايبه 
ايوة صح  
تمتم بها بتذكر يحرك رأسه لتعلق زوجته بارتياب
غازي هو انت سمعت ايه بالظبط جوا حاساك متبرجل ومش بطبيعتك 
رمقها صامتا بنظرة زادت من حيرتها وعقله يسبح فيما سمعه منذ قليل من حقائق تكشفت اخيرا بالصدفة على يد رفيقه في المواجهة التي شهدها بنفسه قبل ان ينال نصيبه من الأڈى هو الاخر 
قبل قليل 
في غرفة بسيوني والذي جالسا بجذعه يجيب على الأسئلة الروتينية من المحقق الذي كان يسأله بدقة ليكشف حقيقة ما حدث
ها يا بسيوني هتقدر تحكي باللي شوفته ولا نأجل ليوم تاني 
رد الاخير بحسم ينقل بابصاره نحو رئيسه غازي الدهشان والذي فضل الا يسمع منه المرة السابقة حينما الح عليه ولكنه رفض حتى لا يرهقه وليعرف منه الحقيقة الان بعدما حان اخيرا وقتها
انا رايج والحمد لله واجدر احكي دلوك بكل اللي شوفته بعيني وسمعته بوداني 
تمام يا بطل احكي بقى 
قالها محقق الشرطة لينطلق بسيوني يسرد ما حدث بكل صدق وامانة 
يتبع
الفصل السابع عشر ج٢
كان في هذه اللحظة داخل المنزل نفسه بعدما تسلق الجدار الخلفي ليلحق بهذا الفتى المتهور قبل ان يغدروا به ضاربا بتحذيرات غازي الدهشان عرض الحائط فلم يطاوعه قلبه على الإنتظار اكثر من ذلك وقد نوى بداخله ان يوقفهم ويوقف شرهم أو ع الأقل يتصدى لهم حتى تأتي النجدة
ولكن ما تفاجأ به وجعل عقله يتوقف هي هذه الجملة التي وصلت لأسماعه من مالك الغبي نحو سند وعيسى 
انتوا الاتنين بالذات فاهمكم من الاول مش من النهاردة وبس لا يا غالي دا من بداية الحكيوة كلها ومۏت حجازي اللي كان متفق هو كمان معاكم 
حجازي يا ۏجعة مربربة هو المرحوم حجازي كمان كان معاهم
غمغم متسائلا مع نفسه بعدم تصديق قبل ان يستفيق لما يحدث مع هذه الأصوات المكتومة التي تصله من داخل الغرفة المقصودة انتفض داخله ليواصل تقدمه نحو الجهة الموجودين بها مخرجا سلاحھ الڼاري من جب الصديري الذي يرتديه مدفوعا بشعور الخطړ نحو هذا الأرعن الذي يتحدى بجسده الهزيل اربع وحوش من الرجال اذن فقد كتب عليه المواجهة معهم من اجله 
الله ېخرب بيوتكم الحكومة عاملة حملة وجاية ع البيت يلعن فايز وخلفة فايز بجدمكم النحس اللي يجيب الفقر
هتف بها صدقي واقدامه تتحرك على الفور نحو المغادرة وخلفه الشيخ المزعوم الدجال الذي ساهم معهم في اخراج الاثار ليتفاجأ بمن يتصدر أمامهما الان
على فين يا صدجي باشا هتمشي كدة من غير ما ترحب بحبايبك اللي جاينلك مخصوص يباركولك ع اللقية الجديدة 
تجمد الرجل مصعقوا كرد فعل اولي قبل ان يتمالك وتبرق عينيه باشتعال يغمغم الاسم بتذكر
بسيوني 
تبسم المذكور ينقل ببصره عليهم قبل ان تتوقف ابصاره على هذا المدعو سند ليأمره بحزم كي يفك ذراعه عن رقبة ابن خاله مصوبا السلاح نحوه
حل يدك عنه يا واد 
رد بتحدي يزيد بالضغط على رقبته حتى بدا انه على وشك ان ېخنقه
وان محليتش يدي عنه هتجتلني طب جولي بصفة ايه الاول اتبعك وانت واحد جاي متهجم ع البيت ولا تكونش بوليس وانا معرفش
تغاضى بسيوني عن نبرة الاستخفاف ليرد مقارعا لهذا البغيض
مش بوليس يا سند بس انا شاهد ع النصيبة اللي هتعملوها من اول اللجية اللي فتحتوها في غياب صاحب البيت لحد الواد اللي عايزين تخلصوا عليه دلوك  
انا شاهد على كل شيء 
حاول سند الاحتفاظ بثباته امام الهدوء المريب من صدقي واعتراض ابن خالته
انت مين انت حد يعرفني يا جماعة الجزين ده تبع مين لا اروح فيه في نصيبة دلوك
انا اللهوي الخفي يا حيلتها 
قالها بابتسامة ساخره ليغيظه فخرج صدقي عن صمته
اسمع يا بسيوني انا معرفش انت لوحدك ولا معاك حد غيرك سيبني انا اطلع وانتي صفي امورك معاهم لا دا بيتي ولا اللجية لقيتي مع ان رأيي تفتح مخك وتاخد نصيبك اللي يعيشك ملونير بدل المرمطة عند غازي الدهشان دا لو عارف تفكر 
ردد مستفزا له
لا انا معرفش افكر وعايز المرمطة وانت شريك معاهم يا
 

تم نسخ الرابط