ميراث الندم امل نصر كاملة
المحتويات
جدا بزيارتكم يا جماعة اقعدوا بقى عشان ارحب بيكم بعد الھمجي دا ما مشي تعالي يا عمي نتفاهم واعرفكم انا مين
عما الدبب
زجره سعيد ينفض كفه التي امسكه بها ليتابع پغضب مكتوم وتحذير ووعيد
من بكرة تيجي ع البلد تطلبها رسمي واشوف ايه حكايتك يا اما وعهد الله لاډفنك مطرحك لو منفذتش وانتي حسابك معايا في البيت
نفسك منسمعوش تنجري دلوك من غير صوت وزي ما جال ابوي حسابك في البيت
عاد الى المنزل اخيرا يجر اقدامه جرا من التعب اجهاد السفر مع ما تم خلال الساعات الماضية والتي يحمد الله انها مرت على خير دون ان يرتكب چريمة مع من لا يستحق
اخيرا جيت يا غازي حمد ع السلامة
بماذا يرد وهذا الاستقبال ينسيه التعب وينسيه العالم حبيبة قلبه النظرة اليها تسر القلب وتنعش الروح
تقدم حتى وصل اليها ليسقط بجسده على الفراش ليقترب منها ثم يريح رأسه بحجرها يتمتم ردا لها
غازي جيت لعشي ومنبع الراحة في حضنك
لم تغفل عن هذه النبرة المجهدة في صوته ولم تتأخر عن الشعور به لترفع كفها الى رأسه تخلل اصابعها بين خصلات الشعر الفحمية مخاطبة له بحنو
سلامتك من التعب مالك يا غازي لدرجادي مشوارك كان صعب
رد من بين زفرات يطردها
جوي يا نادية صعب فوج ما تتخيلي بس الحمد لله انتهى على خير
تمتمت بها جعلته يتأوه
اه يا نادية والله انتي ما تعرفي بحركاتك البسيطة دي بتعملي فيا ايه والجرب من حبايبي انا كنت محتاجكم جوي
قال الأخيرة بالإشارة الى زوج التوأم بأحشائها مما جعلها تضحك مشاكسه له رغم تأثرها بقوله
يارب بس تتحملهم لما ياجوا ع الدنيا
رفع رأسه يقابل عينيها بخاصتيه قائلا
عشرين مرة واحدة احنا بس نربي دول وربنا يعينا عليهم مع اني بصراحة اتمنى اكتر ما انا جولتلك بحب العيال
صمت برهة وقد شجعته كلماتها ليبلغها بقراره
طب وبناتي يا نادية لو جولتلك اني نويت اجيبهم يعيشوا معايا عشان امهم هتتجوز ترضي
فتنة هتتجوز
تمتمت بها ثم سرعان ما استوعبت لتجيبه بعدم تردد
يسلملي عينيك ويسلملي جلبك وتسلميلي كلك على بعضك يا جلب غازي
عاد مرة أخرى لحجرها الحنون يتأوه بلوعة
اااه يا نادية كنت فين بس وغايبة عني من زمان
في صباح اليوم التالي
استيقظ الشقيقان على الصوت المزعج لجرس المنزل لينهض بسيوني بحنقه حتى يرى من الطارق السمج الذي يأتي في هذا الوقت المبكر وكانت المفاجأة ان وجده هو بابتسامة مستفزة
صباح الخير يا بوس اخبارك ايه النهاردة بقى
بوس
تمتم بها بضيق قابله الاخر ببرود
دلع بسيوني في ايه يا باشا ما توسع كدة خليني ادخل احنا هنفضل واقفين كدة ع المدخل
قالها ليدفع الباب يخلق له مساحة من جوار الجسد الضخم ليدلف منها الى داخل المنزل ينادي بتباسط
ورد فين امال هي لسة مصحيتش معقول دي نايمة امبارح احداشر ووورد
صاح مناديا بالاخيرة ليتدخل بسيوني يوقفه عن التقدم
حييييلك انت هتدخلها اوضة النوم ولا ايه
وما ادخلها يا جدع مش مراتي
جادل بها غير ابها ليزيد على الاخر فصاح بها رافضا
لا مش مراتك يا يوسف انت بنفسك جولت انه كتب كتاب
هم ان يعارضه بخلق قصة كاذبة يصدمه بها وليحدث ما يحدث ولكن اوقفه الصوت الناعم
صباح الخير يا يوسف انا صحيت اها
التف الى الوجه الصبوح لتتوسع بوجهه ابتسامة مشرقة يتأمل الملامح الدقيقة والبشرة النضرة طبيعيا دون جهد وتورد الوجنتان بعد ذهاب الحزن عنها ثم هذه الخصلات المتمردة لشعرها الذي خرجت به دون خجل في وجود شقيقها ليأخذه الحماس ويرد متغزلا بها
يا صباح الورد الجوري والجمال كله ايه الحلاوة دي
زمجر بسيوني يفيقه من نشوته
لم نفسك يا يوسف واعجل هو انت جاي تصحيني عشان تحرج دمي راعي اني عيان يا اخي
رد ببرائة مهادنا
يا عم الف سلامة ما انا جاي اطمن عليك يا جدع عامل ايه بقى
زييبين جوي يعني عايز تفهمني انك جاي تجلج منامي الساعة ستة الصبح عشان تجولي عامل ايه طب راعي الوجت وتعالى على جريب الضهر حتى
وميعاد كلية ورد مين
يوصلها
قالها ثم اقترب من السفرة ليجلس على احد مقاعدها موجها حديثه نحوها
بسرعة ياللا حضري الفطار خليني اوصلك في طريقي لكليتك
تسمرت محلها بقلق تنقل نظرها نحو شقيقها الذي جلس مقابلا له يخاطبه بدهشة اختلطت بغيظه
يعني كمان جاي تفطر عندينا يا يوسف دي كمان ليها حجة عندك
ردد ببساطة يذهله
ودي محتاجة حجة يا جدع دا انتوا اهل كرم وانا نسيب وصاحب بيت برضوا ما تيللا يا وردتي عايز افطر عشان اللحق الشغل واوصلك ما تتحركي بقى
في الأخيرة تحركت بالفعل نحو المطبخ ليبتسم بزهو جعل بسيوني يغمغم دون مواربة
شكلها ايام ما يعلم بيها غير ربنا اللهم اطولك يا روح
يتبع
الفصل الواحد والعشرون ج٢
هتتجوز! فتنة هتتجوز وتسيب البلد كمان!
تفوهت بها بتعجب يثير
التسلية حتى تبسم زوجها يعقب
وايه العجيب في كدة يا ستي ما خليها تتجوز وتحل عنينيا اهي تريح البشرية ببعدها وغازي يعرف يربى بناته بدال ما هما مشندلين ما بينه وما بينها
انزوى ما بين حاجبيها باندهاش لتجاوره على الفراش تردد موافقة رأيه
يا سيدي مختلفناش فيها دي مصلحة البنات في البعد عنها رغم انها امهم ضرورة حتمية الواحد كان بيتمناها من زمان بس اللي عايزة اعرفه امتى الكلام ده حصل وامتى غازي اتلم واتفق معاهم انا مسمعتش نهائي عن حد اتجدملها ولا اتخطبت
يا ستي اهي هتتجوز وخلاص احنا هنججه مش المهم البنات يرسوا في حضڼ ابوهم ياللا بجى ربنا يهني سعيد بسعيدة
قالها لينهض عن التخت ذاهبا نحو خزانة الملابس في تصرف واضح للتهرب منها مما جعل الشك يتسرب اليها لتقول بفراسة
هو انا ليه حاسة ان مشوار امبارح والكدبة اللي اخترعتوها عن العجرب اللي لاشت الواد في ارضنا وراها قصة تخص الموضوع ده ما تجول يا عارف روحتوا فين امبارح
القى اليها بابتسامة ماكرة بعدما خلع عنه قميصه ليلتف نحو الخزانة يبحث بداخلها عما يريد ارتدائه متجاهلا الرد عليها لتقسم بتأكد
اجطع دراعي ان ما كان وراها قصة كبيرة عمي سعيد لا يمكن يعدي موضوع البنات من غير ما يشعللها ويشربنا المر اكيد الموضوع فيه سر ريح جلبي وجول يا عارف
مالت رأسه للخلف في ضحكة عالية ليغمغم بصوت عالي
انا غلطان اصلا اني اتكلمت معاكي من الاول دا عيب اللي يحكي مع مرته ويبلغها كل جديد
يبجى صح زي ما جولت
هتفت بها ليردد بقلة حيلة
يارب عيني يارب هي بتضغط من ناحية واخوها ياجي بعد كدة بجولي لسانك ميتبلش فيه فولة
ضحكت بشقاوة تزيد من ضمھ لتريح رأسها من الخلف تزيد بنعومتها عليه
يجول زي ما يجول انا برضوا هعرف منك عشان جوزي الجدع اللي عمرك ما خبيت عني حاجة وانا برضوا شطورة وبحفظ السر
قهقه هذه المرة ليلتف اليها برأسه مرددا باعتراض
انتي مش شطورة انت كهينة ومش ساهلة
اومأت رأسها بابتسامة شقية
صح بس برضك هتجول
هم ان يقاوم رغم تردده الا أن صوت اشعار بالهاتف لفت انتباهه ليأخذه حجة
دا صوت رسالة روحي شوفيها وحلي دي يدك عني
القت بنظرة نحو هاتفها بعدم اكتراث لتعود اليه بتصميم
مش مهم اي حد دلوك خلينا في موضوعنا اتكلم يا عارف
تاااني
وتالت ورابع كمان انا مش هسيبك النهاردة
مال بجذعه للخلف لينفض كفيه مرددا بشبع وامتلاء
الحمد لله لقمة زي عسل
رد بسيوني المتوقف عن الطعام منذ فترة بفضل التركيز معه
شبعت يا يوسف الف هنا
الله يهنيك يا بوس بس انا لاحظت ان اكلتك خفيفة انت لازم تتغذى عشان العلاج
رد بامتعاض وضيق
اولا بلاها الاسم الزفت ده تانيا يا سيدي الف شكر ع النصيحة انا برضك عارف مصلحتي خلصتي ولا لسة يا ورد
هتف بالاخيرة بصوت عالي لتركض هي خارجة اليهما سريعا من غرفتها
انا خلصت اها
قالتها وهي تلف حجاب رأسها
على عجالة وما همت ان تتناول حقيبتها من فوق المقعد حتى اوقفها بقوله
بس انتي مكلتيش حاجة هتروحي كدة من غير فطار
تكفل بسيوني بالإجابة عنها بابتسامة شقت محياه
لا اطمن يا باشا انا حشيت لها شندوتشات وحططها في التلاجة من ساعة ما جومت صليت الفجر روحي هاتيهم وحطيهم في شنطتك يا ورد وابجي كلي منهم وجت ما تجوعي
اخفى يوسف بصعوبة غيظه ليعلق فور ان أتت إليه بعدما قيمها سريعا
مش الطقم دا اللي كنتي لابساه امبارح انتي هتروحي بيه تاني مش ناوية تغيري
القت بنظرة مرتبكة نحو شقيقها قبل ان تجيبه بحرج
ما انا كنت ناوية النهاردة بعد ما اخلص محاضراتي ع الضهر اني اروح البيت واجيبلي كام واحد
كلهم
قاطعها شقيقها بها متسرسلا بحزم
كل هدومك تجيبها وأي حاجة تخصك هناك مينفعش الروحة والجاية كل شوية
كتم يوسف زفرة الغيظ ليظهر ابتسامة صفراء والاخر يتابع له
انا بتكلم في الأصول يا يوسف تجيب حاجتها بالمرة عشان بعد كدة ملهاش داخلة غير ع الفرح ودا على ما ربنا يسهلها
وصل اليه قصده بوضوح انه يماطله وهو ليس بالغبي حتى لا يفهم عما يدور برأس هذا الرجل العنيد حسنا هو ايضا ليس بالهين
ومالوا يا ابو نسب اخدها النهاردة من الكلية ونروح نلم كل حاجتها
قارعه بمراوغة
دا برضوا كلام يا يوسف يا راجل بجولك الاصول يعني ميصحش ومتكلمنيش على جعدتها الايام اللي فاتت معاك انت بنفسك اكدت انها كانت زي الضيفة وانا عمري ما هكدبك يا يوسف عشان كدة ياريت تديني مفتاح الشجة اخدها انا بنفسي النهاردة ونروح نلم الحاجة
هذه المرة كان على وشك ان ينفجر بالفعل به ولكن بنظرة منها وهذه الرجاء الذي كان يراه بعسليتها تماسك واستطاع ان يحجم غضبه ليعود لعقل الداهية متبسما بمرونة يعطيه المفتاح
وانا ابن أصول وعمري ما هاخالفك يا ابو نسب
بادله ابتسامة ماكرة يقول
تشكر يا يوسف يا ابو الزوق كله ياللا بجى اجوم انا اغير هدمتي عشان تاخذوني معاكم في سكتكم ع المستشفى
عودة الى الجنوب
تحديدا في منزل سليمة التي حطت قدميها على أرض المنزل هابطة الدرج من مسكنها بالطابق الثاني لتفاجأ بهذا الصوت الانثوي القوي يأتي من الداخل عند سکينة امرأة عمها
تحفزت كل خلية بجسدها لتستقيم رافعة ذقنها للأمام بشموخ وتتحرك بخطواتها للمواجهة التي كانت تنتظرها منذ شهور لا بل هي منذ سنوات!
كانت الجلسة بصحن الدار
متابعة القراءة