ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


ليخرج صوتها بتلعثم
مما انا متعدوتش اطلع بشعري جدام اي حد 
توقفت على نظرته الحادة لها لتبرر على الفور
يا يوسف ما انا متلغبطة ومش فاهمها اساسا الجملة دي اللي بتجول عليه جواز دا تم في ظروف غريبة ودلوك اخويا صحي وبصراحة مش عارفة ان كان هيجبل ولا 
ولا ايه يا ورد 
قاطعها بها ليردد بتصميم
انتي مراتي فاهمه يعني ايه مراتي يعني دا امر مفروغ منه اما بقى عن موقف اخوكي ف انا مقدر وصابر لحد ما يرضى ويبارك بس دا مش معناه انه يفرقك عني انا متزوجك على سنة الله ورسوله يعني مش لعب عيال 

قال الأخيرة بانفعال جعلها تطالعه مشدوهة ليستأنف ويفاجئها
إلا إذا كنتي انتي نفسك رفضاني ورافضة استكمال جوزانا ممكن دا يحصل يا ورد
هو ايه
انك تكوني رفضاني انتي فعلا رفضاني يا ورد 
حينما ظلت صامتة عاد مشددا بالسؤال
رفضاني يا ورد
بصيحته الاخيرة تحركت رأسها بالنفي دون تفكير وكلمة واحدة مقتضبة منها اعادت لقلبه الحياة
لأ 
تبسم بوسع فمه يتأمل خجلها بعدما اجبرها على الرد الذي أثلج صدره ليزفر بارتياح متمتما
وانا مش عايز اكتر من كدة منك دلوقتي تكفيني الكلمة الصغننة دي وعلى رأي عمنا عارف نصبر
لم يكن غافلا عن تغيرها من وقت ما قص امامهم الحقائق التي ذكرها رجله الاول والشاهد الوحيد على القضية ولكن ظل صابرا حتى اختلى بها داخل غرفته بعد عودتهم للمنزل ليياغتها اللان بسؤاله
مش مصدجة صح
استدعى انتباهها لتناظره بتساؤل
ايه هو ده
رد بابتسامة جانبية خاليه من اي مرح
عن اللي واخد عجلك يا نادية ومخليكي سرحانة وعنيكي فيها الف سؤال وشك اتكلمي متخليش حاجة في نفسك 
ردت بحدة وكأنه ضغط على زر الانفجار
بصراحة ايوة يا غازي انا عمري ما اصدق على حجازي حاجة زي دي ازاي يعني كيف حجازي لا يمكن يعمل كدة دا جوزي اللي انا عرفاه وحفظاه 
انا اللي جوزك دلوك مش هو 
هتف بها غاضبا واشتعلت عينيه بنيران اتقدت ټحرق فؤاده ليتابع امام ذهولها
الله يرحمه مكانش ملاك كان بشړ ومن الوارد جدا ان نفسه تضعف جدام حاجة كبيرة وضخمة زي دي ثم ان الكلام ده مش كلامي دي شهادة من حضر وشاف وسمع بنفسه ولا تكوني مش مصدجة بسيوني
ابتلعت ريقها تستدرك هفوتها لتردف مصححة
انا مجصديش طبعا اشكك فيك ولا في بسيوني انا بس مش جاردة استوعبها حجازي كان 
خلاص 
هتف بها مقاطعا بعدم احتمال ذكرها لإسم الراحل وما تحمله داخلها من رصيد يجعلها تضعه في مكانة خاصة منزهة عن الجميع تزيد من احتراقه وكأنها تضغط بقوة على جرحه الغائر حتى تجعله يتلوى من الألم لينهض فجأة قائلا
انا جايم اشم هوا برا البيت 
قالها وتحرك ليرتدي سترته الجلدية التي خلعها منذ قليل لتستفيق من غفوتها تسأله
هتروح فين يا غازي احنا لسانا راجعين من برا  
غاير في داهية  
غمغم بها بصوت خفيض متجنبا الرد عليها حتى غادر الغرفة دون ان يريحها بكلمة ليتركها في تخبطها وهذه الحروب الشنعاء التي تدور برأسها 
وفي داخل الغرفة الخاصة بهم تمددت بقدميها على الفراش تأن من ألام جسدها
اه يا عارف حاسة جسمي مكسر جعدة المستشفى النهاردة هدت حيلي 
عقب عارف وقد كان متكئا بجذعه على الفراش
بجوارها يقلب بالمتحكم على شاشة التلفاز وقد ارتفع طرف شفته بغيظ منها ومن چنونها
وحد كان غاصبك ع الجية ولا الجعدة من اساسه ما انتي اللي ماشية بكيفك ومحدش رادك 
قهقهت تردد ضاحكة خلفه
ماشية على حل شعري ومفيش لا أخ ولا جوز يردوني جيبت الفايدة يا عارف 
اممم 
زام بفمه يتمتم لها
وليكي عين كمان تستهزأي بكلامي ما تتعدلي واتلمي يا بت 
زادت بضحكاتها تردد بمشاكسة
طب وان متعدلتش يا عارف هتعمل ايه بجى
القى ما بيده والتقليب في قنوات التلفاز ليلتفت لها بأعين تلتمع بالشغف قائلا بمرح
الحلوة بتنكش وشكلها عايزة مناكفة ايه بجى دا انا مصبر نفسي بالعافية ولا عايزاني انسى انك تعبانة والكلام الفاضي ده
ردت بشقاوة تلف خصلة متمردة حول إصبعها
ما انا فعلا تعبانة بس ميمنعش اني اهزر على كيفي ولا انكشك زي ما بتجول ولا انت بتتلكك 
اه بتلكك 
قالها كتقرير قبل ان يباغتها بهجومه 
يا عم بجولك تعبانة ما تخلي عندك ډم 
لا معنديش
يا ساتر يارب دا مين اللي داخل ولا طالع 
رد وهو ينهض من جوارها 
هروح اشوف مين واجيلك وبالمرة اجيب كوباية مية عشان عطشان 
بخطوات مسرعة خرج من الغرفة يستكشف الأمر وظلت هي ناظرة في أثره بفضول حتى صدح الهاتف بجوارها بصوت اشعار وصول رسالة لهاتفها تناولت لترى فتوسعت عينيها بفزع تتأمل
بعدم استيعاب شاشة الهاتف وصورة تجمعها مع هذا المدعو عمر يوم لقاءها به في مبنى عيادة الطبيبة النسائية التي ذهبت اليها لمتابعة الحمل وتفاجأت به هناك!
استدركت سريعا لتغمغم ببغض
عملتها يا عمر 
بابتسامة واسعة دلفت تحمل على يدها طبق الفاكهة ترحب بحرارة بصديقتها التي أتت اليها اليوم دون ميعاد مسبق
يا اهلا يا مراحب بصاحبة الطلة العزيزة عزيزة عاش مين شافك يا ملكومة 
ضحكت المذكورة تتلقف منها الطبق بغبطة تجيبها
اسكتي يا فتنة دا انا الفرحة مش شايلاني عايزة اجعد معاكي اليوم كله النهاردة لا حد هيحاسبني ولا هيجولي انتي فين
غمغمت فتنة بدهشة وهي تتخذ مقعدها بجوارها
وه يا جزينة اللي يشوفك يقول مسجونة واتفك حپسها 
رددت عزيزة بتشدق
إلا محپوسة يا فتنة وهي اللي تعاشر عزب تعرف الحرية اصلا لما يدج على حاجة ولا مانفذش كلمة جالهالي والنعمة بيحاسبني حساب الملكين
جلجلت فتنة بضحكتها لتعقب ساخرة
ودلوك لو سمعك مش بعيد يعلجك في المروحة 
يا ساااتر ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه 
تمتمت بها عزيزة بفزع لتزيد من تسلية الأخرى وضحكاتها حتى اذا انتهت تحولت إلى الجديدة تسألها بلؤم
طب وعلى كدة ناوي يرجع جريب ولا هيستني مع المحروسة وجوزها
كالعادة غفلت عزيزة عن مغزى السؤال لتجيبها بعدم تركيز وهي تتناول حبات العنب الصغير
انا اتصلت بيه جبل ما اجي ع الصبح وجالي انه هياخدها فرصة عشان يزور الاوليا وبالمرة يلف على جرايبنا هناك ولما سألته ع الجية جالي انه مش هيعوج وان كان على روح ولا اخته نادية فهو سلمهم لجوازهم وعمل اللي عليه كل واحد يراعي مرته لهو هيولدهم كمان 
هما مين اللي هيولدهم
في حد تاني غير روح حامل
تمتمت فتنة بالسؤال ثم سرعان ما توسعت عينيها باستدراك لتردف پغضب
يعني البت دي حامل كمان طب من امتى وانتي مججيبتيش سيرة جدامي ليه يا بت
توقفت حبة العنب في فمها وظهر الجزع جليا على ملامحها بعدما ازلفت بالخطأ لتصيح بها فتنة پغضب
بتخبي عليا يا عزيزة وانتي عاملة فيها صحبتي حاجة مهمة زي دي متجولهاليش
سارعت عزيزة بالتبرير
والله ما ذنبي ما انتي عارفة عزب وشدته انا كنت سمعت كلام امه بالصدفة عن زيارة الدكتورة ومتابعة نادية ساعتها لما سألته لجيته بيغدرلي ونبه عليا مجيبش سيرة جدام مخلوج لحد الخبر ما يطلع من صحابه انا مليش ذنب والله ثم انتي هتزعلي نفسك ليه دا انتي مخلفة البن 
هي مين دي اللي مزعلة نفسها ما تصحي للكلام يا عزيزة 
صاحب بها مقاطعة بحدة اجفلت الأخرى لتصمت خشية ڠضبها لتتدارك فتنة ما الذي قد يصل لذهن هذه الغبية الان بما قد يضر بصورتها لتسارع بالتصحيح بابتسامة ماقتة
ع العموم ربنا يهني سعيد بسعادة ولا يغوروا ف داهية انا ايه اللي هيزعلني اصلا وانا هتجوز قريب باللي هيكيد الكل بكرة الجميع يعرف مين هي فتنة 
شهقت عزيزة تسألها وتسترتسل بشغف ولهفة
وه يا فتنة يعني انتي على كدة مخطوبة طب ليه محدش جال ولا انتوا مخبيين على ما يتم المراد طب والله دا احسن حاجة هو مين على كدة من عيال عمنا ولا حد تاني من البلد
ابتسامة ممتعضة لاحت على ملامحها فهذه الحمقاء تزعجها بالأسئلة الفضولية الغبية ولكنها لا تملك الا ان تجيبها الان بما يرطب على كبريائها
العريس يبجى بيه كبير كبير جوي يا عزيزة بس احنا لسة في بداية الكلام يعني تكتمي على الموضوع خالص ومتجبيش سيرة لمخلوج انا مش عايزة وجف حال ولا حد يصدرلي في الجوازة انتي فاهمة طبعا جصدي ايه
رددت خلفها باستفهام
جصدج مين غازي بيه لا طبعا مش معقول يوجف في طريجك إلا إذا كان عايز يرجعك تاني معجول يجمع ما بينكم انتي ونادية
ومين دي اللي هتجبل يا بت حد جالك اني ببص على حاجة رميتها جبل سابج
هتفت بها بتعالي لتكمل بغرورها وبداخلها تعتزم على اتمام الامر في اسرع وقت كي تسترد كرامتها قبل ان تعلن الأخرى عن خبر حملها
بكرة لما تشوفي بعينك الهنا اللي صاحبتك هتبجى في جوازة تستحجها تعرفي ان دا العوض الصح لواحدة زيي واحد يستاهلني على حق
عاد اخيرا بعدما تعدت الساعة الواحدة صباحا وهي تتقلب على ڼار الجمر في انتظاره تعلم بما يشعر به الان هي تصرفت بطبيعتها وقد غفلت عن طبعه الثائر 
وبما قد يظنه بها في هذا الوقت ولكنها معذورة فما سمعته قد حطم الصورة المثالية للرجل الذي عاشت في كنفه سنوات يمنحها 
مني جولي ع الاعتذار اللي انت عايزه وانا مستعدة 
اغمض عينيه يبتلع ليزفر أنفاس مشحونة بألمه يأسه وإحباطه لا يدري بما يجيبها تطلب منه تقبل السماح ولا تدري بأن قلبه كان ېنزف طوال الساعات الماضية كيف بعد ان ادخلته بجنتها وذاق حلاوتها تهوي به في جب سحيق بمجرد ذكر اسم الراحل امامها ليعلم بحجم تقزمه في قلبها مقابل الراحل كيف يتجنب هذه النيران التي تشتعل بصدره في كل مرة يرى بها حنينها للماضي يا ليته كان هو ماضيها وحاضرها ومستقبلها ياليت حظه التعيس يتبدل 
يا غازي انا بكلمك 
عادت تناديه هامسة في اذنه بإغواء ېحطم كل سبل المقاومة منه ليخرج صوته بصعوبة اليها
عايزة إيه يا نادية
شددت من ضمته بذراعها تجيبه بجرأة اصبح يكتشفها بها حديثا
عايزاك يا غازي عايزة رضاك عايزة وصالك بدال جفاك بجولك عايزاك يا غازي افهم بجى
الى هنا ولم تعد به ارادة للرفض من الأساس ليعتدل فجأة مغيرا وضعيته ليصبح هو الأعلى وهي المستلقية بظهرها امامه يرمقها بصمت لم يدوم إلا لحظات قبل ان يقطعه بعد زفرة طويلة اخرجها من العمق
أفهم إيه بالظبط وانا هايم في بحر عشقك وانتي مرة تطلعيني في موجة عالية في حبك المس بيها نجوم السما ومرة تدوسي عليا لحد ما اغطس للغريق 
رفعت يدها لتلمس بأناملها الحانية على منبت الشعيرات النامية بفكه وذقنه لتخفف من معاناة تراها جلية داخل مقلتيه
اللي زيك عمره ما يغرق يا غازي لأنك المرسى وبر الامان
 

تم نسخ الرابط