ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز


جلبي مجطع عليك واديك شوفت بنفسك التغير عليا اكرمني من كله من غير مقابل ولا حتى حاول انه يلمسني رغم اني في بيته وتحت عينه 
يعني انتوا عايزني اصدق صح انه فعلا مجربلكيش
صدرت منه مقاطعا لها ليأتيه الرد من يوسف بلهفة
اه والله يا بسيوني انا اختك عايزها على حلال ربنا رغم انها حلالي على
سنة الله ورسوله لكني برضوا مصمم اني اخد مباركتك واعمل لها فرح بجد وشبكة تليق بيها وافق بقى يا عمنا خلينا نفرح ولا انت مش شايفني اليق بيها

كان في قوله الاخير تملق واضح فهم عليه الاخر لكن لم يعيره أدنى اهتمام وقد انصب تركيزه فيما سبقها لتضيق عينيه بتفكير دون ان ينطق ببنت شفاه فواصل يوسف
ايه يا عمنا وافق بقى خلينا نعلي الجواب ونشهر الجوازة  
حانت على وجهه ابتسامة غير مفهومة ينقل ابصاره نحو الاثنين لتلتمع عينيه بمكر يجيبه
ومالوا يا يوسف بس انا من رأيي المستشفى هنا مكان ماينفعش فيه الكلام ده اصطبر على ما نطلع منها وبعدها يحلها الحلال 
تطلع اليه الاخير بعدم فهم ليشرع في الجدال ولكن بسيوني قطع عليه الفرصة من بدايتها
عن اذنكم بجى امشي رجلي شوية الدكتور هو اللي أمرني بكدة عشان صحة المخ وبالمرة اطل غ الغلبانة اللي دافعت عني 
قالها وخرج يترك الاثنان في تخبطهما فلم تريحهم الإجابة ولا تعبير الملامح على الإطلاق 
وفي الغرفة المجاورة 
كانت تتناول بفتور وبدون شهية الطعام من يدي والدتها حينما طرق بخفة على الباب قبل ان يطل عليها بهيئته الضخمة فترتسم ابتسامة بثغرها اشرقت على ملامحها السمحة لتشجعه للدلوف وإلقاء التحية
صباح الخير يا جماعة عاملة ايه يا ست مشمش
رحبت والدتها تسبقها في الرد
يا اهلا يا صباح الفل عليك يا بني اتفضل 
توقفت برهة تتأمل ما يرتديه وهذا الشاش الطبي الذي يلتف حول رأسه لتتابع سائلة له بفضول
هو انتي كمان متصاب يا بني ولا ايه
تكفلت مشيرة بالرد عنه
دا بسيوني ياما اللي كنت كلمتك عنه وقولتلك انه  
اللي فاق من الغيبوبة 
تمتمت بها والدتها تهز رأسها لأعلى ثم تتمعن النظر اليه متابعة
يا ماشاء الله عليك يا بني ربنا يحرصك من العين بس انت كنت في غيبوبة ازاي
قالتها بمغزي نحو قوته البدنيه التي تتضح امامها دون جهد منه فتبسم هو لعفوية المرأة وسجيتها قائلا
الضړبة لما تاجي من الخلف بتوجع اجدعها راجل مهما كانت جوته يا خالة وانا الحمد لله ربنا خد بيدي المهم دلوك مشمش عاملة ايه يا بت الناس
انتبهت المرأة لنعته لابنتها باسم الدلال المحبب لها وقد توهجت بشرتها بعد الانطفاء واصفرار المړض لتراقب بفراسة رد فعلها التعامل معه رغم تعبها
انا كويسة والحمد لله اديني باكل اهو ونفسي مفتوحة عشان اقوم واقف على رجلي واشتغل الا قولي انت مين متابع حالتك دلوقتى اوعى تكون مش مرتاح
اكتنفه الحرج رغم سعادته البالغة باهتمامها هذه الفتاة حقا تزيده حيره بأفعالها
اطمني ومتشليش هم انتي اهم حاجة صحتك انا اديني واجف بصحتي جدامك اها 
قطع ليوجه الحديث نحو المرأة التي تتابع بازبهلال لأفعالهم
خلي بالك منها يا خالة مشمش حتى وتعبانة بتفكر في الشغل 
اومأت له المرأة بنظرة معبرة عما يدور برأسها في هذه اللحظة من أفكار تشطح بعقلها ولكنها ملتزمة الصمت تراقب هذه النظرة الدافئة منه الى ابنتها المفضوح اهتمامها به لتجيب اخيرا
من عنيا يا ابني وانت ربنا يتم شفاك على خير قريب اللهم امين 
عودة الى روح التي استيقظت اخيرا لتفاجأ بقرب الوقت من الظهيرة وقد اخذ الجسد راحته بعد فترة طويلة من السهر والسهاد في الليلة الماضية لتخرج من غرفتها عينيها تبحث في الأرجاء حولها ينتابها التعجب من هذا الهدوء المريب 
لا إله إلا الله هما سافروا وسابوني لوحدي ولا ايه
غمغمت بها متسائلة مع نفسها ليأتيها الرد من
خلفها
لا يا ست البرنسيسة جوزك لساتوا جاعد مربوط جنبك 
الټفت الى الجهة التي يحدثها بها من داخل المطبخ المفتوح لتتوسع عينيها بدهشة وهي تراه مرتديا لزي المطبخ وفي يده اداة ما 
لتتبسم بمرح مخاطبة له
ايه ده يا عارف لابس مريلة المطبخ وماسك سکينة التجطيع في ايدك معجولة تكون بتطبخ
ومش معجولة ليه وانا معايا ست بتصحى على جريب الضهر رجعتيني لعيشة العزوبية يا دلوعة اخوكي 
قهقهت بضحكة عالية لتقترب منه وتتخذ مقعدها امام البار مقابله لتردف بلهجة متأسفة
نصيبك بجى يا واد عمي بس انت ليه مصحتنيش انا نومي مش تجيل للدرجة دي 
عبس يتصنع الضيق ويداه مشغولتان بتقطيع الخضروات ليعلق
ما انتي لو بطولك لكنت جمدت جلبي ورشيت عليكي مية حتى لكن للأسف دلوك حماية اخاڤ
اصحيكي واجلج حبيبي الغايب 
هذه المرة طالعته بحنو وقد أثرت بها كلماته لتسأله بفضول
كد كدة انت مشتاج للنونو يا عارف مكنتش اعرف انك بتحب الاطفال لدرجادي
وفي حد ميبحبش الاطفال انتي مچنونة
أجابت عن سؤاله ببعض التردد
لا انا جصدي يعني عشان بجالك سنين من ساعة جوازتك الاولى وانت لا سائل في جواز ولا أطفال 
توقفت عما يفعل يثبت ابصاره بخاصتيها قائلا
عشان مكنتش عايز حريم غيرك ولا اطفال من أي حد غير منك فهمتي بجى يا ناصحة
اومأت بهز رأسها بأعين لامعة
فهمت يا جلب يا روح ربي ما يحرمني منك يا احلى عوض 
لأول مرة تعبر بهذه الصراحة له لأول مرة يستشعر حبها الوليد وغزلها بجرأة لتغلبه روح الدعابة في مشاغبتها
ايه يا حلوة الجميل جايم رايق وليه مزاج يدلع بالكلام لا انا مش متعود ع الوش ده يا ست روح 
ردت بحالمية لا تخلو من مرح
اتعود على كيفك يا سيدي يعني انت تدلعني وتعملي الاكل اللي ريحته تفتح النفس دي وانا معنديش ډم ارد بكلمتين حتى إلا جولي انت عامل ايه صح
افتر فاهه بصيحة مندهشة
جولي كدة انتي بتجامليني عشان ريحة الصنية اللي في الفرن اخص عليكي طلعتي ست بيحركها هم بطنها وبس 
عادت لتأسر قلبه بسحر ضحكاتها قبل ان تتدارك لتسأله بتذكر
ألا جولي صح بجية الشعب راحوا فين انا مش شايفة ولا سامعة بحس أي حد فيهم 
دنى يجيبها وهو يلقي بنظره على ما بداخل الفرن
عزب يا ستي سافر ع البلد اما الندل اخوكي فدا خد مراته وابنها وراح يفسحهم في العاصمة عاملي فيها حبيب الباشا وادي الصنية جهزت
قال الأخيرة وهو يضعها على سطح البار امامها متوقعا لهفتها لو الصړاخ بمرح ولكن على العكس فقد وجدها ثابتة بل وسهمت بنظرها له ليتابع متسائلا
ايه يا مچنونة لتكوني فاكراني عكيت الاكل جايبه دليفري انا بس سخنت وعملت السلطة  
تبسمت بخفة لاعترافه السريع لتعبر عما تريده 
والله مش محتاجة اعترافك لأنها باينة اصلا هو انت تعرف تسلق فرخة انا بس 
بس ايه
سألها باهتمام لتجيبه على الفور
انا كمان كان نفسي اطلع واتفسح في البلد اشمعنا الست نادية يعني ولا انا مكتوب عليا زيارة المستشفيات وكفاية على كدة 
رفع صدره زافرا بغيظ يخاطبها
يعني عايزة تروحي فين جولي يا اخرة صبري 
وما همت أن تخبره برغبتها حتى وجدته يصيح باعتراض
نعم يا اختي سيما ايه يا ام سيما على چثتي يا روح دا يحصل!
ضحكات ودعابات يتبادلاها الاثنان نحوها كل دقيقة من موقعهما خلف سياج الصور الحديدي باستمتاع لرؤية شاملة للعاصمة من هذا العلو وقد انتهى بهما المطاف الى
هنا بعد الذهاب بها إلى العديد من الأماكن الجميلة وتقضية معظم اليوم في المرح 
جربي يا جبانة جولها يا معتز بطلي خوف يا ماما 
بتلي خوف يا ماما
ردد بها الصغير بحروفه الناقصة لتصدح الضحكة المدوية منه فيشاكسها غامزا فقد كانت تقفت خلفهما محلها ملتصقة بالحائط غير قادرة على الاقتراب لترد بقلة حيلة
والله حرام عليكم عشان بتتمسخروا عليا وانا واحدة غلبانة وحامل كمان 
قهقه غازي يزيد عليها
واحنا بنجولك تعالي ارمي نفسك يا مرة جربي وشوفي البلد دا الڤرجة من هنا في برج القاهرة حاجة متعة ولا الخيال 
يا سيدي سيبتلكم انا المتعة دي ومش عايزاها ريحني يا غازي حن عليك وخلينا نمشي 
قالت بتودد أثر به ليتراجع عن مشاكستها فيترك محله مقتربا منها حاملا معتز
صعبتي عليا صراحة بس كدة تبجى ولا اكنك زورتي البرج 
عقبت بسخرية
اعتبرني مجبتش خالص يا غازي المهم امشي انا ركبي بتتنفض والنعمة مش جادرة اتصور العلو اللي احنا فيه 
سلامة ركبك الحلوة  
قالها متغزلا بصوت كالهمس ليعود مخاطبا الصغير
خلاص يا معتز احنا نروح دلوك ونبجى نيجي انا وانت مرة تانية لوحدينا من غير الست الخوافة دي بس احنا كدة نروح ع البيت ولا نروح نتعشى في أي مطعم
جاءت اجابتها بلهفة على الفور
لا كدة ولا كدة يا غازي انا اجولك نروح فين بس وحياة غلاوتي عندك ما ترفض طلبي 
ليه يا بوي هو انتي هتطلبي ايه بالظبط
سألها باستغراب قبل ان تتوسع عينيه بدهشة فور سماع ما تفوهت به
نعم يا ست نادية!
في ظلمة الليل واستكانة البشر في منازلهم حيث الهدوء الذي يعم البلدة في هذا الوقت استغل الاثنان الوقت ليتسللا داخل الأنحاء التي يقطنون بها يقطعون الطرق المؤدية الى المنزل بخفة وحرص متخفيين بملابس عادية غريبة عن هيئتهم والشال الصوفي يغطي نصف وجه الفرد منهم حتى لا يتعرف بهم احد 
وقفت هي بجبروتها بمدخل المنزل في انتظارهم حتى اذا اقتربوا فتحت على الفور لهم تتلقاهم بالأحضان وشقيقتها من خلفها 
اتوحشتك جوي ياما 
تمتم بها عيسى الملتصق بحضن والدته بعد ان دلف اربعتهم لداخل المنزل والتي انطلقت في نوبة من البكاء استفزت الاثنان الاخران
خبرا ايه يا نعيمة ما تديلوا نفسه وادينا احنا فرصة نتحدتوا شوية هنجعد الليل كله في السلامات والبكا والنواح
اضاف عليها سند وهو يتناول في مأدبة الطعام التي كانت في انتظاره بشهية ونهم
سبيه يا خالة ع الأقل عشان ياكل معايا ويرم عضمه الليل هيروح منينا كدة 
تطلعت الى الاثنان نعيمة بنظرات يملأها اللوم والاستنكار تفهمها جيدا شقيقتها ولكنها دائما ما تتغاضى عنها لتوجه اهتمامها نحو ابنها 
طب سيبها انت يا عيسى مدام هي مش راضية تسيبك  
هتفت بها هويدا بتصميم قوي على تجاهلها مما زاد من احتقانها لټنفجر بها 
ما هو هيسيبني يا هويدا وانا عارفة انه هيسيبني ويرحل وبعدها معرفلوش طريج كان مالنا احنا ومال المرار ده
إغتاظت الاخيرة لتحدجها باشتعال في مواجهتها
وهو حد كان ضربه على يده ولا أجبره يا بت ما تصحي لنفسك كدة يا حجة وبلاها من المسكنة دي ورمي الذنب ع الغير عيالنا اختاروا طريجهم واحنا معاهم حد كان متوقع ان كل النصايب دي تحصل ولا انتي عشان الاية اتجلبت لكن لو كنتي
 

تم نسخ الرابط