ميراث الندم امل نصر كاملة

موقع أيام نيوز

 

توجهت بالاخيرة بمغزى نحو نادية التي لم تفتر ابتسامتها ولو لحظة ليأتيها الرد من شقيقها
بكرة مينفعش يا غالية احتمال بسيوني الدكتور يكتبله على خروج وانا وعدته انه هيفضل في شقتي طول مدة متابعته لحد ما ربنا يتم شفاه على خير ويرجع البلد يعني لازم نفضولوا الشقة ونسافر ودلوك يدوب نروح ونريح جسمنا عشان التعب اللي مستنينا ياللا بجى 

حاضر يا مچنونة في اول فرصة هاخدك وافسحك لما تشبعي انا شكلي اتغشيت لما افتكرتك كبيرة وعاجلة 
في صباح اليوم التالي 
وعلى فراشها الذي لم تغادره منذ يومان الا للضرورة القصوى حتى أثارت القلق بقلب المرأة العجوز وقد ذهب ظنها أن ما اصابها هو مرض عضوي بتفكيرها المحدود فبماذا كانت ستخبرها هي اذن
ف الحقيقة المؤلمة والكتمان هما اكبر الأسباب لما اصابها من وهن ولكنها اليوم تشعر ببعض التحسن حتى انها تخلت عن التسطح والنوم وقد كانت جالسة في هذا الوقت تتأمل من شرفتها المفتوحة على مصراعيها اعداد الطيور التي تتقافز على اغصان الشجرة التي رمت بفروعها لداخل الشرفة واصواتهم تعزف الحانا ما اروعها بخيال الأم الملكومة يراودها احساس مچنون ان بعض هذه الطيور تسكنها الارواح وربما كان فقيدها من ضمنهم لذلك دائما ما تراقبهم وتبحث عنه من بينهم هي تعلم انه حولها حتى ان لم تراه ومع ذلك تركض خلف هذا الأمل الضئيل 
سليمة 
صدح الصوت من مدخل الغرفة بعدما طرقت صاحبته على الباب وحينما لم يأتيها الرد اضطرت لدفع الباب والولوج لداخل الغرفة حاملة صنية الطعام مثل كل صباح 
تاني يا برضوا يا مرة عمي تاعبة ومحملة 
تمتمت بها قبل ان تنهض لتتلقفها منها لتبزغ ابتسامة صافية على وجه المرأة معبرة عن فرحها
يا ماشاء الله عيني باردة عليكي مدام جومتي من على سريرك يبجى اتحسنتي النهاردة يا بتي 
وضعت سليمة صنية الطعام على الفراش ثم اقتربت لتقبل المرأة
وتطمئنها بامتنان
الحمد لله يا مرة عمي انا والله ما عارفة اتشكرك ازاي يومين وانتي تطلعي بصنية الوكل لحد عندي كل وجبة تعبتك معايا ومش عارفة اودي وشيي منك فين
بادلتها سکينة قبلتها ثم خطت معها بخطواتها البطئية حتى جلست معها على فراشها لتخاطبها بحنو
تعبك راحة يا نور عيني انا فرحتي بس الاقيكي ترجعيلي زي الاول شديدة وجوية متعودتش خالص على تعبك ولا ضعفك يا بنيتي 
تتحدث برقة اجبرت سليمة على السؤال الملح
هما عيالك طلعوا ليه كدة يا مرة عمي وانتي وعمي الله يرحمه اطيب خلق الله 
فهمت المرأة العجوز لمقصدها فتبسمت بحرج تجيبها
ومين جالك ان عيالي كلهم عفشين انتي عيشتي واتربيتي وسطيهم نعيمة دي معاهم معاهم عليهم عليهم طول عمرها تابع لاختها واختها دي جلبت من ساعة ما اتجوزت وبعدت عينينا مع انها ما كنتش عفشة معايا ولا مع ابوها 
قاطعتها سليمة
لا يا مرة عمي دي اول مرة هتكلم معاكي بصراحة بس هويدا طول عمرها پتكرهني وانا حاسة بكدة من وجت ما كنا عيال صغيرين رغم انها دايما بتحاول تظهر غير العكس بتك كانت مستكترة عليا حبكم ليا 
لم تعارضها سکينة فهي الاعلم بطبيعة ابنتها الحاقدة على ابنة عمها اليتيمة والتي خصها الله بمجموعة من المميزات من جمال وأدب واخلاق عالية جعلتها محط تقدير من الجميع حتى ابنها المتمرد وقع اسير عشقها ليتزوجها من الصغر ولكن العند ورأسه اليابس في الاصرار على تطويعها بالقوة فكانت النتيجة ان خسرها وخسر معها نفسه 
سكتي ليه يا مرة عمي ولا نسيتي الأهم ولدك 
ردت بنظرة منكسرة ترافقها تنهيدة متعبة
مالوا ولدي ما هو خد جزاته في اعز ماليه ربنا يلطف بيه دا بجي واحد تاني خالص دلوك 
هو لساتوا بيجيلك
سألتها سليمة بفضول وكان رد المرأة
بياجي يا بتي يسأل عليكي وعلى صحتك ويشوف طلباتي جبل ما يمشي بعدها رغم انه بيكابر جدامي ويعمل نفسه زين بس انا حاسة بيه بجى واحد تاني خالص اتكسر 
ربنا يلطف بيه 
تمتمت بها سليمة ردا لها فهي الاعلم بصحة ما تردف به المرأة ولكن ما بيدها حيلة لنجدته عليه ان ينقذ نفسه بنفسه 
يعني انت دلوقتي خارج وماشي هتسيبني لوحدي في المستشفى يا بسيوني
قالتها پصدمة اجفلته قطب بغرابة لقولها ولكنه واصل ملطفا
امال عايزاني اجعد طول عمري في المستشفى يا بنت الناس مش احمد ربنا ان وصلت للمرحلة دي عجبالك انتي كمان لما تطلعي وتروحي على بيتكم 
عبست تعقب بنبرة عاتبة متجنبة النظر اليه عن قصد
لا اطمن مش هتأخر كلها يومين تلاتة والدكاترة يصرحولي انا كمان بالخروج يعني يا عالم هشوفك تاني ولا لأ
تهتم به وتعاتبه ما بالها هذه الفتاة تشعره بأهميته بالنسبة لها والغريب في الأمر هو تقديره هو وعدم معارضته وكأن تاريخ ما يجمعها انه حقا وضع غريب له
اطمني يا مشمش لو جيت ولجيتك مشيتي هسأل وازوكم في بيتكم عشان اطمن عليكي
ردت بلهفة
صحيح يا بسيوني هتزورني في بيتنا بجد
طبعا يا بت الناس انتي ناسية انك انقذتي حياتك والله جميلك ده هيفضل معلج
في رجبتي لحد يوم الدين 
فترت ابتسامتها بعدما اخبرها بالسبب خلف اهتمامه بها وهو الامتنان لفعلتها معه حينما دافعت وكانت سببا في إنقاذه والقبض على المچرم الذي حاول قټله فجاءت الضړبة لها وهي لم ټندم ابدا على ذلك حتى ولو تلقت الاف الضربات في الدفاع عنه 
مفيش داعي تحمل نفسك
جميلة اللي حصل كان بتقدير ربنا يعني كان ممكن اوي واحدة غيري تدخل وتاخد هي الضړبة 
انتي طيبة جوي يا مشمش 
قالها بصدق تجلى في عينيه حتى اجبرها تبادله النظر بخاصتيها فيحدث بينها تواصلا ما لا يعرف له اسما ان كان اعجاب او تقدير او شيء آخر وكأنه يعرفها منذ الصغر او نشأت معه في بلدته هناك رابط يجمعهما ولا يعرفه ولكنه مستريح وسعيد به
اما في غرفته وبعد ان عرفت بخروجه من المشفى كانت في هذا الوقت تلملم اشيائه من أدوية وملابس قليلة قد اتي بها وبعض المتعلقات التي تخصه كالهاتف وسلسلة المفاتيح وتضعهم داخل حقيبة متوسطة جاء بها يوسف لهذا الغرض من اجلها والذي دخل في هذا الوقت يبشرها
انا خلصت الإجراءات يا وردتي وخدت التعليمات الكاملة عن مواعيد المتابعة وخطة العلاج اللي هنمشي عليها
ردت بامتنان
ربنا يخليك يا يوسف انا مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه
اقترب يناغشها كعادته كلما لمس منها الاطراء على اي شيء يقدمه لها
انتي تأمري يا وردتي اتمنى بس ربنا يهديكي ويحنن قلبك عليا 
يحنن جلبي كيف
سألته بعدم فهم اصبح يلازمها هذه الايام ليواصل مقربا رأسه منها
ودي محتاجة شرح يا وردتي دي حاجة كدة تتحس لوحدها توصل من القلب للقلب اااه ياما نفسي ربنا يقرب البعيد 
زحفت السخونة لوجنتيها وقد اخجلها غزله الصريح لترتد برأسها للخلف في محاولة للإبتعاد قليلا عن حضوره الطاغي وهذه الدوامة التي بدأت تلفها كلما حاول تقريب المسافة بينهما لتحتج بضعف
يوسف بلاش كلامك ده مينفعش  
مينفعش ليه يا ست
ردد بها مستنكرا ليطلف لهجته
انا جوزك يا حلوة وقربنا نوصل خلاص بسيوني هيخرج وان شاء الله مش هسيبه غير لما نتفق على كل حاجة النهاردة 
نتفق على ايه بالظبط يا يوسف
صدح الصوت الخشن من مدخل الغرفة لينتفض الاخير ويبتعد عنها ليتلقاه مادحا بمراوغة
بسيوني باشا عيني باردة عليك يا بطل وشك منور والدموية ردت فيه عقبال يارب ما يتم شفاك على خير يارب 
دلف لداخل الغرفة متقبلا ترحيبه بابتسامة مبهمة اعتلت ملامحه في الرد له
تشكر يا يوسف فرحتني يا غالي ان الواحد يرجع لطبيعته وشدته دي نعمة نحمد ربنا ونشكر فضله عليها 
تمتم يوسف مصفقا بكفيه بمرح يمازحه
ايوة يا عم ونفرح بيك بقى فرح وهيصة 
تأثر بسيوني بلمحة صغيرة من حياء جعلته يبتسم عن حق هذه المرة لتأمم من خلفه ورد بتمني
اللهم امين يسمع منك ربنا ويجعله عن جريب 
يارب ان شالله حتى يبقى معانا 
تفوه بها بقصد فهمه بسيوني جيدا لتصدح منه ضحكة عاليه وغريبة معلقا
ربنا كريم يا يوسف ربنا كريم 
قطب الاخير يطالعه بارتياب ثم ما لبث ان يغير دفة الحديث بقوله
يااارب المهم انت تقوم دلوقتى تتشطف وتغير هدومك عشان ننزل ع البيت اختك جهزت الأوضة من امبارح!
اوضة مين
اوضتك يا بسيوني اللي جهزهنالك في شقتنا 
شجتكم! لا يا سيدي كتر خيرك انا مكاني موجود ومترتب جاهز 
مكان ايه يا خوي
خرج السؤال من وردة وقبل ان يجيبها صدح صوت غازي الدهشان من مدخل الغرفة
يا ما شاء الله عليك يا بطل دا انت جاهز كمان واحنا كمان جاهزين ياللا 
تطلع يوسف لصديقه الذي دلف لداخل الغرفة وخلفه ابن عمه عارف ليوجه السؤال ليكليهما
ياللا على فين هو انتوا خارجين مع بسيوني 
رد عارف
ايوة امال ايه احنا هناخد الباشا ع الشجة نريحه فيها ونعرفه عليها
جبل ما نسحب ونسافر احنا ع البلد 
بابتسامة متسلية عقب بسيوني
مش بجولك يا سيدي مكاني جاهز ياللا بجى يا ورد عشان تاجي معايا 
نننعم ورد مين اللي هتاجي معاكم
صاح بها يوسف امام ذهولها ليرد الاخر ببساطة
ورد اختي يا عم يوسف ولا انت عايزني اجعد فرداني من غير ما حد يراعيني ترضهالي
افحمه بمكره لينقل بنظره نحو صديقه يطلب الدعم ولكن غازي كان الأسبق بحكمته قبل ان يسحبه معه للخارج
لا طبعا يا باشا دا يوسف ابو الأصول تعالي معايا عايزك في كلمتين 
هتف غاضبا فور ان انفرد به في جهة بعيدة عن الجميع بحديقة المشفى
بيلاعبني يا غازي اقسم بالله بيلاعبني صاحبك مش عايز يريحني وانت شكلك متفق معاه 
صفق غازي كفيه ببعضها معبرا عن استياءه
ېخرب عجلك اتفق معاه عليك انت انت مچنون يا يوسف
اه مچنون عشان انا عايز اقرب وانتوا بدل ما تسأعدوني بتبعدوني عنها
يتفهم جيدا سبب غضبه ولكنه لا يتقبل الاتهام الصريح منه
اسمع يا يوسف مش معنى اني بحبك تستغل انت وتزودها عليا انا ما عملتش غير الاصول والراجل عايز اخته تراعيه يعني دا واجب عليك انت تعرض عليه قبل ما هو يطلب 
طب ما يقعد عندي انا مجهزله الأوضة بقالي اسبوع نراعيه انا وهي والله ما هتأخر عنه متخليهوش ياخدها صاحبك عايز يعذبني انا عارف والله 
اشفق ليجذبه اليه يضم رأسه نحوه ثم يخاطبه بلطف
البت مكتوبة على اسمك هو معندوش فرصة يحجزها عنك زيح من مخك المخاۏف والهواجس واتحمل شوية اللي يحب لازم يستحمل 
تطلع اليه باستجداء قائلا
بس انا مش هعرف اشوفها زي ما احب دا هي كانت في بيتي وكنت بشتاق لها اشحال بقى لما تبقى بعيد عني وفي حاجز
 

تم نسخ الرابط