لن ابقى ع الهامش لنداءعلي

موقع أيام نيوز

بيرد عليا بس مع الوقت بدأ يكلمني هو بنفسه ويقولي إن الأب مستحيل يكره ولاده وإن دي مشكلة وهتعدي بس
رضوى بحدة
خلصي يا مرام أنا لازم اروح لابوكم احكيلي بسرعة علشان لما اتصرف ابقى على نور وبحذرك أهو أوعى تكدبي في كلمة واحدة عليا
مرام والله يا ماما مش بكدب انا فعلا علاقتي بيه فضلت اكتر من سنة مجرد كلام وبس لحد ما بابا رجع وجه هنا لما واجهته وقولتله لسه فاكر تسأل عننا يومها كلمت يوسف وأنا بمۏت من القهر واليأس فطلب يقابلني وأنا ما صدقت كان نفسي اشتكي لحد وحضرتك كنت طول الوقت حزينة ومكتئبة واخواتي حالهم كان زي حالي مكنش قدامي غيره هو اتقابلنا وحسيت انه هيقدر يخرجني من البيت هبعد عن بابا وتيته هعيش مع حد بيحبني 
نكست رأسها بتعب فنظرت إليها رضوى پألم وتفهم قائلة
وبعدين ازاي قدر يقنعك بموضوع الجواز ده
مرام قالي انه ضمان علشان بابا ميقدرش يبعدنا عن بعض ولا يرفض جوازنا 
اقتربت رضوى إلى أن باتت مرام بين جناحيها فضمتها كما لو كانت سماء تحتوي نجومها اللامعة كي لا تضل طريقها بقيت صامتة قليلا إلى أن همست
أنا حاسة بيك يا بنتي وعارفة إني سبب كبير في اللي عملتيه أنا فضلت أجرى سنين ورا وهم كان عندي أمل احتوي أبوكم لكن للأسف وأنا تايهه وراه نسيتكم وكنت هضيعكم
من ايدي أنا عاوزة اعرف حاجة واحدة بس وياريت علشان خاطري تقوليلي الحقيقة الولد ده لمسك يا مرام سلمتيله نفسك
مرام ابدا والله يا ماما اقسم بالله لأ هو طلب مني مرة واحدة بس اروح معاه بيته بس أنا رفضت وبعدها بابا شافنا مع بعض ومن يومها مش اتقابلنا تاني
تنهدت رضوى بقوة تلتقط أنفاسها التي غابت في الدقائق السابقة في انتظار اجابة ابنتها ادمعت عيناه وشقت بسمة هادئة ثغرها لتهمس مرارا
الحمد لله الحمد لله استرها معايا للآخر يارب
ارتفع نحيبهما كلا منهما تبكي ألما يفيض اعترفت مرام بما اقترفته من إثم لم تكن جذوره من غرسها وحدها قائلة
انا اسفة وعارفة ان ذنبي ملوش مبرر بس انا كنت خاېفة كنت بتمنى ابعد ولو في الحلم عن حياتي صدقيني يا ماما أنا اسفة ونفسي تسامحيني 
وعندما أنفسنا من تربتنا التي نشأنا بين احضانها ونبتعد رغما عنا نشعر بالخۏف والغربه تطاردنا باديء الأمر لكنها تألفنا بعد سنوات وتمنحنا هوية جديدة وروح نتعايش بها وعندما تحين لحظة العودة نرجع إلى أوطاننا أغراب لسنا كما كنا مازالت تلك الروح الجديدة تصاحبنا ولا ندر من نحن 
ابتسم ياسين بحب إلى والدته حب صار محاط پخوف من الفقد فقد باتت تلك الشجرة التي ارتوينا منها هشة ترتجف من فرط الوهن
تحدثت إليه قائلة بضعف
يابني كفاية بقى سفر خليك هنا يا حبيبي
ياسين بصدق ياريت يا ست الكل والله كنت نازل وناوي استقر مبقتش قادر على الغربه بس الحياة هنا بقت غاليه وصعبه والولاد ماشاء الله بيكبروا ومصاريفهم بتزيد أنا مش عاوزهم يتبهدلوا لما يكبروا 
والدته بحزن 
يابني رب هنا رب هناك
ياسين ونعم بالله بس ادعيلي يا أمي وان شاء الله اقدر اجمع مبلغ اعمل بيه مشروع يكفي مصاريفنا ونعيش مرتاحين 
والدته ربنا يرزقك يابني ويحفظك في غربتك معلش الحمل تقيل عليك ومصاريف علاجي مبتخلصش
قبل يديها ورأسها بحنو وابتسم إليها قائلا دون تردد
أنا كلي فداكي يا أمي ده انت الخير والبركه وسر سعادتي
والدته بدعاء صادق خالص من كل شوائب الحياة وابتسامة حانية تختلف عن كافة البسمات ربنا يكرمك ويباركلك في عيالك انت وأماني اتوصى بيها يابني 
ياسين وصيها هي عليها دي مفتريه 
ابتسمت أماني التي اقتربت منهما تحمل بين يديها بعض ثمار الفاكهه وادركت انه يشاكسها فبادلته مزاحه قائلة
مفتريه! يمكن ياخويا وعلشان كده مستعجل عالسفر وعاوز تسبنا لوحدنا 
ياسين بحب تاني يابنتي مش اتكلمنا واتفقنا 
أماني اتكلمنا أه بس متفقناش 
ياسين يعني انت مش شايفه الدنيا بقت غلا ازاي
أماني بحزن عارفه بس برده متسافرش 
ياسين اقعدي بس قطعيلي الفاكهه الأول ولا هتطمعي فيها
امسكت حبة من الرمان وقامت بفرطها بعنايه وناولته اياها قائلة 
ألف هنا خليك هنا بقى وكل فاكهه براحتك 
ابتسمت والدته ونظر هو إليها بمعنى أنه لو كان الأمر بيده لبقى فقد فر من قبل هاربا وربما كان السفر خيارا أما الأن فقد بات اجبارا عليه السفر فعلى ما يبدو أن إحدى فوائد السفر التي سعى إليها قد منحته احساسا جديدا يسمى الاشتياق إلى حضڼ زوجته ووجودها 
بينما خياتنا تدور كما ندور كانت هي بلا حراك حياتها توقفت عن الدوران وبات الكون بلا معنى ولا غاية 
يعني ايه يعني ايه بقاله سنتين مريض وأنا أنا كنت فين!
ارجوك يا دكتور ياسر بابا لازم يخف طب أنا ممكن اتبرعله بأي حاجة بس يعيش 
ياسر بعمليه والدك حاول كتير وراح لأكتر من دكتور وأنا واحد منهم لكن للأسف مفيش فايده ولأخر مرحله كان بيحاول انك متعرفيش حاجه 
خارت قواها ولم يكن بيدها ادعاء الثبات لقد أطاح بها قطار الحياة والقى بها بعيدا بينما استمر هو مبتعدا دون اكتراث لهلاكها 
عادت تجر أذيال الخيبه الملطخه بدموع الخۏف والندم اقتربت بحذر من غرفة والدها نظرت إلى وجهه الشاحب وملامحه المرهقه كيف اندلعت بجسده نيران المړض بتلك السرعه القاسېة ومتى استسلم هكذا هل اشتاق إلى الرحيل والالتقاء بتؤام روحه أيتركها كما فعلت والدتها هل ما فعلته هي أحد أسباب انسحابه من الحياه
تعالت شهقاتها فاستيقظ طاهر يبحث عنها بلهفة
تحدث إليها بضعف قائلا
حبيبة بابا انت رجعتي امتى
كاميليا بابا!
قالتها ولم تجد سواها هو أبيها كلمة بسيطة أ ب بداية لكل شيء بالحياة ومع غيابها وحرماننا من نطقها تتوقف من حولنا دقات الأمان 
طاهر بحب وبعدين يا دكتوره هو ده اللي اتعلمتيه في الكلية مفروض تطمنوا المړيض ويحس ان لسه في أمل 
كاميليا مبتسمه رغما عنها
طبعا في أمل يا حبيبي ان شاء الله هتخف وتبقى
أشار إليها أن تتوقف عن حديثها الكاذب وابتسم بعذوبة قائلا
ممكن اطلب منك حاجة نفسي اطمن قبل ما أموت وانتي بتحاولي تهربي من الموضوع
كاميليا طلب ايه حضرتك تؤمرني علطول والله مش هقول لأ على أي حاجة
طاهر نكتب كتابك انتي وفارس اخر الاسبوع قولتي ايه
كاميليا طب خطوبة بس يا بابا
طاهر برجاء يابنتي ريحي قلبي أنا نفسي أفرح مستكتره عليا الفرحه ليه بس 
كاميليا دون تردد حاضر اللي
تشوفه ياقلبي أنا موافقه عليه
طاهر بارتياح ربنا يسعدك يابنتي 
تأففت مرام بوجه جدتها التي تقهقه

باستمتاع متأثره بأحداث المسرحيه التي تشاهدها بينما مرام وتقوى في انتظار والدتهما التي تقضي ثلثي اليوم إلى جوار مصطفى 
تحدثت مرام إلى جدتها بحدة قائلة
حضرتك مش سامعه البنات بټعيط المربيه خرجت وقالت هتتأخر ساعتين قومي شوفيهم يمكن جعانين 
سوسن بغيظ
وهما دول بيفصلوا أبدا أنا عارفه امهم مخدتهمش ليه والله لو مصطفى فايق كنت قولتله يرجعها تترزع تربي عيالها أنا هقعد أعلل من تاني ده ايه الغلب ده 
مرام يرجع مين هو مفيش فايده فيكي يا تيته 
سوسن جرى ايه يابنت رضوى ما تتكلمي بأدب 
تقوي خلاص يا تيته بس قومي شوفيهم حرام عليكي بيعيطوا جامد أوي
سوسن بملل مش قادره اقوم بصي ادخلي اعمليلهم رضعة واديهم يرضعوا ويناموا
تقوي لأ أنا معرفش أعمل كده
مرام تعالي يا بنتي نعملهم أنا هقرأ التعليمات ده الواحد لو مربي قطط هيصعبوا عليه معرفش ايه ده ربنا يشفيك يا بابا بجد 
سوسن يارب ياختي ربنا يشفيك يابني ويقومك بالسلامه ياقلب أمك أعادت الاستماع بحماس إلى التلفاز وتوجهت مرام وتقوي الي الصغيرتين
هرولت مرام إلى اختها فرغم كل شيء براءتها تدفعك إلى عشقها وحملت تقوى الأخرى بحذر
مسدت مرام فوق ظهر الصغيره تسعى إلى تهدئتها وفعلت تقوي المثل تقلد شقيقتها فيما تفعل لم تتوقف احداهن عن الصړاخ بل ازداد صراخهما وكأنهما يستغيثان من فرط الحزن والوحدة 
تنهدت مرام قائلة الله يسامحك يا بابا ذنبهم ايه دول كمان مش كفايه احنا بصي يا توتي أنا هسيبهم الاتنين معاكي دقيقتين اعملهم الببرونه وارجعلك
تقوي برفض لأ أنا خاېفه منهم 
مرام هتخافي من ايه حرام والله شكلهم ھيموت من الجوع 
تقوي بتردد يوه بقى أنا مش فاهمه اصلا ماما جابتنا هنا ليه
مرام خاڤت انها تتأخر علينا وكانت مفكره ان تيته يا حرام ھتموت من الزعل تيجي تشوفها وهي بتضحك بره
تقوى طيب روحي اعمليلهم الأكل وانتوا اسكتوا شويه ايه الدوشه دي 
تساءل فيصل بشيء من الفضول والاجهاد الذي أصابه من حمله لاعباء العمل وادارة المشفى بمفرده دون مساندة مصطفى عن سر اختفاء كاميليا أين هي
اجابه إحدى الأطباء قائلا بدهشه 
دكتوره كاميليا! حضرتك متعرفش انها قدمت استقاله من فتره هو مش حضرتك خطيبها برده
تجاهل فيصل سؤاله وتحدث بلهجة جاده بها شيء من الدهشه
استقاله! لأ معرفش في سبب يعني
الطبيب والدها مريض وحالته ميؤوس منها للأسف
فيصل مريض ايه يا دكتور والد كاميليا!
الطبيب ايوة يا دكتور فيصل هي اللي قايله بنفسها لما سألناها ليه هتسيب الشغل 
فيصل تمام ياريت تشدوا حيلكم معايا اليومين دول لحد ما نشوف بديل ودكتور مصطفى يقوم بالسلامه 
غادر الطبيب وترك فيصل وبرأسه تساؤلات وترقب كيف ومتى اقدمت على الاستقاله ولم لم ينتبه تنهد بضيق فرغم كل شيء عليه مهاتفتها ربما تحتاج إلى مساعده نهر نفسه فقد تجاهلته وتصرفت دون الرجوع إليه ربما ما حدث خير لكلاهما لا عليه الحديث إليها ان كان طاهر مريضا بالفعل فكيف سعى إلى الزواج من همس ضم قبضته بغيظ وغيره عند تذكره لذاك اليوم وهمس بسخط
استغفر الله العظيم ربنا يشفي كل مريض ياترى يا كاميليا ظهرتي في حياتي ليه وهتنتهي حكايتنا ازاي بعد ما كل حاجة اتغيرت واڼهارت بالشكل ده
استجمع شتات نفسه وهدأ من توتره وهاتفها اكثر من مره إلى أن اجابته بصوت مهزوز قائلة
أهلا يا دكتور فيصل
فيصل ازيك يا دكتوره كاميليا اخبارك ايه
كاميليا بخير الحمد لله
فيصل أنا اتفاجئت النهارده انك قدمتي استقالتك الدكتور محمد بيقول ان والدك مريض 
كاميليا ايوه متشكره عالسؤال 
فيصل لو محتاجه أي شيء أنا موجود 
كاميليا حضرتك أنا مقدمه الاستقاله من فتره لسه واخد بالك من غيابي النهارده
قالتها بشيء من الندم واللوم فأجابها معتذرا
دكتور مصطفى اتعرض لحاډثه كبيره وأغلب الوقت أنا بقضيه في المستشفى فعلا لاحظت غيابك بس حقيقي فكرت ان اخر مكالمه بينا كانت السبب
كاميليا مش هتفرق يا دكتور كل موقف بيثبت ان وجودي بالنسبه ليك زي غيابي كان طبيعي تقلق عليا لكن
تم نسخ الرابط