لن ابقى ع الهامش لنداءعلي
المحتويات
جموحه دون جهد منها ولكن شقيقته محقة أماني زوجته ولها كل الحق في التغاضي معها عن الصغائر
ابتسم بخفوت قائلا بصوت هامس
حاضر ياست المحامية دي لو دفعالك فلوس مش هتدافعي كده
شقيقته مراتك وأم ولادك وشايلة أمك وزي اختنا مندافعش ليه وبعدين حد قالك تتجوز واحدة ادك اهي طالعة خلقها ضيق زيك
رفع صوته كي يشاكس أماني قائلا
أماني بغيظ محسسني انهم ٤ سنين يعني
ياسين ياستي أنا راضي بس بجر شكلك
تساءلت سلوى الشقيقة الصغرى لياسين قائلة
همس أخبارها ايه بعد الطلاق
ياسين بتقول انها كويسة بس اكيد لأ
سلوى عادي بكره تتعود وتنساه
ياسين مفيش حد بينسى شخص كان بيعشقه
سلوى حتى لو مقدرتش تنسى كفاية انها تحافظ علي كرامتها
سلوى فكرة حلوة جدا برافو عليها
ياسين ربنا يوفقها ان شاء الله هروحلها لو محتاجة أي حاجة اساعدها فيها
وعم الصمت وكل شخص بداخله قناعات مختلفة البعض يرى أن همس قاسېة والآخر يراها قوية قادرة علي النجاح ولا أحد يعلم الصواب والخطأ سوى الأيام القادمة
صاح مصطفى بوجهها معترضا لكن رضوى لم تحرك ساكنا بل نظرت اليه بثقة قائلة
مصطفى وليه ما كل طلباتك هتبقى عندك وزيادة ولا هي مسألة عند وخلاص
رضوى لأ مش عند بس ممكن تقول احتياطات مش يمكن حضرتك تشوفلك شوفه جديدة ولما الحمل يتقل عليك وتضطر تستغنى عن واحدة من ال٣ مش هتلاقي قدامك غيري وقتها بقى اعمل ايه اقعد اندب حظي
تحدث مصطفى بجدية
تمام بس قولتلك شغلك معايا وبس
رضوى وهمس قدمتلي فرصه مستحيل تتكرر هشاركها في مكتبها الهندسي هكون شريكة من غير ما ادفع ولا مليم كل اللي هي طلباه مني اقف جنبها ونبدأ مع بعض ارفض ليه
رضوى بسخرية
ما قولتلك متخفش يا مصطفى أنا مش زي همس ولا عندي القوة أعمل زيها
مصطفى يوووة مش هنخلص بقى كل شوية تلمحي للي حصل بجد أنا تعبت اقترب منها قائلا
مش اتفقنا ننسي يا رضوى ليه مش حاسس انك مش زي زمان
نظرت تجاهه بوجه عابس رافضة لطموحه في عودة لن تعود وعطاء لم يمنحها إلا الشقاء ايطلب إليها النسيان أم انه واهم ولا يدرك فداحة فعلته حركت رأسها بيأس قائلة
أنا عاوزة أسافر اعمل عمرة استكملت بتهكم يمكن استفيد من جوازنا بحاجة تنفعني في الآخرة مش معقول
هيبقى خساير هنا وهناك
فغر فاهه بدهشة ناظرا إليها بترقب فتبسمت باستفزاز قائلة
فكر ورد عليا يا دكتور ولو وافقت هكون متشكرة جدااا
الفصل الحادي عشر
كان يئن تراوده أحلام مرعبة ويهفو الي الاستيقاظ ولا يقو علي الحركة يتمنى ان يحرك لسانه ببعض أيات من القرآن لعل تلك الشياطين التي تقيده أن تحترق لكن لسانه لا يطاوعه
واستمر الحال هكذا فترة من الزمن كل يوم يزداد الخۏف ويثقله ما لا يعلمه يبتعد عن الجميع ويؤثر الوحدة لكنه متعب إلى حد لا يمكن وصفه
استيقظ بعدما كادت روحه ان تزهق بحث عن كوب ماء يرتشف منه القليل وسرعان ما وجده ليتجرعه بأكمله
لحظات قليلة وتقيأ ما تجرعه من مياه وقد صارت سائل أسود اللون
اغمض ياسين عيناه وعلم أن ما يعانيه يماثل ما يعاني منه بعض الأشخاص الذين يلجأون إليه للمساعدة
سحر نوع من أنواع السحر يؤمن بوجوده البعض ويكذبه أخرون لكنه ممن يؤمنون بوجود السحر بأنواعه بل ويعالج بعض الحالات بقراءة ما انزل الله في كتابه لكسر تلك التعاويذ المهلكة ولكن لم من يسعى إلى ايذاءه وهو لا يسع الي ايذاء أحد ولا عداء بينه وبين أحد الي الحد الذي يدعوه لتدميره بتلك الصورة
استعاذ بالله من الشيطان وتوجه بخطى مجهدة إلى خارج غرفته
وجد زوجته تعيد ترتيب المنزل الذي لا يخلو من الفوضى التي لا تنته إلا بنوم اطفاله المشاكسين
اقتربت منه طفلته المدللة قائلة
بابا صباح الخير شيل سما
حملها بحب خاص يشبه يوم مولدها ليبتسم عندما تذكر ذاك اليوم
فلاش باك
كان ياسين وشقيقاته ووالدته ووالدة أماني وأشقائها واقفين خارج غرفة العمليات الخاصة بالولادة ابتسمت شقيقته قائلة
هتسمي الولد ايه يا ياسين اتفقت انت وأماني على ايه!
ياسين بتوتر
نسميه إياد علشان يبقى اسم قريب من إسلام
اجابته بحب اسم جميل يتربى في عزك ياحبيبي
فتح باب الغرفة وخرجت إليهم الممرضة تحمل بين يديها المولود لكنها ترددت قبل اعطاءه إليهم قائلة
مبروك ما جالك بنت زي القمر
نظر ياسين اليها بتعجب قائلا
بنت! مش الدكتور قال ولد!
اقترب الطبيب قائلا باعتذار وشيء من المزاح
والله غلطة من السونار مش مني أنا قولتلكم ولد بس سبحان الله طلعت بنت وبعدين دي زي القمر
غادر الطبيب وابتسم ياسين بفرحة غامرة لكن حماته وكعادة النساء خشيت أن يغضب زوج ابنتها أو ېعنف ابنتها فاقتربت قائلة
معلش يابني متزعلش ربنا يعوض عليكم واهو انتوا عندكم اسلام ربنا يحفظه
ياسين بحدة طفيفة
كلام ايه ده يا حماتي حد قالك عني راجل جاهل ميعرفش ربنا والله العظيم أنا فرحان انها بنت وكنت بتمنى تطلع بنت بس لما الدكتور قال ولد قولت فضل من ربنا دي هتبقى حبيبة أبوها وأخت لبسملة
صاحت سما بوالدها قائلة
بااابا ليه مش ترد عليا
من وجنتيها الناعمة قائلا
معاكي يا حبيبة بابا تعالي نعاكس أماني شوية قبل ما تاخد بالها
ابتسمت طفلته بسعادة وأمان فهي بين أحضان والدها وحاول هو أن يتناسي ما يعانيه بين احضان أطفاله
مدت همس يدها بمظروف بداخله المبلغ المتبقي من أجر العمال الذين انتهوا من ترميم بيت والدها القديم وطلاءه بألوان جعلته يبدو جديدا وقد ازداد فخامة وجمال
اخذت تتجول بسعادة بين أركان المكان تبتسم بخفوت وتتمنى لو بقى والداها إلى جوارها لكنهما رحلا وبقيت هي بمفردها ټوفي والدها بعد زواجها بثلاث سنوات ولم يمض العام التالي ولحقت به والدتها فقدت آنذاك رغبتها بالحياة واصابها حزن بالغ لكن فيصل لم يسمح لها بالاڼهيار بل دعمها بكل ما لديه من جهد إلى أن استطاعت تخطي مصابها ووعدها أن يصبح لها أبا وأما إلى الأبد
نفضت عن رأسها كل ما مضى ومضت الي الغرفة التي خصصتها لتصبح مقرا لأعمالها الهندسية ستبدأ من هنا وترسم بيدها حياة جديدة
هاتفت رضوى التي لم تمنحها جوابا نهائيا بشأن مشاركتها بالعمل
اجابتها رضوى بمزاح محبب إليها قائلة
اهلااا يا هندسة عاملة ايه يا هموس
همس بهدوء
مخصماكي طبعا مش اتفقنا هتفكري وتردي عليا ايه التطنيش ده
رضوى والله مش تطنيش أبدا بالعكس كنت جيالك النهاردة اباركلك وابلغك بقراري
همس بترقب طب ايه
رضوى موافقة طبعا هو حد يطول يشتغل مع مهندسة قمر زيك
همس ضاحكة بارتياح فهي كانت تتوق إلى مشاركة رضوى لها يمنحها قرب رضوى شيء من الأمان والتناغم ربما لم تكن صديقتها المقربة منذ الصغر لكنها استطاعت بنقاء روحها وعفويتها أن تحتل مكانة مميزة بداخلها
ماشي يا بكاشة هاتي البنات وتعالي اتعشي معايا
رضوى هجيلك بس مش هقدر اتأخر لأن مصطفى بيه قال انه هيبات عندنا شكله لسه مزهقش من الجدول بتاعه
همس يابنتي ربنا يهديه
رضوى ربنا يهدي الجميع ان شاء الله ساعة كده ونكون عندك
همس بحب ان شاء الله في انتظارك يا حبيبتي
تناول فارس الطعام بصحبة خاله بينما ظلت كاميليا حبيسة غرفتها تدعي النوم بينما هي مستيقظة تستمع الي صوت والدها يتبادل المزاح مع فارس تحدث طاهر بتحدي قائلا
ياض هتغلب خالك ده أنا بلعب بحرفنه
فارس بغيظ انت بتقرص في الزهر يا خال
طاهر باستنكار خال! مش ملاحظ انك خدت
عليا أوي
فارس ضاحكا
اعتذاراتي الصادقة طاهر بك بس الله يكرمك سبني اغلبك مرة انت جبتلي احباط
طاهر برفض لازم تجتهد وتلعب بضمير علشان توصل للفوز يا مغفل
فارس اه مش عارف حاسس ليه انك بتلمح لحاجة غير اللعب
طاهر ولا بلمح ولا نيلة لو بتفهم كنت فهمت من زمان يابن اختي
فارس للأسف يا خالي مبقاش ينفع
طاهر ساخرا طيب العب وانت ساكت يمكن تتعلم حاجة من خالك جيل مغفل بيتسرع وعاوز كل حاجة تيجي لحد عنده وهو حاطط ايده علي خده انت عارف أنا فضلت مستني مراتي مامت كاميليا كام سنه
فارس بترقب لأ كام سنه
طاهر باشتياق ٧ سنين أبوها الله يرحمه لما رحت اتقدملها كانت لسه داخله أولى جامعة كانت في كلية علوم بس نفسها تكمل بعد الكلية ماجستير ودكتوراه ابوها قال مفيش جواز قبل ما تخلص جامعة وتبدأ الماجستير بتاعتها معرفش كان بيطفشني ولا بيختبرني وفي الحالتين مكنتش هسيبها وافقت وشجعتها فضلت معاها لما خلصت الماجستير واتجوزنا بس صدقني يوم واحد معاها كان كفيل ينسيني كل السنين اللي ضاعت مننا في الانتظار
فارس بتعجب اعتقد مبقاش في حب من اللي بتتكلم عنه ده يا خالي الحب حاليا بقى مختلف
طاهر بجدية الحب زي الزرع محتاج رعاية وحماية طول الوقت والأهم محتاج صبر
كانت كاميليا تسترق السمع وتبتسم بحزن وحنين الي والدتها واشفاقا علي والدها من حرمانه المبكر من رفيقة دربه بينما ظل فارس صامتا يستمع الي طاهر بأفكار متضاربه بين ما يريده القلب وما يرفضه العقل والكرامة
قلوبنا كثمار الفاكهة منها الحلو وبعضها مر لا يطاق احيانا تكن هشة سهلة الكسر وأحيانا أخرى صلبة لا تكسر ثمر طيب نشأ من شجرة طيبة وثمر خبيث ولا يثمر إلا خبث ومكر
تحدثت سوزي إلى والدتها برفض لتصرفها السابق قائلة
يا سلام عوزاني استسلم واسيب جوزي لواحدة شبه رضوى دي معقول يا ماما أنا يساويني بيها ده اكيد اټجنن
والدة سوزي بملل
اطلقي منه وهجوزك سيد سيده
سوزي بس أنا بحبه يا ماما
نظرت اليها والدتها وابتسمت بمكر قائلة
بتحبي مين يا سوزي هو أنا مش ماما ولا ايه
سوزي حتى لو مش بحبه كفاية انه عجبني
متابعة القراءة