حبيسة الجدران
المحتويات
بدون أن تكل أو تمل مني ولا مرة نفرتني او قالت لي كفى أنتم فقط من تستهزأون بۏجعي وبدموعي
اقتربت منها والدتها واحتضنتها بقوة قائلة لها
يا حبيبتي
لا أحد يكره أبناءه وإنما لكل أب وأم طريقة مختلفة كل قلب منهم يعبر بطريقته عن حبه
ربما الأبناء ترى هذا الحب قسۏة
وإنما هو في الحقيقة حب وخوف زائد اختلط ببعضهما البعض ليخرجوا لكم بهذا الشكل
وانصرفا تاركين عماد زوجها بجانبها
وقاموا بتوصيته على إبنتهم ومراعاة حالتها الصحية
_ مرت شهور ..
وأنجبت أسما مولودها الأول فتاة تشبه البدر عند إكتماله
هنا لم تكتمل سعادتها
بل كانت بداية تعاستها الحقيقية
فعندما علم أهل عماد زوجها بأن نوع المولود أنثى انصرفوا بدون مباركتها
_ ماذا بك يا عماد مالي لا أراك سعيدا بطفلتنا انظر لها كم هي جميلة
هل سنسميها الإسم الذي اتفقنا عليه أنا وأنت سويا
_ أسميها أنت أنا لا أسمي الإناث
_ماذا بك وهل طوال فترة حملي كنت لا تدري بأنها أنثى
أنت تعلم هذا منذ إتمامي الشهر الرابع لها في حملي
هاااا ماذا أسميتها
_ أسميتها دنيا فمن الآن ستكون دنيتي
انصرف عماد لإتمام إجراءات المشفى بينما كانت والدة أسما تجهز أسما للخروج مع والدها الذي بكى كثيرا على تأخرها داخل غرفة العمليات خوفا على إبنته
_ وهنا يظهر جوهر قلب وحب الأب الحقيقي وقلب الأم الذي لا يتمنى لأبناءه غير الحب والخير
وفي الطريق تفاجأت أسما بأنه يتجه نحو منزل والدها
_ هل ستذهب بي لمنزل أبي
_نعم هناك أفضل سيستطيعون أن يراعوكي أنت وطفلتك وقت نفاسك
_ ولكننا لم نتفق على هذا
_ والدتي ترى أن هذا أفضل
_ والدتك
وما شأن والدتك في ولادتي وفي أموري
_ أسمااااااا ما علينا سوف تنيري بيت أبيك يا إبنتي لا داعي لغضبك وإنفعالك وخصوصا في مثل هذا الوقت فصحتك لا تسمح بهذا الإنفعال
وبالفعل قام بتوصليهما إلى منزل والدها ومن ثم انصرف
_ مر إسبوعان ....
ولم يسأل عن إبنته إلا مرتين فقط
ولم يكلف قدماه للذهاب إلى زوجته وإبنته لرؤيتهما
لا تتجاوز الدقائق
وكان الأب شديد التعجب والإنفعال من أمر هذا الزوج الغريب
وفي حوار دار بين الأب والأم في غرفتهما
_ من الواضح ان كلام إبنتك عن بخل زوجها صحيح منذ ولادتها لم يفكر حتى في شراء مستلزمات طعامها أو أدوات الطفلة الصغيرة من حفاض لأدوية إنه تارك كل شيء علي أنا
أليست هي ملزمة منه كرجل وزوج يتحمل مسئولية بيته
_ لا تغضب نحن نراعي ابنتنا وليست شخص غريب في بيتنا
_أعلم كل هذا يا أم أسما ولكن أين واجبه نحوها
_ لا تذكر مثل هذا الكلام أمام أسما لأنها حزينة جدا وهذا واضح على وجهها دعها تختم أيام نفاسها هنا على خير فات الكثير ولم يتبقى غير القليل جعلك الله سندا وعونا لها
_ أنا لم أقل شيئا خطأ أنا أتكلم بالمنطق وبالأصول فأفعاله تلك لا ترضي رب الآن أنا أشعر بغضة قلب إبنتك نحوه الآن صدقت أن لها كل الحق في كرهها له ولكن ما باليد حيلة لنا الله هو حلال الأمور
متابعة القراءة