التايبان بقلم جنة مياز من الفصل الرابع الى السابع

موقع أيام نيوز

و أصوات الأمواج تتعالى وما هي ثوان الا و وجدت بدر يفتح باب السيارة من جهتها بسرعة قائلا بقلق لم يخفى
جانا حصل ايه

أشار بدر الى جهة ما لتجدها تساعد تميم في ڼصب خيمة ما فتنهدت تنهيدة حارة ليجلس بدر القرفصاء امامها و يقول
مالك يا جانو...كابوس
لتوميء هي له فابتسم ثم قال
خلاص استعيذي من الشيطان و انسيه تمام 
كررت جانا حركتها لينهض هو قائلا بنبرة لطيفة
تعالي افرجك على المكان
نهضت جانا بهدوء ثم أغلقت باب السيارة وما ان التفتت لترى الشاطيء حتى دخلت الراحة الى قلبها فكانت رمال سقطرى كأنها فتات ذهب و مياه المحيط الهندي يا الهي كم تبدو كالألماس خاصة بانعكاس اشعة الشمس عليها و الطقس كم كان لطيف و الرمال ناعمة و السماء صافية اجل ان سقطرى اشبه بالمالديف و اجمل فهي في احد دول اشقائنا إنها في اليمن
ما ان رأت جانا كل ذلك حتى أغمضت عينيها بهدوء وهي تبتسم فمن الذي يرى كل ذلك الجمال ولا يشعر بالراحة
ليبتسم بدر وهو ينظر لها بهدوء حتى جاءت ساجدة راكضة وهي تقول
ماما... ساجدة و تميم عملوا خيمة كبيرة و بدر عمل خيمة كبيرة كمان
مبسوطة يا جوجو
لتحرك الأخرى رأسها بالإيجاب وهي تضحك بينما تابعت جانا
وانا كمان مبسوطة عشان شايفاكي كده
فعانقتها ساجدة و بعدها تركتها ما ان قام تميم بمناداتها لكي تساعده في بعض الأغراض فكم تعلقت ساجدة بتميم بينما قال بدر وهو يجلس على الرمال و ينظر للبحر أمامه
النهاردة استرخاء عشان عندنا سفر الفجر
ضحكت جانا ثم جلست هي الأخرى و قالت وهي تنظر لبدر
ليه جبتنا هنا
ليقول هو بنبرة هادئة
أي مكان متدخلتش فيه بلد غريبة بيفضل حلو
لذلك السماء جميلة في كل اوقاتها لأنها بعيدة عن البشر
ابتسمت جانا و قالت وهي تحرك يدها في الرمال
حكمة جديدة منك...طول عمري كان نفسي اقابل حد زيك
فقضب بدر حاجبيه ناظرا لها بعدم فهم قائلا باستفهام
زيي ازاي
لتكمل هي بنفس ابتسامتها الهادئة
يحسسني ان الكون اللي الله خلقه أوسع من الجزء البسيط اللي حاوطنا نفسنا بيه
فحك هو ذقنه بخفة و قال
بس انا بعمل كل ده عشان...
صمت بدر ولم يكمل لتقول هي
عشان ايه
نهض بدر من مكانه و قال
متشغليش بالك...هروح اساعد تميم
فنهضت جانا هي الأخرى قائلة
اوكي هاجي اساعدكم كمان
فابتسم هو لها ثم رحل لتشعر جانا و كأن اللحظة التي تتحدث معه فيها لا يوجد في العالم سواهما ولكنها تذكرت أحمد فزفرت و تخلت عن ذلك الشعور الذي انتابها
في الإسكندرية 
أرسلت ورد رسالة الى جانا كما تفعل كل يوم و ما ان وضعت الهاتف في حقيبتها و نهضت من على الفراش حتى خرج اوس من المرحاض وهو مرتدي بدلته الرسمية فابتسمت ورد بلطافة و ماكادت تتحدث الا وأغلق اوس باب الغرفة ثم اقترب منها و قبل يديها قائلا
مش عارف انتي ناوية على ايه بس أيا يكن انا دايما موجود
تنهدت ورد ثم عانقت اوس بقوة و بعدها قالت بصوت منخفض
لما ارجع هقولك كل حاجة
فاماء هو لها بينما تركته هي ثم خرجت وهي حاملة حقيبتها لتتلقى رسالة من جانا على الهاتف فما ان فتحتها حتى وجدت فيها
ورد انا عايزة اقولك حاجة
فتنهدت الأخرى و أرسلت
وانا كمان عايزة أقولك حاجة بس مش هعرف أحكيلك دلوقتي
وضعت ورد الهاتف في حقيبتها ثم نظرت الى والدها ليبتسم هو ابتسامه جامدة و يقول
العربية مستنية تحت...يلا
فقال اوس
انا كنت هوصلكم
ليجيب والدها
لا يبني متتعبش نفسك روح شغلك
فتنهد اوس ثم ودع حامد بعدها قبل رأس ورد بحنو قائلا
لما توصلي طمنيني
فاماءت هي له ذاهبة بعدها مع والدها ولكن اتعلمون امرا الأمر ليس بتلك البساطة فالاب يظل أب مهما حدث الأب هو قدوة لنا هو الدواء لامراضنا حين تقسوا الحياة علينا الأب هو ذلك الجدار القوي الذي نستند عليه و نختبىء خلفه حين نشعر بالخۏف فنحن ضعفاء ولا عيب في اظهار ذلك لكن حين يخطيء الأب و حين تتجمد العلاقة بينه و بين ابناءه و حين يجدون الحنان
تم نسخ الرابط