من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

حبا استعمر قلبك. فمهما ظننت قلبك قويا لا يهزه الغياب فتجده مثل الورق يرتجف في الابتعاد 
لقد عرفنا مع ذاك العاشقان الحب وأسراره وكتبنا أجمل أشعاره وغنينا على أوتاره وذبنا بالغرام على ألحانه 
فإذا كان الورد جذابا فهي من الورد أحلى وإذا كان الورد عالي فمكانها في القلب غالي لقد أصبح حبها مثل الډم اء الحمراء يسير في جسده بكل هدوء ويعانق ويلامس كل ما هو في طريقه ويجعله ينبض بالحياة 
ستشهد علينا نجوم السماء الصافية وطيور العشق التي تلتف حولنا بأنني لن ولم أحب سواك سكون أحبك بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى أحبك بكل إحساس يتلهف لرؤيتك أحبك بكل شوق لسماع صوتك 
أحبك بكل ما فيها من نغمات موسيقية أحبك بكل ما تخبئها هذه الكلمة من عناء أقولها لك وحدك ولا أريد سماعها من أحد غيرك فمهما قيلت لم أشعر بها مثلما أحسست بها معك فأنت الحب والإحساس يا من علمتيني كيف الإحساس يكون إن نبضات
قلبي لم تنبض إلا بحبك ولم أسمع دقات قلبي إلا وأنا معك فبعد كل هذا يسألونني لماذا أحبك كل هذا الحب ليتهم يعرفون الآن ويسمعون دقات قلبي وهي تنادي عليك وتشعر بها وتعرف كم أنا أحبك وأشتاق لك .
جاء اليوم المنتظر أخيرا لااا بل الدقيقة التي حلم بها وتمناها ماهر الريان منذ أشهر كثيرة 
أن تصبح رحمته ملك يمينه وعلى اسمه 
كان يردد كلمات عقده عليها وراء المأذون بقلب ينبض عشقا ووحشة للمسة يدها فقط فماذا عن أحضانها فحقا ستكن لحظات رائعة أغرم بها كثيرا ذاك الماهر بالتحديد مع تلك الصغيرة التي يسميها دوما بصغيرتي على الحب 
طلب منه المأذون أن يردد تلك الكلمات الأخيرة فرددها ببسمة رجولية تزين وجهه وأبيها هو الآخر ردد تلك الكلمات بفرحة لابنته الصغيرة ومدللته 
كانت تقف تتمايل على انغام الموسيقى مع سكون بسعادة حقيقية فقد نالت قلب
الماهر قولا وفعلا ووثق عقد عقد زواجهما أخيرا بعدما نالت من الويلات كثيرا معه حتى استحوذت بذكائها وعشقها على كامل قلبه وعقله بل وجميع حواسه 
أما هو أخذه عمران لعندها كي يبارك لها فهو أصبح زوجها الآن 
دلف إليها ووقف على أعتاب الغرفة ينظر إلى سعادتها البادية على معالم وجهها بقلب يخفق عشقا 
أما سكون اقتربت من رحمة وهمست في أذنها بدعابة 
متتمايلش قووي يارحوم عريسك واقف فأنا بنصحك من دلوك متبينيش إنك هتعرفي ترقصي هيمسكها عليكي ومش هيرحمك بعد اكده .
تمسكت رحمة بيد مرتعشة بيداي سكون ولم تلتفت له من شدة خجلها فلم تكن تتوقع أنها ستكون بتلك الدرجة من الخجل 
أما هو انفض الجميع من حولهم كي يتركوا لهم مساحة من الحرية عدا عمران وسكون وحبيبة 
أما ذاك العاشق اقترب منها ومازالت تعطيه ظهرها وهي خجلة تقدم منها وذهب ناحية وجهها ولكنها أدارت وجهها بمشاغبة للناحية الأخرى 
ولكنه ماهر بحق فاصطنع التعب وهو يقف مكانه متأوها 
آااااه ايه دي 
تلقائيا التفتت كي ترى لم يتأوه فقد أرعبها عليه في تلك اللحظة لتقول له بنظرة يملؤها القلق 
ايه مالك حوصل إيه ... 
أاااه منك يا رحمتي هتجننيني معاكي بشقاوتك دي ياصغنن .
ابتسمت له أيضا بعيناي عاشقة ولم تخجل من الواقفين أيضا وهتفت بمشاغبة تداري بها خجلها وهي تعبث برابطة عنقه 
وماله لما تتحمل شقاوة الصغنن هو في احلي من الشقاوة بتخلي العلاقة متجددة والدنيا تحلو قوووي ياموري .
رفع حاجبيه باستنكار لما قالته وهتف بدهشة
موري ! مورى مين دي ياهانم 
بنفس مشاغبتها وعبثها في رابطة عنقه أردفت وهي تمط شفاها بدلال
هيكون مين يعني غيرك هدلعه ياموري .
ضحك الجميع على مشاغبتها حتى ضحك هو الآخر ثم ردد من بين ضحكاته 
روحي يارحمة منك له ضيعتي سحر اللحظة بشقاوتك دي .
ظلت مشاغبتهم لبعضهم هكذا حتى قالت سكون لعمران 
طب مش يالا نسيب العريس لعروسته ولا ايه يا أخينا انت .
ضيق نظرة عينيه وهتف برفض 
ونسيبهم ليه لوحدهم مع إحنا قاعدين معاهم اهه بنضحك ونهزر وبعدين ده مختشاش مني وحضنها وباسها من رأسها وأني واقف أمال لما اسيبهم وأخرج هيعمل إيه المكار دي 
واسترسل حديثه وهو على تصميمه بالرفض 
دي ياكل رحمة من غير ما يسمي عليها مشيفاش بيبص لها إزاي ومش مختشي مني وأني واقف جاره ولولا الذوق كنت ض ربته بوكس فقعت له عينيه المكشوفة داي .
ضحكت سكون بصوت عال بعض الشئ مما استدعى أنظار الموجودين بدهشة ومما استدعى ڠضب


ذاك العمران الجالس بجانبها من صوت ضحكاتها فسحبها عمران من بينهم ودخل بها غرفة جانبية وأغلق الباب خلفه ثم هدر بها 
انت ازاي تضحكي بمياعة اكده قدام رجالة غريبة 
لاحظت غضبه الشديد من ضحكتها الغير مقصودة ثم تحدثت بدلال وهي تمرر يدها على وجنته بحركة أثارته 
ڠصب عني ياموري حقك علي .
نزع يدها برفق من على وجنته فهي تثيره بحركتها العفوية تلك ثم ردد باستنكار لذاك الاسم هو الأخر
موري ايه دي انت كمان دي دلع للعيال التوتو وميلقش بعمران أبدا .
تقدمت خطوة منه ثم ارتمت داخل أحضانه الحانية وتحدثت وهي تتمسح به باعتذار عن ضحكتها 
طب خلاص متزعلش ياعمراني مهضحكش في وجود حد تاني بس متكشرش اكده.
بحبك وبغير عليك قوووي ياسكون فبالله عليكي تخلي بالك من انك تعملي أي تصرف يستدعي غيرتي داي علشان هقلب على الوش التاني اللي مش حابب تشوفيه أبدا .
أما في غرفة ماهر ورحمة ذاك العروسين الملقبون بالشراسة والتمرد من كليهما على الآخر فور أن تركتهم حبيبة وحدهم أغلق الباب بهدوء ثم عاد إليها وهو ينظر إليها تلك النظرات التي جعلتها انص هرت وجس دها بدأ يشعر بسخونته من اقترابه 
جذبها بحنو من يدها ولكنها تحاول افلات يدها من يديه ولكن لم تستطيع فهو متمسك بها بشدة ثم داعب أنفها بأصابعه وهتف مشاغبا إياها 
ايه مالك سحتي على روحك اكده ليه 
عارفة عاملة زي إيه رحمتي
وأكمل وهو مازال مشاغبا إياها ويغمز لها بدعابة 
عاملة زي النوتيلا لما يخرجوها برة التلاجة بتوبقى سايحة اكده وعايزة تتاكل من جمالها 
وتابع وهو يرفع يديها يقبل باطنها بوله 
أهو إنتي بقي عايزة دلوك تتاكلي زي النوتيلا اكده .
يفعل كل هذا بها وهي مستسلمة تماما ولكن مغمضة العينين لاتقوى على فتحهما فقد أخجلها بع اصفة اقترابه وبكلامه الذي جعل جس دها يثور داخلها كالح مم الب ركانية 
أما هو ردد بعد أن قبل عينيها طالبا منها برغبة 
رحمتي ..
ابتلعت ريقها بصعوبة وحمحمت بتوتر 
امممم
أمسكها من ذقنها مجبرا إياها النظر في عينيه
فتحي عيونك عايز أشوف نظرتك اللي تجنن وانت دايبة بين ايديا اكده .
لم تستطيع فتحهما وحركت رأسها رافضة طلبه وهي تشعر بأن قدميها لم تستطيع حملها أمامه ثم فعل مالم تتصوره كي يجبرها على أن تفتح عينيها 
بدأ بفك سحابة فستانها من الخلف بحركة ساحرة باغتها بها مما جعلها انخلعت من حركته تلك وبقوة جذبت يدها من يداه وابتعدت عن أحضانه وهي تتحدث بأنفاس لاهثة 
انت ايه اللي عميلته دي ياماهر انت اتجنيت 
لم يعير ڠضبها أدنى اهتماما ولم يعجبه حركتها في الابتعاد عنه ثم حاول جذبها من يدها مرة أخرى ولكنها دارت حول الكراسي الموجودة بالغرفة كي لايستطيع الإمساك بها وهو يهتف لها 
وبعدين بقى معاكي يارحمة متحسسنيش انك لسه عيلة صغيرة على الحركات دي وتجريني وراكي في الأوضة 
وأكمل بمشاغبة وهو مازال يلاحقها 
هو أني عميلت ايه يعني تقريبا أني جوزك دلوك وعادي لما أكشف عن المستخبي علشان أديكي
خبرة لما هو قادم .
اتسعت مقلتيها بذهول من طريقته الوقحة في غزلها ثم شهقت باندهاش
ايييييه الكلام دي انت وقح على فكرة واياك تاجي ناحيتي ولا تعمل حركاتك الوقحة دي ياماهر .
ثم استغلت تيهته وجرت ناحية الباب كي تخرج ولكنها جذبها بسرعة إلى أحضانه ثم تحرك كتف الفستان وظهر كتفها ذو اللون الأبيض اللامع مما جعله ينظر إليه وهو يبتلع أنفاسه بصعوبة من هيئتها المهلكة رأت اتجاه نظرة عيناه فعلى الفور رفعت أكتاف الفستان وعدلته ثم لكزته في كتفه وهي تهدر به 
أه ياسافل ...
كادت أن تكمل إلا أنه كتم أنفاسها بيداه وهو يهتف بتحذير 
اياكي تكملي انت حرة يارحمة واتلمي بقي علشان يومك ده يعدي وبعدين إحنا بالطريقة دي هنلعب مصارعة تيران مش هنتجوز .
تمتمت بهمس بعدما جذبها مرة أخرى إلى أحضانه ثم بدأ برفع سحابة فستانها برفق ويداه تتعمد لمس بشرتها حتى يجعلها تتوه بين يداه فذاك الماهر رجل مخضرم في العشق ويعرف كيف تعامل المرأة يعرف كيف يجعلها ذائبة بين يديه يعرف كيف يبارز شراستها بقوانين عشقه الدسم لها ملم بجميع جدران تمردها ويستطيع هددها بمهارة وبناء جدران لقلبه داخلها بأساس يجعلها تطالب بالمزيد من عشقه لها 
ماهر ... كفاياك عاد مش متحملة حركاتك داي .
كان مستمر في سحابة غلق سحابتها ببطئ فهو صياد ماهر يعرف كيف يلقي شباكه ويتعامل مع شبكته باحتراف ثم همس بصوت أجش خشن وهو مازال قابضا إياها بين يداه بقوة 
طب بذمتك هو ماهر لسه عمل حركات علشان متتحمليش ! دي إنت طلعت توتو خالص طلعتي ريش على مفيش يارحمتي.
مهما قال وحاول إخراج شراستها الآن فلن يستطيع فقد شعرت بأنها تائهة في ح رب الماهر ومع ركة عشقه التي شنها عليها 
حاولت إبعاده ولكنه مازال متشبسا باقترابها ويود المزيد ولن تستطيع مجابهته فهي بجانبه مسكينة لاتستطيع صد هج ماته 
أما هو مازال يريد المزيد ولن يستطيع السيطرة على حاله في اقترابه ثم استطاعت اخيرا أبعاده عنها وهي تردد 
مش كفاياك اكده ولا ايه عاد هتوصل لفين تاني 
أسند جبهته بجبهتها ويداه ممسكة بها من رقبتها بإحكام وهو يهمس لها بصوت مبحوح من عاطفة اقترابها الجياشة
ماهو أني اتحايلت عليك نخليه جواز وانت اللي أصريتي يارحمة يوبقى تتحملي .
ابتلعت ريقها بصعوبة وبررت بتوتر
امممم .. ماهو اني لسه مش جاهزة ولا المكان اللي هنتجوز فيه جهز مينفعش الجواز خبط لزق اكده لساتي ناقصني حاجات كتير مجبتهاش .
طب ايه مش هتشيلي الطرحة داي علشان نكتشف مراحل اكتمال القمر ويوبقى بدر .
تلقائيا وضعت يدها على
رأسها وهي تحركها برفض 
له اوعاك تعملها 
وأكملت كي تجعله ېخاف من فكاك حجابها
هتنصدم من اللي هتشوفه هتلاقي شعر اكرت مجعد من الدرجة الأولى وحاجة اكده لا تسر عدو ولا حبيب .
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة خبيثة 
أو يعني شعرك اللي غنى له عبدالحليم حافظ وقال له والشعر الغجري المچنون يسافر في كل الدنيا 
وتابع بنفس نظرته الوقحة لها 
دي باين اكده امي داعيالي يارحمتي وهتطلعي مبهرة في كله .
اتسعت مقلتيها من ردوده الجاهزة دوما ثم سألته 
هو انت علطول ردودك جاهزة عاد عقلك يترجم ولسانك ينطق في نفس اللحظة .
مبقاش ماهر الريان دي انت بتكلمي خط المحاكم يعني سرعة البديهة والفهم السريع .
وظل على حالهما ذاك يشاغبها وهي مرة تخجل ومرة تبتسم ومرة تتجاوب معه فحقا ذابت بين يداي ذاك الخبير العاشق وهي لاحول لها ولا قوة بين أفعاله .
تتلاحق الثواني ثم الدقائق لتص رخ عقارب الساعات أن الوقت يمضي والأيام
مسرعة فهل أعددت نفسك للحظة النهاية ينبغي أن يخيفك مرور الأيام رتيبة متشابهة فاترة لا يحركها عمل ولا تجددها توبة ولا تحييها محاسبة. ستمر الأيام لا محالة لكن عليك أن تستغلها جيدا قبل أن تمر 
في منزل ماجدة تجلس هي وابنتها مها في احضان بعضهن فحضن امها هو أكثر الأماكن الضيقة اتساعا فحضن الأم هو الأمان والحنان والطمأنينة وهو أكثر الأماكن اتساعا ما إن يضع الابن رأسه في حضڼ أمه حتى يستشعر لذة الحياة كلها ويرى هموم الدنيا قد تبخرت وأصبحت هباء فالأم في حضنها الحياة كلها ولهذا فإن مجرد رؤية الأمهات يدخل السرور إلى القلب والروح وتبتهج الدنيا بأكملها لأن في وجوه الأمهات دواء لكل علة وبالتحديد مها مها كانت احضان والدتها أحضان النجاة أحضان الشعور بالراحة والاسترخاء لقلبها المتعب 
كانت ماجدة تشدد من احتضانها وهي تردد لها 
فات يجي اكتر من سنة على روحة الغاليين ولساتك يابتي الحزن مخيم قلبك ومفارقكيش طفى ملامحك الجميلة وبقيتي مش انت .
شددت مها من احتضان والدتها وتحدثت بقلب يفيض وج عا 
كان روحي وأغلى من روحي يا أمي ات خطفوا من حضڼي وسابوني عايشة من غير روح 
كل لما امسك هدومهم وأشم ريحتهم فيها بتجنن بيبقى هاين علي اروح القپر بتاعهم افتحه وأكفن نفسي وأنام جارهم وأحطهم على قلبي وأم وت معاهم 
وأكملت وهي تنتحب بشدة من ۏجعها الذي لم ينتهي بعد
بس أني جبانة يا امي خوافة مش هاين علي اعمل في روحي اكده علشان اني ضعيفة ومازالت نفسي اهم عندي من ضنايا اللي م اتوا بسبب اهمالي فيهم .
أخرجتها ماجدة من أحضانها وهي تحتضن وجنتيها بشدة وتهزها بع نف وهي تنهرها 
وه انت حاسبة حالك اكده ضعيفة علشان مش عايزة ټموتي نفسك يابتي !
فوقي يابتي ولادك فوق عند اللي خالقهم في الجنة ونعيمها متهنين هنا عمرهم ما كانش هيعيشوا منه هفوة في الدنيا وناسها الغدارة .
نظرت بعيونها المغشية بالدموع إلى والدتها ورددت بقلة حيلة
طب كان ربنا يسيبهم لي أفرح بيهم ومعاهم شوية كمان كان يطول في عمرهم شوية كمان ملحقتش أشبع منهم .
ڼهرتها والدتها ولكن دون عن ف 
وه هتقنطي يابتي وتعترضي على أمر الله !
هو الإنسان مننا عارف عمره كد ايه 
الإنسان مننا ميعرفش اللي هيوحصل له كمان دقيقة واحدة استغفري ربك ربنا اداكي أمانة وحب يسترد أمانته وربنا الحق والأحق بعباده يقدر لهم عمرهم كيف مايريد واحنا علينا مانقول غير اللهم لك الحمد.
هزت رأسها للامام وهي مقتنعة بكلام والدتها ولكن لاتستطيع السيطرة عن ذاك الشعور بالتقصير وأنها السبب في ان هاء حياتهم بسبب تركهم لها ثم هتفت بقلب متعب وجار الزمان عليه 
ڠصب عني ياناس ڠصب عني مش قادرة أنساهم ولا أشيلهم من بالي وقلبي .
وضعت كف يداها علي كف
يدها الموضوعة فوق فخذها ثم ربتت عليها بحنو وأردفت قائلة 
كل لما تفتكريهم متدمعيش يابتي لاااا ابتسمي إنهم بين ايدين اللي أحن عليهم مني ومنك بيتهنوا ابتسمي إنهم هياخدوا بيدك للجنة .
الجنة ! كلمة نطقتها رحمة بنبرة ذهولية وهي تستبعد أن تكون من سكانها وعقبت والدتها على ذهولها
آه الجنة يامها يابتي هيجوا يوم القيامة ويسحبوكي معاهم وهما بيبتسموا وهيحضنوكي


وهيشفعوا لك عند ربنا ما انت كمان يابتي مكنتيش أي أم والسلام كنت شمعة بتح ترق كل يوم علشان قايدة صوابعك العشرة ليهم كنت ام عظيمة ربت ولدين كيف الملايكة علشان اكده ربنا اصطفاهم وأخدهم عنديه اللي زييهم لازم يبقوا عرايس الجنة من أدبهم وهما لسه صغار .
ابتسم سنها لأول مرة وهي تتخيل زين وزيدان بملابس بيضاء ووجوهم منيرة في الجنة ويتنعمون بها ويشربون من عسلها المصفى ومن لبنها الذي لم يتغير طعمه ومن خمرها الذي هو لذة للشاربين وغير ذلك فالجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطړ على قلب بشړ كل تلك التخيلات جعلتها أخيرا ابتسمت وجبر نبض ۏجعها أخيرا فأبنائها الآن مكرمون منعمون بين أيادي الله رأت والدتها ابتسامتها تلك فخفق قلبها بسعادة لابنة قلبها وعمرها أخيرا ابتسمت ورأت وجهها المستنير بالسعادة وأدمعت عيناها في تلك اللحظة وجذبتها في أحضانها ثانية وهي تشدد عليه لتقول بدعاء 
أيوة اكده اضحكي يابتي خلي الدنيا تنور وخلي قلبك يزرع حب للدنيا من جديد 
ثم أخرجتها من أحضانها وهي تعرض عليها 
شوفي يابتي عايزاكي تهتمي بحالك كيف زمان عايزة أشوفك شمعة منورة ضيها يزغلل العين عايزاكي تخرجي من حبستك داي ودوامة الاخت ناق اللي لفاها حوالين رقبتك 
وأكملت وهي تتذكر ماقاله عمران لها 
ايه رأيك كمان تخرجي من الحبس ة داي وتشتغلي .
خرجت من أحضانها ودققت بالنظر داخل عيناها بترقب شديد لباقي كلماتها ونطقت باستفسار 
أشتغل ! أشتغل ايه ياماما 
وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي تلك الرائعة وأجابتها بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها وهي تسرد عليها ماقاله عمران 
شوفي عمران جوز أختك بيقول إن ابن عمه محامي محترم قووي وميتخيرش عنيه في الاخلاق وعنديه مكتب ومحتاج سكرتيره تقابل العملا عنديه وتكون بردو محترمة وبت ناس وقال لي إني أعرض عليكي الموضوع دي من أسبوع اكده بس أني كل لما أشوفك ألقاكي مطفية اكده وخاېفة أكلمك 
أهو تخرجي للدنيا اللي عمرك ماخرجتيها من وانت بنتة وتشوفي ناس جديدة وتغيري من نفسيتك اكده زي خواتك البنات .
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار لما عرضته عليه والدتها 
أشتغل سكرتيرة كيف وأني عمري ماشتغلت ولا أعرف حاجة عن الشغل ولا أعرف الروتين بتاعه .
شجعتها والدتها 
الإنسان بيتعلم كل حاجة وبعدين انت معاكي معهد فنى تجاري والشغلانة داي مش متعبة ولا محتاجة لف ودوران وكمان البنت اللي هناك هتدربك على الشغل قبل ما تمشي .
سألتها مها 
طب والبنت هتمشي وتسيب الشغل ليه 
أجابتها 
هتتجوز ياحبيبتي تقريبا عمران قال لي اكده في وسط الكلام .
ضيقت نظرة عينيها ثم رمقتها بنبرة مترددة 
طب هفكر اكده يا أمي وأحسبها مع نفسي الموضوع جديد علي وعمري ما فكرت أخرج أشتغل قبل اكده .
شجعتها والدتها بنبرة شغوفة 
تفكري في ايه عاد !
داي فرصة متتعوضش ومهتلاقيش زييها تاني هتشتغلي عند حد نعرفه ولد ناس محترم وهتخرجي كل يوم الصبح وتشوفي ناس جديدة ويومك كله هيبقى ما بين الشغل والبيت فمش هتلحقي ان انت تفكري في اللي حوصل لك دي افضل حل ليك يا بتي .
لمعت عينيها بشغف من كلام والدتها وتشجيعها لها ثم رددت بتردد 
أممم .. يعني انت شايفة اكده ياماما 
اييييه أمال إيه عاد ! ... جملة تأكيدية نطقتها ماجدة بتشجيع وأكملت وهي تشدها من يدها 
يالا قومي نخرج نشتري لك كام طقم اكده علشان تروحي شغلك بهدوم جديدة تليق بيكي ياصبية .
اقعدي بس يا امي هو أني لسة قررت عاد هروح ولا له 
له هتروحي ويالا قومي معاي مهفوتكيش إلا واحنا جايبين كذا طقم وكذا شنطة وجزم وطرح ونضارات وحاجات زينة اكده تلبسيها وتتزيني بيها وانت رايحة الشغل .
مطت شفتيها باعتراض وقالت
يا امي أني عندي هدوم كتيرة ونضارات ماركات وشنط وجزم ملهاش عدد همشي حالي بيهم .
تحدثت ماجدة باعتراض صارم 
ولو عنديكي ايه بالذي لازم تجيبي لك كام طقم جديد تروحي بيهم الشغل الجديد .
وظلت تشدها من يدها و بالفعل ارتدت كليهما ملابس الخروج وخرجتا إلي المحلات وبدأن في التسوق في جو مملوء بالسعادة التي تسللت أخيرا إلى قلب مها بعد عمر بأكمله 
وهاتفت ماجدة عمران وأبلغته بموافقة مها على العمل عند جاسر ابن عمه وما كان منه إلا أنه أبلغ جاسر وأعطاه رقم الهاتف الخاص بها وفهمه بظروف مها بأكملها وحزن بشدة لأجلها وفهمه مدي رقتها وأهميتها بالنسبة له وحذره أن يحزنها أو يعتلي صوته عليها يوما ما ولكن وعده جاسر أن يعاملها برفق وبعد أن أنهى المكالمة معه دون هاتفها معه 
وذهب إلى الواتساب كي يحادثها ولكن اتسعت حدقتاه وهو يرى صورتها الموضوعة على حالتها ولسان حاله يردد بذهول من جمالها في الصورة 
أوبا ايه الجمدان دي هي معقولة داي اللي اتجوزت وخلفت اتنين وعيالها م اتوا داي كتلة أنوثة متف جرة قدامي في الصورة .
انتهي البارت
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
مستنية رأيكم وتوقعاتكم

تم نسخ الرابط