إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


في عالم تاني يا هشام هو عمل في بنتي إيه منه لله حسبي الله ونعم الوكيل فيه 
رفع يده ووضعها فوق ذراعها برفق هامسا في هدوء مزيف 
الحمدلله أنا لحقتها اطمني وال ده البوليس قبض عليه ومش هسيبه متقلقيش غير لما ياخد جزائه
اڼهارت ميرفت باكية پألم وحزن على ابنتها بينما هشام فأخذ الاذن من زوجة خاله ودخل لها رآها تجلس فوق فراشها وتحدق بالفراغ أمامها في سكون مريب تقدم منها بهدوء وجلس بجوارها ثم أخذ نفسا عميقا وهمس بقلق 

زينة ! 
لم تجيب ولم تنظر له حتى
بالواقع هي لا تشعر بشيء وربما لا تسمعه أيضا !! انفطر قلبه وامتلأ صدره بالنقم والضغينة لذلك الوغد حين يراها هكذا يشعر بالندم لأنه لم ېقتله 
امتدت يده بحركة عفوية منه لكي يمسك بكفها لكنها جذبت يدها فورا بزعر وابتعدت عنه كردة فعل لا إرادية بعدما حدث معها ارجع يده بسرعة حتى لا يخيفها أكثر وهتف ببعض الدهشة 
زينة ده أنا هشام ! أنا لا يمكن اذيكي إنتي خاېفة مني !!
انهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وهي تحتضن كفيها
لصدرها كالطفل الصغير المرتعد استقرت نظراته الدافئة والحزينة عليها قبل أن يتبع برجاء حقيقي وخوف يظهر في نبرة صوته 
طيب على الاقل ردي عليا خليني اسمع صوتك طمنيني عليكي ارجوكي 
لحظات
عابرة من الصمت حتى خرج صوتها أخيرا يكاد يسمع بصعوبة تجيبه وسط بكائها دون أن تنظر له 
عايزة اقعد وحدي 
لم تزعجه رغبتها في عدم بقائه معها فهو يتفهم وضعها ويكفيه راحة واطمئنان أنه سمع صوتها مما جعله يجيبها فورا بالموافقة 
حاضر هطلع واسيبك 
استقام واقفا بعد ثواني معدودة من تأمله بها واستدار ليغادر الغرفة بأكملها ويتجه لميرفت التي سألته بلهفة 
ردت عليك يا هشام قالت حاجة يابني 
زفر بضيق ورد بإيجاب في هدوء 
ردت بس اللي حصل كان صعب عليها هتحتاج وقت لغاية ما ترجع لطبيعتها خلي بالك عليها يامرات خالي عينك متغيبش
عنها لحظة ممكن ټأذي نفسها أو تعمل أي حاجة مش متوقعة
أماءت له بالموافقة عدة مرات متتالية ثم هتفت پبكاء وندم 
أنا اللي اقنعتها وخليتها توافق عليه أنا السبب بنتي كانت هتروح مني بسببي 
هشام برزانة 
إنتي ملكيش ذنب ده واحد حيوان و والحمدلله إن ربنا نجدها منه قبل فوات الآوان 
اقتربت منه ميرفت وعانقته بعاطفة صادقة وحنان أمومي هاتفة بصوت مبحوح 
ربنا يخليك لينا يابني ويحفظك لولالك الله اعلم كان بنتي هترجعلي ولا لا
هشام بصوت رجولي غليظ 
طول ما أنا موجود زينة في عيني ومش هسمح لحاجة تاني ابدا إنها تمسها أو تأذيها 
ابتعدت عنه وقالت بلطف واهتمام 
عارفة ربنا يباركلنا فيك ياحبيبي طمني عليك إنت بقيت كويس دلوقتي 
كويس الحمدلله متقلقيش 
رتبت
ميرفت على ذراعه برفق وغمغمت 
الحمدلله
بصباح اليوم التالي 
تململت في نومها على أثر لمساته الرقيقة فوق بشرتها الناعمة وانامله التي تعبس بخصلات شعرها وحين فتحت عيناها ببطء وأدركت صورته أمام وجهها وهو يتأملها ابتسمت برقة وهمست بخجل بسيط 
صباح الخير 
ابتسم وانحنى عليها بحب مجيبا 
صباح الورد يارمانتي 
رفعت أناملها الرقيقة لشعرها ترجع بخصلاتها المتمردة خلف أذنها ولا زالت ابتسامتها المشرقة فوق شفتيها بالأمس قضوا ليلة رومانسية ساحرة هي حتى لا تصدق كيف استسلمت له بهذا الشكل كان حنون ودافيء وغمرها طوال الليل بعشقه وكلماته الغرامية والمذيبة للقلوب بل وكيف لها أن تتمنع أمام سيل المشاعر الذي اغرقها به في الساعات الماضية !! 
همست بخفوت 
إنت صاحي من إمتى !! 
غمز بعبث وتمتم 
مش عارف بس صحيت واستغليت الفرصة وإنتي نايمة
نكزته في كتفه وهي تضحك بصمت ثم حاولت إبعاده عنها متمتمة بجدية مزيفة 
طيب ابعد بقى خليني اقوم 
لم يعيرها اهتمام واستمر بالتحديق بها في ابتسامة لئيمة ويديه من الجهتين تحاوطانها فكتمت ابتسامتها الخجلة وقالت بتصنع الحزم 
عدنان الله ابعد في إيه !! 
هامسا بعبث 
وحشاني أوي وإنتي نشفتي ريقي لغاية ما رضيتي عني
تلاشت ابتسامتها وابعدته عنها برفق متمتمة في ملامح جادة حقا 
عدنان 
ضيق عيناه بتعجب من تحولها المفاجيء وانتظر أن تستكمل حديثها وبالفعل تمتمت في ضيق 
أنا آسفة 
آسفة !!! 
كان رده بقسمات متعجبة حتى تابعت متمتمة في اعتذار وندم حقيقي 
آسفة إني خبيت عنك كان لازم اقولك مهما كان في بينا إيه مشاكل مينفعش كنت اتصرف كدا أما بخصوص إني حاولت انزله أنا مدركة غلطي من البداية وعارفة إني غلطانة بس علاقتنا في وقتها والمشاكل هي اللي دفعتني للتفكير بالشكل السلبي ده وكمان آسفة على اللي قولته امبارح الصبح مكنتش اقصد
عندما توقفت عن الكلمات وتطلعت إليه رأته يبتسم بغرام ونظرات عيناه دافئة و رائعة جعلتها تلقائيا تبتسم بخفة واتسعت حين وجدته يجيب بخبث
مشاكسا إياها 
آسفة بس كدا من غير أي حاجة يعني صالحيني بضمير شوية ياحبيبتي
ضحكت بخفة ورفعت رأسها نحوه ثم مالت للجانب تجاه وجنته ة ثم هدرت 
حلو كدا !
كان على وشك أن يدنو منها وهو يضحك لكن الدخيل المعتاد وتلك الأيدي الرقيقة تطرق فوق الباب من الخارج هاتفة بتذمر 
بابي مامي اصحوا يلا 
اخذ عدنان نفسا عميقا يجيب بعدم حيلة 
طالما هنا هانم صحيت يبقى لازم نصحى احنا
 

تم نسخ الرابط