إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
يا نشأت الرازي مفكرتش ليه في النتائج قبل ما تبيعني عشان مصلحتك وفلوسك
نشأت بخزي وصوت مبحوح
_ عندك حق أنا غلطت وكنت استاهل كل حاجة واستاهل عقابك ليا بس كفاية يابنتي عشان خاطري سامحيني
_ ياريت بس مش قادرة اسامحك للأسف إنت حتى محاولتش تثبتلي ندمك وتطلقني من عدنان
نشأت باندفاع وبصدق
التزمت الصمت للحظات في دهشة بسيطة قبل أن تهتف بعدم تصديق وحدة
_ مش مصدقاك ولا مصدقاه عدنان عمره ما حبني ولو قالك كدا يبقى كان بيخدعك عشان تبعد عن طريقه
كان على وشك أن يجيب عليها لكنها أسرعت وهتفت هي تمنعه من استرسال الحديث
الاتنين انسى إن ليك بنت يا نشأت الرازي
انزلت الهاتف من فوق أذنيه وأغلقت الاتصال ثم ألقت به فوق الفراش وهي ترفع أناملها تخللهم بين خصلات شعرها في محاولات بائسة منها حتى لا تبكي وعندما التفتت بجسدها للخلف رأته يقف عند الباب يستند بكتفه عليه عاقدا ذراعيه أمام صدره أدركت أنه سمع كل حديثها فرمقته باشمئزاز وهتفت في ڠضب
لوى عدنان فمه ومصمص شفتيه بهدوء مريب ثم انتصب في وقفته وابتعد عن الباب واغلقه بحرص شديد حتى لا تخرج أصواتهم لأذن صغيرتهم بالخارج ثم الټفت لها وتقدم إليها في خطوات ثابتة وهادئة تماما حتى أصبح في مقابلتها مباشرة وهتف بصوت رجولي غليظ وخاڤت
_ إنتي عايزة تطلقي ليه !!
_ يمكن مثلا عشان مش عايزة اعيش مع راجل مش بيحبني !
أجابها بثبات انفعالي يحسد عليه
_ ويعني هي كلمة بحبك اللي هتخليكي تنسي الطلاق ده !!!
كان يعرف ردها قبل أن يسأل السؤال وبالفعل طالت نظرتها إليه بصمت حتى قالت بقسۏة وعناد
_ لا
بدا صوته أكثر وداعة لكن ازدادت صلابة نظراته إليها وهو يجيب عليها
جلنار بسخرية وقوة تليق بها
_ أكيد مش بعد ده كله هقولك أنا عايزة إيه المفروض تعرف وحدك بس هيفيد بإيه حتى لو عرفت خلاص فات الآوان
مرت من جانبه وهمت بالانصراف لكنه قبض على ذراعها ليوقفها واقترب منها ثانية ثم تمتم في صوت رخيم
_ وفات الآوان ليه !
_ عشان مهما عملت ياعدنان هفضل مصممة على الانفصال برضوا
_ وانتي مهما تعملي أنا
برضوا هفضل رافض الانفصال
صاحت به مستاءة في غيظ
_ ليه عايزة افهم ليه طالما مش بتحبني مش عايز تطلقني ليه
قابل انفعالها وصياحها عليه بالصمت والجمود في الملامح وهو يقف كالصنم التي لا حياة فيه وهي تستمر في التحديق به وبعيناه تبحث عن ثغرة تنفي كلامها لربما تفسر سبب رفضه لتركها ولكنها لم ترى سوى ثلوج المشاعر وانعدامها لم ترى اي من الكره أو الحب فقط الجمود الذي ينجح به في كل مرة بمهارة
ادمعت عيناها وردت عليه مغلوبة على أمرها
_ مش بترد ! اقولك أنا ليه عشان أناني ومتجبر
انتظرت أن تقابل ردة
فعل منه ولكنه لا يزال يقف كما هو بنفس السكون فهزت رأسها باستهزاء واستدارت وسارت مغادرة الغرفة بأكملها
بمدينة كاليفورنيا
كان يجلس على مقعده أمام مكتبه بغرفته الخاص به في الشركة وتجلس نادين على المقعد المقابل للمكتب وهي تتفحص بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل فرفع هو رأسه ونظر لها متمتما
_ أنا حجزت الطيارة لمصر على بكرا جهزي نفسك
رمقته بذهول وهتفت بشيء من الاستياء
_ بس أنا ما خبرتك إذا راح سافر معك أو لا على أي أساس بتحجزلي معك !
حاتم باسما بلؤم
_ ما خبرتيني بس كانت واضحة زي الشمس إنك موافقة وعملتيلك شويتين قدامي قال هفكر !
اتسعت عيناها بدهشة من رده عليها وأنه كان يفهمها منذ البداية لكنه تصنع الحماقة رسمت ملامح الڠضب على محياها حتى تنقذ نفسها من الموقف المحرج وقالت بعناد
_ لا مو موافقة
رفع حاجبه باستنكار وهو يبتسم باتساع ثم هدر ضاحكا بمشاكسة يقلدها في الكلام
_ بلا ولدنة
نادين بغيظ
_ عم تتريق مو هيك !!
_ أبدا هو أنا اقدر بلاش بس عناد وقولي حاضر بسكات عشان كدا كدا هتروحي
اشتعلت نظراتها وهبت واقفة ثم انحنت عليه وهي مستندة بكفيها على سطح المكتب وتهتف بكره مزيف
_ تعرف شيء أنا كتير بكرهك ياحاتم
كتم ضحكة عالية كانت ستنطلق منه وأجابها بابتسامة عريضة وببرود مستفز
_ ميرسي ياحياتي وأنا كتير بحبك والله
فرت الډماء من وجهها وتزايد تدفق هرمون الادرينالين في جسدها فور سماعها لاعترافه بحبها حتى لو لم يكن يقصد ذلك الحب الذي تكنه هي له لكن الكلمة كفيلة لتبثعرها
كليا ! انتصبت في وقفتها وهتفت بتلعثم ملحوظ وهي تلملم الأوراق
_ أي طيب أنا راح روح حط هاي الأوراق بالمكتب عندي مشان ما يضيع منها شيء
لاحظ هو ارتباكها وتوترها ولم يعلق اكتفى بالابتسام وهو يوميء لها
متابعة القراءة